سمعت قصة الفساد الأخيرة التي تصدر المشهد فيها وزير الدولة السابق اللواء سعد الجبري، والذي بلا شك يخفي من ورائه خيوطا خفية من الفاسدين، إذ لا يمكن أن تمرر كل هذه الأموال خلال سنوات داخل وزارة سيادية مثل وزارة الداخلية وتحت بند سري وحساس بلا علم آخرين؟
سؤال يؤلمني منذ أسبوع، ومتألمة لألم الناس جراء سرقة المال العام.
من خان الوطن؟ وهل سرد الأسماء يكفي ليبرئ الألم؟ وكم من خائن بيننا يطعن خواصرنا؟.
وسط هذا يأتيك لص بذكاء وثقافة وقلة إيمان، ويغريه المشهد للسرقة، ألا تفرض المعطيات سؤالا بديهيا يوسوس له: لماذا هم يسرقون وليس أنا؟.
صاحب المعالي عندما يكون فاسدا يقول.. ويريد.. ويأمر، فيتسابقون أمامه طلباً لإرضائه، وإن لم ترضِ صاحب المعالي انقطع رزقك.
المؤلم، أن تقابل صاحب المعالي "الوضيع"، هذا الذي هو من بني جلدتك ومن أهلك وناسك، ولكنه لا يستأمن إلا للمرتزقة والمنافقين من حوله، وترى حالهم يكبر وأنت تنكمش وتنكمش من الألم والإحباط الذي يسكنك لأنك في آخر اليوم في وطنك ويُسرق حقك ورزقك. من يجرؤ على الخيانة، هو كالذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص يشكرونه.
والأقسى من ذلك، أن نقع ضحايا لوجوه قبيحة مقنعة بنوايا لئيمة وأعمال دنيئة، خدعوا العقول المستبشرة والقلوب المطمئنة بأنهم دروع لحماية الوطن، فإذا بهم لصوص ومعاول هدم... هكذا كما وصفهم الكاتب خالد السليمان في مقاله الأخير في صحيفة «عكاظ»، وهو ما فتح الكثير من الجروح التي نحاول أن نتحاشاها لكي نستطيع أن نذهب بتفاؤل لأعمالنا كل صباح، لعل غدنا يكون أجمل!