يذهب بنا تعريف المبادرة لغوياً إلى مسالك جمالية تكشف عن الإسراع إلى فعل الشيء، ومنها تسمية القمر بدراً؛ لأنه يبادر إلى الغروب قبل مطلع الفجر، وسميت ليلة البدر بذلك لتمام قمرها!
فالمعنى اللغوي يمضي بنا إلى تمثل تعريفها على أرض الواقع، فالمبادرة هي فكرة وخطة عمل تطرح لمعالجة قضايا المجتمع وتتحول إلى مشاريع تنموية قصيرة المدى وبعيدة المدى، وتصدر عادة عن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والجمعيات الخيرية والتطوعية، تأخذ طريقاً فرعياً عن الأهداف الرئيسية للمؤسسة أو الجمعية، فتحقق أهدافها الفرعية بشكل مستقل. بحسب تعريف موقع «ويكيبيديا»!
فالتعريفات تؤكد على المسارعة إلى حل مشكلة أو معالجة قضايا مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية لطرح حلول لها، فهل هذا التعريف للمبادرة ينطبق على عصر المبادرات الذي نعيشه؟!! فقد أصبحت كلمة مبادرة تثير الفزع أحياناً مما نرى أو نشاهد من مبالغة في الطرح أو الحديث الإنشائي عنها والأحلام الخيالية التي تصاحبها والأنفوجرافيك المصاحب الذي يحتل ثلاثة أرباع حجم المبادرة بألوانه البراقة الجميلة، لترى أن كل ما هنالك أفكار وليست حلولاً، أمانٍ وليست معالجات، طموح لا يرتكز إلى واقع يحتاج منا الكثير لتطويره ولعمل شاق مضنٍ قبل الذهاب إلى أحلام المبادرات!
ما دفعني للكتابة حول المبادرات هو برنامج «African voices» على قناة CNN الذي يقدم مبادرات للتغيير في القارة السمراء ومنها قصة أستاذ جامعي من كينيا يعمل في جامعة كاليفورنيا في مجال الزراعة، وقد ترك عمله في أمريكا وعاد لبلاده ليحدث التغيير في عادات الزراعة هناك وينشئ أكاديميات لتعلم فنون الزراعة واستثمار الشباب وقدراتهم هناك لخلق فرص عمل جديدة!
كم بيننا أمثال هذا الأستاذ الجامعي وكم بيننا من شباب استفادوا من أمثال هذه الخبرات، فلا يمكن تقديم مبادرات فقط ترتكز على التنظير والحلم بمستقبل واعد، مع أن هذا حق مشروع للجميع، ولكن الأكثر أهمية من ذلك النظر للواقع وتلمس احتياجاته وفهم معوقاته وقراءة الجهود السابقة والبناء عليها، بهذا نتقدم ونستفيد من خبراتنا ونطور واقعنا، فالخبرة هي العقل والشباب للتنفيذ فهم الوقود المحرك الفاعل، لماذا لم تتقدم المبادرات لحل مشاكل الزراعة في منطقة عسير، والاستفادة من الإنتاج الزراعي في الطائف مثلاً، لماذا لم تكن هناك مبادرات لحل مشكلة الأمية التقنية؟
لا أدعي علماً بكل ما هنالك من مبادرات، ولكن أن تكون هناك مبادرات داخل أسوار الجامعات فقط أو للعرض فقط أثناء المؤتمرات ثم تختفي هنا تبرز علامة التعجب! المبادرة الفاعلة لا بد أن تحظى باهتمام الإعلام والتركيز عليها وإبراز نجاحاتها ومتابعة عملها، وهذا هو الهدف لتحفيز مبادرات حقيقية وواقعية أكثر.
كاتبة سعودية
monaalmaliki@
فالمعنى اللغوي يمضي بنا إلى تمثل تعريفها على أرض الواقع، فالمبادرة هي فكرة وخطة عمل تطرح لمعالجة قضايا المجتمع وتتحول إلى مشاريع تنموية قصيرة المدى وبعيدة المدى، وتصدر عادة عن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والجمعيات الخيرية والتطوعية، تأخذ طريقاً فرعياً عن الأهداف الرئيسية للمؤسسة أو الجمعية، فتحقق أهدافها الفرعية بشكل مستقل. بحسب تعريف موقع «ويكيبيديا»!
فالتعريفات تؤكد على المسارعة إلى حل مشكلة أو معالجة قضايا مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية لطرح حلول لها، فهل هذا التعريف للمبادرة ينطبق على عصر المبادرات الذي نعيشه؟!! فقد أصبحت كلمة مبادرة تثير الفزع أحياناً مما نرى أو نشاهد من مبالغة في الطرح أو الحديث الإنشائي عنها والأحلام الخيالية التي تصاحبها والأنفوجرافيك المصاحب الذي يحتل ثلاثة أرباع حجم المبادرة بألوانه البراقة الجميلة، لترى أن كل ما هنالك أفكار وليست حلولاً، أمانٍ وليست معالجات، طموح لا يرتكز إلى واقع يحتاج منا الكثير لتطويره ولعمل شاق مضنٍ قبل الذهاب إلى أحلام المبادرات!
ما دفعني للكتابة حول المبادرات هو برنامج «African voices» على قناة CNN الذي يقدم مبادرات للتغيير في القارة السمراء ومنها قصة أستاذ جامعي من كينيا يعمل في جامعة كاليفورنيا في مجال الزراعة، وقد ترك عمله في أمريكا وعاد لبلاده ليحدث التغيير في عادات الزراعة هناك وينشئ أكاديميات لتعلم فنون الزراعة واستثمار الشباب وقدراتهم هناك لخلق فرص عمل جديدة!
كم بيننا أمثال هذا الأستاذ الجامعي وكم بيننا من شباب استفادوا من أمثال هذه الخبرات، فلا يمكن تقديم مبادرات فقط ترتكز على التنظير والحلم بمستقبل واعد، مع أن هذا حق مشروع للجميع، ولكن الأكثر أهمية من ذلك النظر للواقع وتلمس احتياجاته وفهم معوقاته وقراءة الجهود السابقة والبناء عليها، بهذا نتقدم ونستفيد من خبراتنا ونطور واقعنا، فالخبرة هي العقل والشباب للتنفيذ فهم الوقود المحرك الفاعل، لماذا لم تتقدم المبادرات لحل مشاكل الزراعة في منطقة عسير، والاستفادة من الإنتاج الزراعي في الطائف مثلاً، لماذا لم تكن هناك مبادرات لحل مشكلة الأمية التقنية؟
لا أدعي علماً بكل ما هنالك من مبادرات، ولكن أن تكون هناك مبادرات داخل أسوار الجامعات فقط أو للعرض فقط أثناء المؤتمرات ثم تختفي هنا تبرز علامة التعجب! المبادرة الفاعلة لا بد أن تحظى باهتمام الإعلام والتركيز عليها وإبراز نجاحاتها ومتابعة عملها، وهذا هو الهدف لتحفيز مبادرات حقيقية وواقعية أكثر.
كاتبة سعودية
monaalmaliki@