مع وافر إعجابي وتقديري للجهود الكبيرة التي تقوم بها أجهزتنا الأمنية، وحرصها على استتباب الأمن، وضبط إيقاع حياتنا على ميسم الطمأنينة والأمان والسلام، إلا أن ما نشهده هذه الأيام من انتشار أخبار القبض على عصابات إجرامية، أمر يبعث عن القلق، ويوجب قرع أجراس الانتباه باكراً، لجملة وجوه، وعدة أسباب..
بداية يجب أن نثبت أن السلوك الإجرامي ليس بدعاً في المجتمعات، وليس أمراً طارئاً، ونحن كغيرنا من شعوب الأرض بيننا من تقوده مأثمة النفس إلى اقتراف موبقات في التعدي على الغير، سواء في ماله أو عرضه أو نفسه، ويتعدى البعض إلى ممتلكات الوطن العامة، في سلوك يستوجب الردع والحسم وفق مقتضيات القانون، هذا أمر مفهوم ومقدّر، وكنا نعيشه على لحظات متفاوتة ومتفرقة، بحيث نستطيع أن نتذكر الأحداث والمآثم والجرائم ومقترفيها، وربما تاريخها، لقلتها، وتفاوت أزمانها، لكن واقع اليوم يشير إلى تسارع في هذه الوتيرة الإجرامية، وتمظهرها في تشكيل عصابات تتحدى القانون والأعراف، والذي يدعو إلى الأسى والأسف والحزن أن أغلب عناصر هذه التشكيلات العصابية لشباب نضر، في مقتبل العمر، أغلبهم بين العقدين الثاني والثالث، وهنا مبلغ الأسى العظيم، والحسرة الكبيرة، بما يستوجب علينا جميعاً أن نذهب عميقاً لدراسة هذه الظاهرة، ووضعها على طاولة النقاش المفتوح، فما الذي يدفع شباباً في مقتبل العمر إلى المخاطرة بحياتهم ومستقبلهم باقتراف مثل سلوكيات النهب تحت تهديد السلاح، وقطع الطريق على الناس، والاعتداء على الممتلكات العامة، والعبث بأعراض الناس، وغير ذلك مما نقرأ عنه يومياً..
علينا أن نغوص عميقاً في جذور هذه الظاهرة واستجلاء أبعادها الاجتماعية والظروف التي أنتجتها، والأبعاد الاقتصادية، غير غافلين بالضرورة الأخذ بعين الاعتبار حالة الفراغ العريض التي نجمت عن توقف أنشطة الحياة بفعل جائحة كورونا، ولزوم الناس دورهم انصياعاً للأوامر والإجراءات الوقائية، وعدم استعداد كثير من الأسر لمعالجة مثل هذه الحالات وافتقارها للموجهات الاجتماعية السليمة في كيفية إدارة وقت أبنائها على اختلاف أعمارهم وميولاتهم وتوجهاتهم، وما هي الحلول الممكنة والعجلى التي يجب أن تتخذ من أجل إصلاح هذا الخلل قبل أن يستفحل ويصبح خطراً اجتماعياً فاشياً تصعب معالجته بالوسائل التقليدية المتاحة..
كما يجب علينا أن نناقش بجلاء ووضوح مشاركة بعض الوافدين أيضاً في أنشطة إجرامية وفق تشكيلات عصابية أعظم خطراً وأشد وقعاً وأثراً في المجتمع، وبخاصة وأن بعض هذه العصابات استمالت إليها بعض شبابنا، وفتحت أمامهم طريق الضياع على مصراعيه، ودربتهم على المسالك الإجرامية بشكل احترافي، وهنا تتعاظم الأدوار الأمنية والاجتماعية في ضرورة محاصرة الظاهرة وتحجيمها وسرعة معالجتها..
