وصل لبنان إلى طريق مسدود كل خياراته صعبة، والسؤال هو من سينقذه؟ هل المجتمع الدولي؟ أم دول الخليج العربي؟ أو قل السعودية؟ أم إيران؟ لا أعتقد أن أحد الأطراف المذكورة ستفعل ذلك، وفق معطيات اللحظة، ومن سيحاول سيفشل.
المجتمع الدولي غير مستعد بسبب الظروف الاقتصادية بعد جائحة كورونا، ويريد من لبنان ضمانات، وإصلاحا اقتصاديا. دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، لا يوجد مؤشرات، حتى اللحظة، على رغبتها في التحرك، وهذا قرار صائب، وخصوصا الآن.
بالنسبة لإيران التكلفة عالية، من الظروف الإيرانية نفسها، والعقوبات الأميركية، وكذلك تكلفة التوسع في العراق، وسوريا، مضاف لها تكلفة حزب الله بلبنان، ولو فعلت إيران ذلك حينها سينتهي وضع لبنان دوليا.
حسنا، من يستطيع إنقاذ لبنان إذن؟ لا أحد غير اللبنانيين، فإذا لم يقم حزب الله، وحلفاؤه، بتجرع كأس السم، والتنازل، فقد يلتهمهم الحريق اللبناني، وكل مؤشراته موجودة. آن الأوان ليتوقف حزب الله عن الهروب إلى الأمام، وعليه أن يعترف أن حكومة حسان دياب فشلت، ولا بد من تنازل سياسي.
قد يعول الحزب، أو إيران من خلفه، على دعم قطري، لكن ذلك سيورط الدوحة دوليا، وإقليميا، وعليها أن تصبح متعهدة ضبط سلوك حزب الله تجاه إسرائيل التي لم تتوقف لحظة عن تأديب حزب الله، وإيران، في سوريا، والمشهد معقد، وأكبر من الدور القطري.
وبالتالي فإنه لا مناص من أن يعلن الحزب هزيمته، ويطلب من رئيس وزرائه دياب الاستقالة، ومغادرة المشهد، وفتح الطريق لحكومة لبنانية قادرة على الإصلاح، وتحترم دوليا، وخليجيا، وقبل كل شيء لبنانيا.
صحيح أن وضع لبنان سيئ، ولا أحد يتمنى رؤية ذلك، لكنه الواقع، وكما قال لي أحد كبار مسؤولي لبنان، ذات يوم، بأن جبر كسر لبنان خطأ، ولا بد من كسر جديد ليجبر بالشكل السليم. ولا أحد عاقلا، أو محبا للبنان، يتمنى رؤية عنف، أو صدامات، لكن لا أمل بحل أزمة لبنان دون حلول جدية. وأولها تجرع حزب الله كأس السم، والاعتراف بالهزيمة السياسية، ومطالبة دياب بالاستقالة، لأنه، آخر من يحق له أن يتحدث عن التدخلات الخارجية، وكما صرح مؤخرا، وهو جزء من الأزمة، وليس جزءا من الحل.
وعليه فإن لا أحد قادرا على إنقاذ لبنان غير اللبنانيين أنفسهم. كما يجب أن يدرك لبنان، واللبنانيون أن أهم ورقة بأيديهم هي ورقة النأي بالنفس، وعدا ذلك سيبقى لبنان في أزمة، وقد تسوء، وقريبا جدا.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
المجتمع الدولي غير مستعد بسبب الظروف الاقتصادية بعد جائحة كورونا، ويريد من لبنان ضمانات، وإصلاحا اقتصاديا. دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، لا يوجد مؤشرات، حتى اللحظة، على رغبتها في التحرك، وهذا قرار صائب، وخصوصا الآن.
بالنسبة لإيران التكلفة عالية، من الظروف الإيرانية نفسها، والعقوبات الأميركية، وكذلك تكلفة التوسع في العراق، وسوريا، مضاف لها تكلفة حزب الله بلبنان، ولو فعلت إيران ذلك حينها سينتهي وضع لبنان دوليا.
حسنا، من يستطيع إنقاذ لبنان إذن؟ لا أحد غير اللبنانيين، فإذا لم يقم حزب الله، وحلفاؤه، بتجرع كأس السم، والتنازل، فقد يلتهمهم الحريق اللبناني، وكل مؤشراته موجودة. آن الأوان ليتوقف حزب الله عن الهروب إلى الأمام، وعليه أن يعترف أن حكومة حسان دياب فشلت، ولا بد من تنازل سياسي.
قد يعول الحزب، أو إيران من خلفه، على دعم قطري، لكن ذلك سيورط الدوحة دوليا، وإقليميا، وعليها أن تصبح متعهدة ضبط سلوك حزب الله تجاه إسرائيل التي لم تتوقف لحظة عن تأديب حزب الله، وإيران، في سوريا، والمشهد معقد، وأكبر من الدور القطري.
وبالتالي فإنه لا مناص من أن يعلن الحزب هزيمته، ويطلب من رئيس وزرائه دياب الاستقالة، ومغادرة المشهد، وفتح الطريق لحكومة لبنانية قادرة على الإصلاح، وتحترم دوليا، وخليجيا، وقبل كل شيء لبنانيا.
صحيح أن وضع لبنان سيئ، ولا أحد يتمنى رؤية ذلك، لكنه الواقع، وكما قال لي أحد كبار مسؤولي لبنان، ذات يوم، بأن جبر كسر لبنان خطأ، ولا بد من كسر جديد ليجبر بالشكل السليم. ولا أحد عاقلا، أو محبا للبنان، يتمنى رؤية عنف، أو صدامات، لكن لا أمل بحل أزمة لبنان دون حلول جدية. وأولها تجرع حزب الله كأس السم، والاعتراف بالهزيمة السياسية، ومطالبة دياب بالاستقالة، لأنه، آخر من يحق له أن يتحدث عن التدخلات الخارجية، وكما صرح مؤخرا، وهو جزء من الأزمة، وليس جزءا من الحل.
وعليه فإن لا أحد قادرا على إنقاذ لبنان غير اللبنانيين أنفسهم. كما يجب أن يدرك لبنان، واللبنانيون أن أهم ورقة بأيديهم هي ورقة النأي بالنفس، وعدا ذلك سيبقى لبنان في أزمة، وقد تسوء، وقريبا جدا.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com