ما إن حلت الجائحة وهرع العالم إلى الحجر الكبير حتى أيقنا وقلنا في أنفسنا وصرحنا بذلك: كورونا أعاد ترتيب مجمل حياتنا وتفاصيلها الدقيقة لدى الأفراد، كما أنه أعاد ترتيب الأولويات لدى المجتمعات لتمنح الصحة والتعليم والبحوث العلمية وما إلى ذلك أهميتها القصوى، وهذا هو المفترض والطبيعي قبل الجائحة وكأنها فقط جاءت لتذكرنا بذلك.
كما أن هناك من اهتماماتنا ما على كورونا دحرجتها بعيداً عن الأولويات، وصاحبت ذلك موجة فكرية معقدة وغاضبة ومؤيدة لرميها بعيداً عن أولويات وثانويات المجتمع.
دخلنا الحجر الكبير بحماس شديد مع فرحة راحة توقف الأعمال والمدارس ورمي تلك الاهتمامات، واستعرضنا قدرتنا على التحمل، لكننا بعد أسبوعين شعرنا بالملل الشديد وحاجتنا لترفيه أكبر من (الكيرم) وملحقاته، وبذل الإعلام قصارى جهده وأضعاف أضعاف طاقاته مستعيداً كل (الذكريات) وعلى شتى الأصعدة لإنعاش حياة المنزل بعد أن اكتشف العالم أن مشاهير السوشيال ميديا ما هم إلا افتراض اختفى في واقع كوفيد-19.
أيام قليلة وشعر الناس في المنازل بالانهيار، لقد جربنا كل أفكار ألعاب المنزل، وما يعرض في الشاشة لم يشبع بما يكفي، حينها ظهرت تقارير طبية تقول إن المعاناة النفسية إن لم تكن قد ألقت بظلالها عليك خلال الحجر فسترافقك بعده. لقد عانينا فعلاً، ومن يقول عكس ذلك فقد خالف يومياً وليلياً التعليمات.
لكن لا بأس ها هو رمضان قد حل وفيه لن نشعر بالحجر، فكما تعلمون لا يجتهد المنتجون للدراما والكوميديا والمسلسلات التاريخية والبرامج والأفلام والمسابقات كما في موسمهم الرمضاني، هكذا كنت أقول.
لكن هذا التجمع التاريخي والاستثنائي وفي ذروته لم يغير الكثير، والترفيه التلفزيوني لم يجد لنا أي (مخرج)، بل كان الملل (مجنون رسمي) وهو يخنقنا ويتعبنا لولا روحانية رمضان التي كانت متنفسنا مما اعتقدناه ترفيهاً.
لقد تصبرنا وضرب فينا المثل حتى جاءت (#الاخبار_الحلوه) بعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد العيد، وفعلاً عادت الحياة وخرجنا، وسرعان ما عدنا.
لقد عدنا بحذر وفي الخارج لا شيء يستحق على الأقل، هكذا علمنا كورونا في ترتيباته.. فعدنا للمنزل.
بعد كل ذلك استشعرنا ما نفقد وافتقدناه بالفعل، وأن ما من شيء قد أغنانا عنه وأشبع داخلنا سواه.. لا في الحجر ولا خارجه.. فسأل الجميع الجميع: متى تعود كرة القدم ؟!
جاء كورونا ليكون شاهداً على ضرورتها ووجودها ضمن أولويات حياة المجتمع، ولا شك الأولى والثانية والعاشرة على الترفيه.. الأولى خارجه والأولى في المنزل.. هذه هي الحقيقة.
وصحيح أن كورونا حرمنا من أمم أوروبا وكوبا والأولمبياد والتصفيات هذا الصيف لكن ما إن عاد القليل من الدوريات الأوروبية حتى انتعشت الحياة بداخلنا كأنما قد حصلنا على لقاح ترمب الذي لا يزال يُرى ضوؤه في آخر النفق..
لقد حصلنا على جرعة بسيطة جداً مع ليفربول والريال ويوفي وبعض التعاقدات..
أما الجرعة الشافية والكافية ستكون في دوري أبطال أوروبا وآسيا والدوري السعودي وأحداثه..
