-A +A
طارق الحميد
من الواضح أن إيران تحاول التخفيف عن الضغوط التي تعيشها اقتصاديا، وكذلك الحرج الداخلي، حيث حوادث الاستهداف مؤخرا لمنشآتها النووية، والعسكرية، ناهيك عن الضغوط الدولية من خلال الهروب إلى الأمام، وذلك بدفع الحوثيين للتصعيد ضد السعودية.

قبل أيام حاول الحوثيون استهداف السعودية بثماني طائرات من دون طيار، وعدد أربعة صواريخ باليستية تصدت لها قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، وقبل بلوغها أهدافها، والتي من أهمها، أي الأهداف، التشويش على السعودية، ورفع الضغط، والحرج عن إيران.


وأقول إنها لم تحقق أهدافها؛ لأن حرفية ويقظة القوات الجوية السعودية حالت دون ذلك، كما أن الجرم الإيراني- الحوثي بات مفضوحا، وما هو إلا دليل الورطة التي تعيشها إيران، داخليا وخارجيا، ولأسباب عدة.

أبسط دليل أن إيران تحاول الهروب إلى الأمام من خلال دفع الحوثيين للتصعيد هو التصريحات الإيرانية المتوالية عن اليمن، وبدون أسباب منطقية، أو اجتماعات مجدولة، فيوم الثلاثاء الماضي، أي بعد محاولة الحوثيين استهداف السعودية، تحرك الإيرانيون إعلاميا بشكل ملفت.

مثلا، نشرت وكالة إرنا الإيرانية خبرين لا معنى لهما، توقيتا أو مضمونا، فقط مجرد محاولة دعائية لتسليط الضوء على السعودية باليمن، ورفع الضغط عن إيران. حيث نقلت إرنا تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن اليمن وما اسمته تصعيدا سعوديا بمغالطة واضحة.

كما نقلت الوكالة خبر اجتماع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مع من وصفته بوزير خارجية «حكومة الإنقاذ الوطني اليمني» هشام شرف عبدالله. والملفت بصيغة الخبر هو القول إن وزير الحوثيين عبر «عن تقديره للدعم السياسي والمساعدات الإنسانية الذي قدمتها» إيران، ثم القول إن الوزير عبدالله «قدم تقريرا حول آخر الأوضاع السياسية والميدانية في اليمن، والآفاق المستقبلية للأزمة اليمنية».

ونلاحظ هنا تعبير «قدم تقريرا»، حيث لم يقل إن الوزير اليمني أطلع نظيره الإيراني، أو تشاور معه، أي كأننا نصف لقاء بين حسن نصر الله، وزير خارجية إيران، لقاء عميل، بقائده!

ومجمل القول هنا إن اليقظة والعقلانية السعودية لا زالت تفوت على إيران فرص التصعيد، والهروب إلى الأمام، لأن استحقاقات إيران ليست مع السعودية، وإنما مع المجتمع الدولي، وقبلها أمام الشعب الإيراني.

وأفضل نهج يمكن اتباعه مع إيران هو العقلانية السعودية التي تفوت فرص التصعيد، لترك إيران تغرق في وحل أخطائها المتتالية، لتواجه مصيرها المحتوم، وهو دفع الثمن على الأعمال الإجرامية، والإرهابية، والانتهاكات القانونية الدولية.

وعليه فإن أفضل رد على إيران هو تجاهلها لأنها ستدفع الثمن حتما، وها هي طهران تتلقى صفعات داخلية موجعة، ومحرجة، للنظام، واتباعه، وعملائه بالمنطقة.