هل صاحِب الأدب والأخلاق ولكن لا حسب ولا نسب له أرفع شأناً؟ أم صاحِب الحسب والنسب ولكن لا أدب ولا أخلاق له أرفع شأنا؟ الجواب ليس بالكلمات ولكن بالممارسة الفعلية على أرض الواقع.
العنصرية تلوث فكري مكتسب وموروث من بيئة الوالدين أولا.. يتغذى لاحقا من بيئة المجتمع. هو يعتمد على مفردة ثقافية صغيرة الحجم ولكنها لاذعة المذاق: النظر إلى فئة أخرى بأنها أقل شأناً. أي إرضاء الذات على حساب الأضعف. فالشعور بالفوقية إحساس يضفي على مركّب النقص غلافا شفافا يعطي صفة الكمال والأفضلية. ترى بعض الدراسات أن العنصرية بدأت خلال العصور الإنسانية في مرحلة مجتمع الصيد التي انتهت قبل ما يقارب 10 آلاف عام؛ ولكنها استمرت حتى وصلت لمفهوم (الدم النقي) و(الدم الملوث)؛ وأمثلتها في العصر الحديث تأخذ أشكالا مذهبية؛ كالنازية والصهيونية والفاشية.
عندما طرح العالم -مؤخرا- سؤاله الكبير حول العنصرية: هل يتم النظر إليها من خلال الحقب الزمنية وتطور التركيبة الاجتماعية، أم يُكتفى بتقييم الماضي بناء على معطيات الحاضر؟ كان الجواب مباغتا. أن التخلص من العنصرية يعني ضرورة تطهير التاريخ منها بناء على مفهومها العصري. وكأن التاريخ يحاكم نفسه من منظور الحاضر. وبدأت شعوب على المستوى العالمي تشطب الأسماء والرموز التي تسببت في كثير من الأذى للإنسانية.. قديماً وحديثاً. من الأمثلة التي تسير في هذا الاتجاه: إزالة تماثيل القادة التاريخيين من الساحات -خلال انتفاضة حياة السود مهمة- كتطبيق واقعي لإزالة وشطب الرمز التاريخي الممارس للعنصرية.
على خط الزمن، عندما يأتي الدين ليساوي بين الناس، كان يواجه باستهجان ورفض. والقرآن الكريم يحدثنا عن هذه الممارسات بشكل مباشر في عديد من الآيات. فالأهواء البشرية ترفض التساوي وتميل للازدراء سواء بسبب اللون أو المعتقد أو العرق.. أو حتى بسبب الطبقة الاجتماعية أو الوظيفة أو المستوى المادي.. هي ترغب في المحافظة على هيبة هذه المقومات لتحافظ على الأفضلية.
لهذا، يرى كثيرون أن ثقافة العنصرية تحتاج إلى محاكمة شعبية وليس قوانين وأنظمة فقط.. فالقوانين تكبح المجاهرة بها أو استخدامها علنا، ولكنها لا تُخفت صوتها داخل الضمير الشخصي والذاتي. رسالة واتساب واحدة تسخر من ثقافة ما، لا تختلف في عنصريتها عن الفكرة الأوروبية القديمة: (حديقة الحيوان البشرية) التي تضع كلّ مختلف داخل قفص ليشاهده الآخرون. الفارق.. الحديقة أصبحت شاشة جوال. ممارسة لا تضبطها القوانين ولكن يضبطها الضمير.
التخلص من العنصرية يحتاج إلى مرحلة طويلة من تدريب العقل الفردي على مفهوم التوجيه الإلهي؛ بأن المعايير الإنسانية هي أساس إمكانية التفاهم والتعايش بين البشر، وأنها سبب استيعاب التنوع ومبرّر الاختلاف.
العنصرية تلوث فكري مكتسب وموروث من بيئة الوالدين أولا.. يتغذى لاحقا من بيئة المجتمع. هو يعتمد على مفردة ثقافية صغيرة الحجم ولكنها لاذعة المذاق: النظر إلى فئة أخرى بأنها أقل شأناً. أي إرضاء الذات على حساب الأضعف. فالشعور بالفوقية إحساس يضفي على مركّب النقص غلافا شفافا يعطي صفة الكمال والأفضلية. ترى بعض الدراسات أن العنصرية بدأت خلال العصور الإنسانية في مرحلة مجتمع الصيد التي انتهت قبل ما يقارب 10 آلاف عام؛ ولكنها استمرت حتى وصلت لمفهوم (الدم النقي) و(الدم الملوث)؛ وأمثلتها في العصر الحديث تأخذ أشكالا مذهبية؛ كالنازية والصهيونية والفاشية.
عندما طرح العالم -مؤخرا- سؤاله الكبير حول العنصرية: هل يتم النظر إليها من خلال الحقب الزمنية وتطور التركيبة الاجتماعية، أم يُكتفى بتقييم الماضي بناء على معطيات الحاضر؟ كان الجواب مباغتا. أن التخلص من العنصرية يعني ضرورة تطهير التاريخ منها بناء على مفهومها العصري. وكأن التاريخ يحاكم نفسه من منظور الحاضر. وبدأت شعوب على المستوى العالمي تشطب الأسماء والرموز التي تسببت في كثير من الأذى للإنسانية.. قديماً وحديثاً. من الأمثلة التي تسير في هذا الاتجاه: إزالة تماثيل القادة التاريخيين من الساحات -خلال انتفاضة حياة السود مهمة- كتطبيق واقعي لإزالة وشطب الرمز التاريخي الممارس للعنصرية.
على خط الزمن، عندما يأتي الدين ليساوي بين الناس، كان يواجه باستهجان ورفض. والقرآن الكريم يحدثنا عن هذه الممارسات بشكل مباشر في عديد من الآيات. فالأهواء البشرية ترفض التساوي وتميل للازدراء سواء بسبب اللون أو المعتقد أو العرق.. أو حتى بسبب الطبقة الاجتماعية أو الوظيفة أو المستوى المادي.. هي ترغب في المحافظة على هيبة هذه المقومات لتحافظ على الأفضلية.
لهذا، يرى كثيرون أن ثقافة العنصرية تحتاج إلى محاكمة شعبية وليس قوانين وأنظمة فقط.. فالقوانين تكبح المجاهرة بها أو استخدامها علنا، ولكنها لا تُخفت صوتها داخل الضمير الشخصي والذاتي. رسالة واتساب واحدة تسخر من ثقافة ما، لا تختلف في عنصريتها عن الفكرة الأوروبية القديمة: (حديقة الحيوان البشرية) التي تضع كلّ مختلف داخل قفص ليشاهده الآخرون. الفارق.. الحديقة أصبحت شاشة جوال. ممارسة لا تضبطها القوانين ولكن يضبطها الضمير.
التخلص من العنصرية يحتاج إلى مرحلة طويلة من تدريب العقل الفردي على مفهوم التوجيه الإلهي؛ بأن المعايير الإنسانية هي أساس إمكانية التفاهم والتعايش بين البشر، وأنها سبب استيعاب التنوع ومبرّر الاختلاف.