وكل عام وأنتم بخير.
عزف:
إن كان كورونا أعاد ترتيب الأولويات، وظهر ميلان كما لم يظهر قبلها، لم يبقَ عليه إلا أن يعيد لنا ترتيب العميد.
كما أن هناك من اهتماماتنا ما على كورونا دحرجتها بعيداً عن الأولويات، وصاحبت ذلك موجة فكرية معقدة وغاضبة ومؤيدة لرميها بعيداً عن أولويات وثانويات المجتمع.
دخلنا الحجر الكبير بحماس شديد مع فرحة راحة توقف الأعمال والمدارس ورمي تلك الاهتمامات، واستعرضنا قدرتنا على التحمل، لكننا بعد أسبوعين شعرنا بالملل الشديد وحاجتنا لترفيه أكبر من (الكيرم) وملحقاته، وبذل الإعلام قصارى جهده وأضعاف أضعاف طاقاته مستعيداً كل (الذكريات) وعلى شتى الأصعدة لإنعاش حياة المنزل بعد أن اكتشف العالم أن مشاهير السوشيال ميديا ما هم إلا افتراض اختفى في واقع كوفيد-19.
أيام قليلة وشعر الناس في المنازل بالانهيار، لقد جربنا كل أفكار ألعاب المنزل، وما يعرض في الشاشة لم يشبع بما يكفي، حينها ظهرت تقارير طبية تقول إن المعاناة النفسية إن لم تكن قد ألقت بظلالها عليك خلال الحجر فسترافقك بعده. لقد عانينا فعلاً، ومن يقول عكس ذلك فقد خالف يومياً وليلياً التعليمات.
لكن لا بأس ها هو رمضان قد حل وفيه لن نشعر بالحجر، فكما تعلمون لا يجتهد المنتجون للدراما والكوميديا والمسلسلات التاريخية والبرامج والأفلام والمسابقات كما في موسمهم الرمضاني، هكذا كنت أقول.
لكن هذا التجمع التاريخي والاستثنائي وفي ذروته لم يغير الكثير، والترفيه التلفزيوني لم يجد لنا أي (مخرج)، بل كان الملل (مجنون رسمي) وهو يخنقنا ويتعبنا لولا روحانية رمضان التي كانت متنفسنا مما اعتقدناه ترفيهاً.
لقد تصبرنا وضرب فينا المثل حتى جاءت (#الاخبار_الحلوه) بعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد العيد، وفعلاً عادت الحياة وخرجنا، وسرعان ما عدنا.
لقد عدنا بحذر وفي الخارج لا شيء يستحق على الأقل، هكذا علمنا كورونا في ترتيباته.. فعدنا للمنزل.
بعد كل ذلك استشعرنا ما نفقد وافتقدناه بالفعل، وأن ما من شيء قد أغنانا عنه وأشبع داخلنا سواه.. لا في الحجر ولا خارجه.. فسأل الجميع الجميع: متى تعود كرة القدم ؟!
جاء كورونا ليكون شاهداً على ضرورتها ووجودها ضمن أولويات حياة المجتمع، ولا شك الأولى والثانية والعاشرة على الترفيه.. الأولى خارجه والأولى في المنزل.. هذه هي الحقيقة.
وصحيح أن كورونا حرمنا من أمم أوروبا وكوبا والأولمبياد والتصفيات هذا الصيف لكن ما إن عاد القليل من الدوريات الأوروبية حتى انتعشت الحياة بداخلنا كأنما قد حصلنا على لقاح ترمب الذي لا يزال يُرى ضوؤه في آخر النفق..
لقد حصلنا على جرعة بسيطة جداً مع ليفربول والريال ويوفي وبعض التعاقدات..
أما الجرعة الشافية والكافية ستكون في دوري أبطال أوروبا وآسيا والدوري السعودي وأحداثه..
وكل عام وأنتم بخير.
عزف:
إن كان كورونا أعاد ترتيب الأولويات، وظهر ميلان كما لم يظهر قبلها، لم يبقَ عليه إلا أن يعيد لنا ترتيب العميد.