لم تكن حكاية سعد الجبري حادثة هروب عابرة لسارق أموال أراد التفرد بغنيمته بعيداً عن قوانين الدولة التي خانها فحسب، بل إن هروبه يلقي الضوء على حالة الاستنفار التي هزت إمبراطوريات تكونت من سرقات المال العام أثناء الحملة (المباغتة) على كيانات الفساد في البلاد ولم يفلت منها لا كبير ولا صغير؛ كما وعد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقاء تلفزيوني شهير، وحين يتهاوى كيان شُيد على باطل فإنه لا شك سيثير الغبار على كل من حوله، ناهيكم عن أبعاد الكيان ذاته وكمّ الباطل الذي يرزح تحته.
بعد أن نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرها عن فساد سعد الجبري وقضيته التي هزت الإعلام، تم تداول الخبر على نطاق واسع في المملكة وخارجها كأكبر عملية فساد تمت في أروقة وزارة الداخلية السعودية، فقضية الجبري لم تكن نهباً وهدراً لمليارات الدولارات فحسب، بل إن الأمر أشد كارثية، إذ إن الفساد الإداري الذي مارسه سعد الجبري أسس لاختراقات خطيرة في الدولة من قبل التنظيم الإخواني ومؤسساته التي أصبحت تنافس أجهزة الدولة الرسمية، ما أدى إلى صراع التيارات داخل الوطن وتعطيل التنمية وانتشار التشدد والإرهاب وتلميع رموز التطرف وتقديمهم كالفاتحين واختراق أجهزة حيوية وحساسة، فقد كان الجبري بنفسه أكبر عملية اختراق مرت بها المملكة هذا؛ فضلاً عن هدر وتبديد أموال الدولة فكان الداعم الأمين للتنظيم الإخواني والغطاء الأمني لكيانهم الإرهابي أو دولتهم العميقة إن صح التعبير.
مررنا بمرحلة عصيبة لم نستطع خلالها تفكيك ألغاز وأحجيات التطرف في وطننا، ففي حين تسعى الدولة إلى التخلص من مخرجات الصحوة وإرهابها نجد أنفسنا ننجذب إلى مستنقعها بشدة بفعل قوة رموزها وتمكينهم من التحكم بمفاصل كبرى في الوطن، حتى جاء هذا العهد المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي ضرب بسيف الشجاعة والإقدام على التشدد وحمل لواء محاربة الفساد وتفكيك حصونه التي خلف الكواليس، وإذ بنا أمام إمبراطورية متمددة في أكثر أجهزة الدولة حساسية والمعنية بشكل مباشر بمحاربة الإرهاب وأمن الوطن والمواطن لنفاجأ أن الجبري بكل الصلاحيات التي يتمتع بها في وزارة الداخلية هو من يحرك كل خيوط اللعبة ومظلة لكل تطرف وإرهاب!
منذ أن بدأت الدولة حربها على الفساد ضربت بشدة على المفسدين في حرب لا هوادة فيها، حوسب فيها الكبير قبل الصغير وكشفت أجندات ضاربة في عمق الوطن، فهرب على إثرها أكبر أباطرة الفساد -سعد الجبري- تحت ذريعة العلاج ليصبح مطارداً ومطلوباً أمنياً ننتظر مثوله أمام العدالة ليقتص منه «وطن» بأكمله!.
كاتبة سعودية
بعد أن نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرها عن فساد سعد الجبري وقضيته التي هزت الإعلام، تم تداول الخبر على نطاق واسع في المملكة وخارجها كأكبر عملية فساد تمت في أروقة وزارة الداخلية السعودية، فقضية الجبري لم تكن نهباً وهدراً لمليارات الدولارات فحسب، بل إن الأمر أشد كارثية، إذ إن الفساد الإداري الذي مارسه سعد الجبري أسس لاختراقات خطيرة في الدولة من قبل التنظيم الإخواني ومؤسساته التي أصبحت تنافس أجهزة الدولة الرسمية، ما أدى إلى صراع التيارات داخل الوطن وتعطيل التنمية وانتشار التشدد والإرهاب وتلميع رموز التطرف وتقديمهم كالفاتحين واختراق أجهزة حيوية وحساسة، فقد كان الجبري بنفسه أكبر عملية اختراق مرت بها المملكة هذا؛ فضلاً عن هدر وتبديد أموال الدولة فكان الداعم الأمين للتنظيم الإخواني والغطاء الأمني لكيانهم الإرهابي أو دولتهم العميقة إن صح التعبير.
مررنا بمرحلة عصيبة لم نستطع خلالها تفكيك ألغاز وأحجيات التطرف في وطننا، ففي حين تسعى الدولة إلى التخلص من مخرجات الصحوة وإرهابها نجد أنفسنا ننجذب إلى مستنقعها بشدة بفعل قوة رموزها وتمكينهم من التحكم بمفاصل كبرى في الوطن، حتى جاء هذا العهد المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي ضرب بسيف الشجاعة والإقدام على التشدد وحمل لواء محاربة الفساد وتفكيك حصونه التي خلف الكواليس، وإذ بنا أمام إمبراطورية متمددة في أكثر أجهزة الدولة حساسية والمعنية بشكل مباشر بمحاربة الإرهاب وأمن الوطن والمواطن لنفاجأ أن الجبري بكل الصلاحيات التي يتمتع بها في وزارة الداخلية هو من يحرك كل خيوط اللعبة ومظلة لكل تطرف وإرهاب!
منذ أن بدأت الدولة حربها على الفساد ضربت بشدة على المفسدين في حرب لا هوادة فيها، حوسب فيها الكبير قبل الصغير وكشفت أجندات ضاربة في عمق الوطن، فهرب على إثرها أكبر أباطرة الفساد -سعد الجبري- تحت ذريعة العلاج ليصبح مطارداً ومطلوباً أمنياً ننتظر مثوله أمام العدالة ليقتص منه «وطن» بأكمله!.
كاتبة سعودية