لماذا ذهبت رباعية مقاطعة قطر إلى محكمة العدل الدولية؟ الجواب باختصار، أن مجلس منظمة الطيران المدني (إيكاو)، أصدر قرارا في عام 2018، يمنحه حق البت في الشكوى المقدمة من قبل قطر ضد الرباعية، بسبب منع الأخيرة للطيران القطري من الانتفاع بأجوائها. رفضت الدول الأربع ذلك، بالنظر إلى حجم النزاع الدائر وتشعباته الكثيرة، وسلكت الطريق القانوني الذي تكفله المادة (84) من اتفاقية المنظمة آنفة الذكر، واستأنفت على القرار في لاهاي.
أعادت محكمة العدل الدولية أوراق القضية إلى الإيكاو، وقضت بأنها صاحبة ولاية النظر فيها. من جانبه، اعتبر النظام القطري ذلك نصرا مؤزرا، لتطير به ركبان إعلامه المضللة، ويصرح أميرها -بجلالة قدره- على إثره مهنئا شعبه المغلوب على أمره. فيما الحقيقة، أن قطر لا تزال ومنذ ثلاث سنوات تحلق في أجواء المحاكم والمنظمات، ولا شيء غير ذلك.
في الإيكاو لاحقا، سوف تتضح مخالفة سلطات قطر الحاكمة للمادة (4) من الاتفاقية، والتي نصت على ما يلي: «وافقت كل من الدول المتعاقدة على عدم استخدام الطيران المدني في أغراض لا تتفق وأغراض المنظمة».
ولما كان الغرض الرئيس من الاتفاقية هو: «إذ إن التطور في مجال الطيران المدني الدولي، بوسعه إيجاد الصداقة والتفاهم بين أمم وشعوب العالم، والحفاظ عليها، وإن التعسف فيه قد يشكل تهديدا للأمن العام؛ وإذ إنه من المستحسن تفادي الخلاف وتشجيع التعاون بين الأمم والشعوب التي يعتمد عليها السلام العالمي...» إلى آخر ديباجته.
فإن للرباعية لاحقا أن تطرح الأسئلة التالية على مجلس المنظمة الموقر:
فتح الأجواء أمام معاول هدم البلاد العربية والإسلامية، من جماعات التأسلم السياسي التي تتلاعب بها قطر بهدف تحقيق مصالحها التخريبية، وتمكين عناصر تلك المجاميع من الحج إلى كعبة الغدر والخيانة، هل يحقق غرض المنظمة المذكور آنفا؟ هل عبور الحمدين المتكرر أجواء السعودية، إلى ليبيا وإيابا منها، بنيّة التآمر مع القذافي حول سبل تقسيم السعودية، مما يسهم في ترسيخ أواصر «الصداقة والتفاهم ويحافظ عليها»؟ أيضا: الطائرة المدنية القطرية، التي حملت مبلغ المليار دولار -قامت الحكومة العراقية بمصادرته- لتضعها بين يدي جبهة النصرة الإرهابية. ألم تنتهك نص المادة (35) من الاتفاقية، الفقرة (أ) منها، والتي لا تجيز حمل مواد الحرب؟ والأموال كما هو معلوم، ذروة سنام حرب الإرهابيين على أرواح المدنيين وطمأنينتهم. وهل هذا داخل في نطاق «تشجيع التعاون بين الشعوب التي يعتمد عليها السلام العالمي»؟ هذا غيض يسير، من فيض عدوان قطر على (أشقائها) الذين أطالوا الصبر عليها حتى لم يعد في وسعهم منه شيئا؛ أنا على يقين بأن مجلس المنظمة لن يجيب بأكثر من لا كبيرة، مردفًا لاءه بالمثل العربي «لا تشكي لي، أبكي لك» الشهير.
كاتب سعودي
f_alassaf@
أعادت محكمة العدل الدولية أوراق القضية إلى الإيكاو، وقضت بأنها صاحبة ولاية النظر فيها. من جانبه، اعتبر النظام القطري ذلك نصرا مؤزرا، لتطير به ركبان إعلامه المضللة، ويصرح أميرها -بجلالة قدره- على إثره مهنئا شعبه المغلوب على أمره. فيما الحقيقة، أن قطر لا تزال ومنذ ثلاث سنوات تحلق في أجواء المحاكم والمنظمات، ولا شيء غير ذلك.
في الإيكاو لاحقا، سوف تتضح مخالفة سلطات قطر الحاكمة للمادة (4) من الاتفاقية، والتي نصت على ما يلي: «وافقت كل من الدول المتعاقدة على عدم استخدام الطيران المدني في أغراض لا تتفق وأغراض المنظمة».
ولما كان الغرض الرئيس من الاتفاقية هو: «إذ إن التطور في مجال الطيران المدني الدولي، بوسعه إيجاد الصداقة والتفاهم بين أمم وشعوب العالم، والحفاظ عليها، وإن التعسف فيه قد يشكل تهديدا للأمن العام؛ وإذ إنه من المستحسن تفادي الخلاف وتشجيع التعاون بين الأمم والشعوب التي يعتمد عليها السلام العالمي...» إلى آخر ديباجته.
فإن للرباعية لاحقا أن تطرح الأسئلة التالية على مجلس المنظمة الموقر:
فتح الأجواء أمام معاول هدم البلاد العربية والإسلامية، من جماعات التأسلم السياسي التي تتلاعب بها قطر بهدف تحقيق مصالحها التخريبية، وتمكين عناصر تلك المجاميع من الحج إلى كعبة الغدر والخيانة، هل يحقق غرض المنظمة المذكور آنفا؟ هل عبور الحمدين المتكرر أجواء السعودية، إلى ليبيا وإيابا منها، بنيّة التآمر مع القذافي حول سبل تقسيم السعودية، مما يسهم في ترسيخ أواصر «الصداقة والتفاهم ويحافظ عليها»؟ أيضا: الطائرة المدنية القطرية، التي حملت مبلغ المليار دولار -قامت الحكومة العراقية بمصادرته- لتضعها بين يدي جبهة النصرة الإرهابية. ألم تنتهك نص المادة (35) من الاتفاقية، الفقرة (أ) منها، والتي لا تجيز حمل مواد الحرب؟ والأموال كما هو معلوم، ذروة سنام حرب الإرهابيين على أرواح المدنيين وطمأنينتهم. وهل هذا داخل في نطاق «تشجيع التعاون بين الشعوب التي يعتمد عليها السلام العالمي»؟ هذا غيض يسير، من فيض عدوان قطر على (أشقائها) الذين أطالوا الصبر عليها حتى لم يعد في وسعهم منه شيئا؛ أنا على يقين بأن مجلس المنظمة لن يجيب بأكثر من لا كبيرة، مردفًا لاءه بالمثل العربي «لا تشكي لي، أبكي لك» الشهير.
كاتب سعودي
f_alassaf@