ماذا لو أغلقت الصحف الورقية المحلية أبوابها للأبد؟.. -ومعظمها فعلياً ينتظر ساعة نحبه-. لو حدث ذلك، ماذا سيتغير في الإعلام السعودي، الوطني، المحلي بشكل عام؟.
ربما بحكم السن.. تُعتبر الصحافة الورقية هي العامود الفقري للإعلام.. عالمياً. فهي الأقدم والأطول عمراً. بدأت في الحضارات القديمة حين كانت تُكتب بخط اليد، ثم انطلقت بمفهومها الحالي مع بداية اختراع الطباعة منتصف القرن الخامس عشر. تمرَّست في العمل الإعلامي وأصبحت حرفة متخصصة تتطلب مهارة عالية.. ثم بَصمت خبرتها على كل وسيلة إعلامية نشأت بعدها. عُمقها في التاريخ جعل منها حرفة متجذرة تختلط بملح أي عمل إعلامي.. مع وضع نجمة قبل وبعد جملة: أي عمل إعلامي.
الصحافة السعودية ارتقت وقفزت فوق المراحل بارتفاعات عالية.. جداً. التاريخ المعاصر -منذ منتصف القرن الماضي- يشهد على المفاصل الحيوية التي ميزت الإعلام السعودي.. فالانتقالات كانت سريعة وواثقة.. بدأت تقليدية.. ثم اكتسبت الخبرة والمعرفة والمهارة ووصلت للحرفية العالية.
قبل تلك المرحلة، كان الإعلام الخارجي هو من يطرح القضايا ويصنع الرأي العام حتى على المستوى المحلي. مجرد عقود، وأصبحت الصحافة السعودية تقود الرأي العام العربي والإقليمي والإسلامي؛ في ما يختص بالقضايا العربية والإسلامية.
لكن، ماذا لو أغلقت الصحف أبوابها للأبد؟ الجواب ليس صعباً: عندها، ستفقد الساحة الإعلامية المصداقية، وستفقد المهارة، وستفقد الحرفية في صناعة الخبر الصحفي. ففي نفس السياق، الأقسام العلمية في الكليات والجامعات بدأت في التخلي عن تعليم الصحافة الورقية؛ بحجة ضمورها على مستوى العالم.. بمعنى توقف صناعة الصحفي المتخصص.. هذا توجّه لا يُبشّر بخير.
الإعلام الجديد.. هو من يسعى لإخراج الصحافة الورقية من الساحة، ولكن واقعياً هو يتغذى من سنامها.. وخروجها يعني أن فوضى المعلومات ستصبح هي المادة الإعلامية المستهلكة يومياً: ضمور الأخبار ذات المصداقية العالية.. مع ارتفاع حاد في درجة الشائعات والفبركة.. مع نقص المهنية في صناعة مادة إعلامية رصينة؛ معادلة جادة لسقوط إعلامي سريع.. انهيار سيُسمع له دوي في كافة الوسائل الأخرى.
حالياً، ما زال الإعلام يقتات من بقايا مرحلة ازدهار الصحافة الورقية.. وما زال يعيش تحت عباءة فرسانها -بشكل مباشر أو غير مباشر-.. ولكن لو انتهت هذه المرحلة وجفّت ينابيعها.. سيجد نفسه أعزل.. ويعود سيرته الأولى حين كان أضعف من أن يصنع رأياً عاماً إقليمياً أو عربياً أو إسلامياً.
لا بد من مبادرة لدعم الصحافة الورقية ومساندتها؛ ليس من أجل عيون أصحاب المؤسسات الصحفية.. ولكن من أجل عيون إعلام الوطن بشكل عام. لا يمكن أن تُرفع الأيدي عن الصحافة الورقية.. فهي أساس العمل الإعلامي.
ربما بحكم السن.. تُعتبر الصحافة الورقية هي العامود الفقري للإعلام.. عالمياً. فهي الأقدم والأطول عمراً. بدأت في الحضارات القديمة حين كانت تُكتب بخط اليد، ثم انطلقت بمفهومها الحالي مع بداية اختراع الطباعة منتصف القرن الخامس عشر. تمرَّست في العمل الإعلامي وأصبحت حرفة متخصصة تتطلب مهارة عالية.. ثم بَصمت خبرتها على كل وسيلة إعلامية نشأت بعدها. عُمقها في التاريخ جعل منها حرفة متجذرة تختلط بملح أي عمل إعلامي.. مع وضع نجمة قبل وبعد جملة: أي عمل إعلامي.
الصحافة السعودية ارتقت وقفزت فوق المراحل بارتفاعات عالية.. جداً. التاريخ المعاصر -منذ منتصف القرن الماضي- يشهد على المفاصل الحيوية التي ميزت الإعلام السعودي.. فالانتقالات كانت سريعة وواثقة.. بدأت تقليدية.. ثم اكتسبت الخبرة والمعرفة والمهارة ووصلت للحرفية العالية.
قبل تلك المرحلة، كان الإعلام الخارجي هو من يطرح القضايا ويصنع الرأي العام حتى على المستوى المحلي. مجرد عقود، وأصبحت الصحافة السعودية تقود الرأي العام العربي والإقليمي والإسلامي؛ في ما يختص بالقضايا العربية والإسلامية.
لكن، ماذا لو أغلقت الصحف أبوابها للأبد؟ الجواب ليس صعباً: عندها، ستفقد الساحة الإعلامية المصداقية، وستفقد المهارة، وستفقد الحرفية في صناعة الخبر الصحفي. ففي نفس السياق، الأقسام العلمية في الكليات والجامعات بدأت في التخلي عن تعليم الصحافة الورقية؛ بحجة ضمورها على مستوى العالم.. بمعنى توقف صناعة الصحفي المتخصص.. هذا توجّه لا يُبشّر بخير.
الإعلام الجديد.. هو من يسعى لإخراج الصحافة الورقية من الساحة، ولكن واقعياً هو يتغذى من سنامها.. وخروجها يعني أن فوضى المعلومات ستصبح هي المادة الإعلامية المستهلكة يومياً: ضمور الأخبار ذات المصداقية العالية.. مع ارتفاع حاد في درجة الشائعات والفبركة.. مع نقص المهنية في صناعة مادة إعلامية رصينة؛ معادلة جادة لسقوط إعلامي سريع.. انهيار سيُسمع له دوي في كافة الوسائل الأخرى.
حالياً، ما زال الإعلام يقتات من بقايا مرحلة ازدهار الصحافة الورقية.. وما زال يعيش تحت عباءة فرسانها -بشكل مباشر أو غير مباشر-.. ولكن لو انتهت هذه المرحلة وجفّت ينابيعها.. سيجد نفسه أعزل.. ويعود سيرته الأولى حين كان أضعف من أن يصنع رأياً عاماً إقليمياً أو عربياً أو إسلامياً.
لا بد من مبادرة لدعم الصحافة الورقية ومساندتها؛ ليس من أجل عيون أصحاب المؤسسات الصحفية.. ولكن من أجل عيون إعلام الوطن بشكل عام. لا يمكن أن تُرفع الأيدي عن الصحافة الورقية.. فهي أساس العمل الإعلامي.