إنني أتطلع إلى سرعة انتباه الجهات المعنية بقطاع الشباب في خلق واقع محفز على الإبداع، ومستثمر للفراغ الناشئ عن الحالة الطارئة التي نعيشها اليوم، وتدريب وتأهيل الأسر للتعامل مع أبنائها وفق تباينهم العمري بخلق وابتكار برامج أسرية وترفيهية تكون قادرة على امتصاص حالات التوتر والقلق الناجم عن هذا الفراغ، وعدم ترك هؤلاء الشباب والشابات فريسة لجواذب الإجرام، وطريق الهلاك.. إنها دعوة لنقاش مفتوح نتداول فيه جميعاً أسباب الظاهرة، وطرق المعالجة، مساهمةً منا في الجهود الأمنية المقدرة، ونعين فيه المعنيين قدر المستطاع وصولاً إلى تحجيم هذا المسلك، وحصره ما أمكن في أضيق نطاق، وأقل مساحة.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
بداية يجب أن نثبت أن السلوك الإجرامي ليس بدعاً في المجتمعات، وليس أمراً طارئاً، ونحن كغيرنا من شعوب الأرض بيننا من تقوده مأثمة النفس إلى اقتراف موبقات في التعدي على الغير، سواء في ماله أو عرضه أو نفسه، ويتعدى البعض إلى ممتلكات الوطن العامة، في سلوك يستوجب الردع والحسم وفق مقتضيات القانون، هذا أمر مفهوم ومقدّر، وكنا نعيشه على لحظات متفاوتة ومتفرقة، بحيث نستطيع أن نتذكر الأحداث والمآثم والجرائم ومقترفيها، وربما تاريخها، لقلتها، وتفاوت أزمانها، لكن واقع اليوم يشير إلى تسارع في هذه الوتيرة الإجرامية، وتمظهرها في تشكيل عصابات تتحدى القانون والأعراف، والذي يدعو إلى الأسى والأسف والحزن أن أغلب عناصر هذه التشكيلات العصابية لشباب نضر، في مقتبل العمر، أغلبهم بين العقدين الثاني والثالث، وهنا مبلغ الأسى العظيم، والحسرة الكبيرة، بما يستوجب علينا جميعاً أن نذهب عميقاً لدراسة هذه الظاهرة، ووضعها على طاولة النقاش المفتوح، فما الذي يدفع شباباً في مقتبل العمر إلى المخاطرة بحياتهم ومستقبلهم باقتراف مثل سلوكيات النهب تحت تهديد السلاح، وقطع الطريق على الناس، والاعتداء على الممتلكات العامة، والعبث بأعراض الناس، وغير ذلك مما نقرأ عنه يومياً..
علينا أن نغوص عميقاً في جذور هذه الظاهرة واستجلاء أبعادها الاجتماعية والظروف التي أنتجتها، والأبعاد الاقتصادية، غير غافلين بالضرورة الأخذ بعين الاعتبار حالة الفراغ العريض التي نجمت عن توقف أنشطة الحياة بفعل جائحة كورونا، ولزوم الناس دورهم انصياعاً للأوامر والإجراءات الوقائية، وعدم استعداد كثير من الأسر لمعالجة مثل هذه الحالات وافتقارها للموجهات الاجتماعية السليمة في كيفية إدارة وقت أبنائها على اختلاف أعمارهم وميولاتهم وتوجهاتهم، وما هي الحلول الممكنة والعجلى التي يجب أن تتخذ من أجل إصلاح هذا الخلل قبل أن يستفحل ويصبح خطراً اجتماعياً فاشياً تصعب معالجته بالوسائل التقليدية المتاحة..
كما يجب علينا أن نناقش بجلاء ووضوح مشاركة بعض الوافدين أيضاً في أنشطة إجرامية وفق تشكيلات عصابية أعظم خطراً وأشد وقعاً وأثراً في المجتمع، وبخاصة وأن بعض هذه العصابات استمالت إليها بعض شبابنا، وفتحت أمامهم طريق الضياع على مصراعيه، ودربتهم على المسالك الإجرامية بشكل احترافي، وهنا تتعاظم الأدوار الأمنية والاجتماعية في ضرورة محاصرة الظاهرة وتحجيمها وسرعة معالجتها..
إنني أتطلع إلى سرعة انتباه الجهات المعنية بقطاع الشباب في خلق واقع محفز على الإبداع، ومستثمر للفراغ الناشئ عن الحالة الطارئة التي نعيشها اليوم، وتدريب وتأهيل الأسر للتعامل مع أبنائها وفق تباينهم العمري بخلق وابتكار برامج أسرية وترفيهية تكون قادرة على امتصاص حالات التوتر والقلق الناجم عن هذا الفراغ، وعدم ترك هؤلاء الشباب والشابات فريسة لجواذب الإجرام، وطريق الهلاك.. إنها دعوة لنقاش مفتوح نتداول فيه جميعاً أسباب الظاهرة، وطرق المعالجة، مساهمةً منا في الجهود الأمنية المقدرة، ونعين فيه المعنيين قدر المستطاع وصولاً إلى تحجيم هذا المسلك، وحصره ما أمكن في أضيق نطاق، وأقل مساحة.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com