نحن أمام مشهد هو أقرب إلى الكوميديا السوداء، حيث إن الجماعات الإسلامية، ومنهم بالطبع الإخوان المسلمون، وكذلك اليسار، ومجاميع الربيع العربي، جميعهم يتحينون الفرصة لفشل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية القادمة، وبالتالي عودة الديموقراطيين.
تلك الجماعات، ومثقفوها، وقادتها، يتحينون لحظة رحيل ترمب على أمل أن يجدوا نصيراً لهم في البيت الأبيض يعيدهم لمرحلة الرئيس السابق باراك أوباما، وبالتالي تمكينهم من المنطقة، ومثل هذه الجماعات إيران أيضاً، والمحسوبون عليها، بل وحتى بشار الأسد.
وبدلاً من أن تقوم تلك الجماعات، أو إيران، أو نظام الحمدين، بمراجعة لمواقفهم، وكيف خسروا ما خسروا، فإنهم يفضلون اللعب على الوقت على أمل عودة الديموقراطيين، وتحديداً جو بايدن ليتسنى لهم العبث بالمنطقة مجدداً.
مثلاً، هل تذكرون حماس؟ أين هي الآن؟ صمت مطبق! دعك من حماس، تأمل مثلا الحوثيين في اليمن حيث لم يستهدفوا حتى سيارات السفارة الأمريكية في صنعاء رغم أنهم يرددون شعار الموت لأمريكا! تأمل حزب الله، والذي يُضرب صباح مساء بسوريا، من الإسرائيليين، ورد الحزب هو المزيد من التنكيل في لبنان، على أمل تمضية الوقت لرحيل ترمب، وضمان عدم انكسار سطوة الحزب بلبنان!
ماذا عن إيران؟ ردها، مثلاً، على اغتيال قاسم سليماني هو تقديم طلب للإنتربول لإلقاء القبض على دونالد ترمب، فهل من سخرية أكثر من هذه؟ الحقيقة أن أسلوب هذه الجماعات، أو الدول، والذين أسميهم المتربصين، ما هو إلا مزيج من السذاجة، وإثارة السخرية.
فما يتجاهله هؤلاء المتربصون أن دول الاعتدال بالمنطقة لم تلعب لعبة الوقت فترة باراك أوباما، ولن تلعبها بعد ترمب، سواء الآن أو بعد أربعة أعوام قادمة. دول الاعتدال لم تجلس متربصة، بل حمت مشاريعها، وحلفاءها، ووقت أوباما.
دول الاعتدال أفشلت المخطط المرسوم ضد البحرين، ومصر، وتحركت وقتها لنزع فتيل الأزمة في اليمن، وأخرجت السعودية حينها علي عبدالله صالح، وباقي القصة معروف. ولم يتغير موقف السعودية، مثلا، ضد جرائم الأسد بسبب إهمال أوباما.
ولم تتساهل دول الاعتدال مع إيران يوم كانت إدارة أوباما تغازلها، ولم تهادن تركيا، وأردوغان كان أحد المقربين من أوباما، بل إن الإمارات أوقفت مشاريع اقتصادية ضخمة مع أردوغان الذي كان يهدد أمن مصر بدعمه الإخوان المسلمين.
وعليه، سواء فاز ترمب بفترة ثانية، أو لا، فإن دول الاعتدال، وقادتها، وشعوبها، موجودة لحماية أوطانها، واستقرارها، ولن تتلون، أو تلعب على الوقت، وكما يفعل المتربصون، فهذه الدول موجودة لتبقى، وأثبتت الأزمات أن دول الاعتدال هذه أكبر من كل المغامرات، والمتربصين.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
تلك الجماعات، ومثقفوها، وقادتها، يتحينون لحظة رحيل ترمب على أمل أن يجدوا نصيراً لهم في البيت الأبيض يعيدهم لمرحلة الرئيس السابق باراك أوباما، وبالتالي تمكينهم من المنطقة، ومثل هذه الجماعات إيران أيضاً، والمحسوبون عليها، بل وحتى بشار الأسد.
وبدلاً من أن تقوم تلك الجماعات، أو إيران، أو نظام الحمدين، بمراجعة لمواقفهم، وكيف خسروا ما خسروا، فإنهم يفضلون اللعب على الوقت على أمل عودة الديموقراطيين، وتحديداً جو بايدن ليتسنى لهم العبث بالمنطقة مجدداً.
مثلاً، هل تذكرون حماس؟ أين هي الآن؟ صمت مطبق! دعك من حماس، تأمل مثلا الحوثيين في اليمن حيث لم يستهدفوا حتى سيارات السفارة الأمريكية في صنعاء رغم أنهم يرددون شعار الموت لأمريكا! تأمل حزب الله، والذي يُضرب صباح مساء بسوريا، من الإسرائيليين، ورد الحزب هو المزيد من التنكيل في لبنان، على أمل تمضية الوقت لرحيل ترمب، وضمان عدم انكسار سطوة الحزب بلبنان!
ماذا عن إيران؟ ردها، مثلاً، على اغتيال قاسم سليماني هو تقديم طلب للإنتربول لإلقاء القبض على دونالد ترمب، فهل من سخرية أكثر من هذه؟ الحقيقة أن أسلوب هذه الجماعات، أو الدول، والذين أسميهم المتربصين، ما هو إلا مزيج من السذاجة، وإثارة السخرية.
فما يتجاهله هؤلاء المتربصون أن دول الاعتدال بالمنطقة لم تلعب لعبة الوقت فترة باراك أوباما، ولن تلعبها بعد ترمب، سواء الآن أو بعد أربعة أعوام قادمة. دول الاعتدال لم تجلس متربصة، بل حمت مشاريعها، وحلفاءها، ووقت أوباما.
دول الاعتدال أفشلت المخطط المرسوم ضد البحرين، ومصر، وتحركت وقتها لنزع فتيل الأزمة في اليمن، وأخرجت السعودية حينها علي عبدالله صالح، وباقي القصة معروف. ولم يتغير موقف السعودية، مثلا، ضد جرائم الأسد بسبب إهمال أوباما.
ولم تتساهل دول الاعتدال مع إيران يوم كانت إدارة أوباما تغازلها، ولم تهادن تركيا، وأردوغان كان أحد المقربين من أوباما، بل إن الإمارات أوقفت مشاريع اقتصادية ضخمة مع أردوغان الذي كان يهدد أمن مصر بدعمه الإخوان المسلمين.
وعليه، سواء فاز ترمب بفترة ثانية، أو لا، فإن دول الاعتدال، وقادتها، وشعوبها، موجودة لحماية أوطانها، واستقرارها، ولن تتلون، أو تلعب على الوقت، وكما يفعل المتربصون، فهذه الدول موجودة لتبقى، وأثبتت الأزمات أن دول الاعتدال هذه أكبر من كل المغامرات، والمتربصين.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com