-A +A
خالد السليمان
قرأت سيرة الطبيب المصري محمد مشالي الذي كرس حياته المهنية لخدمة الفقراء دون مقابل، فقفزت أمامي بلا إرادة سيرة الإخوانية اليمنية توكل كرمان، وتساءلت أيهما أجدر بجائزة نوبل؟! رجل كرس حياته للعناية بالفقراء وتخفيف آلامهم وتقديم الدواء لشفائهم، أم امرأة كرست حياتها لصناعة الفوضى والتحريض على العنف والخروج على القانون؟!

مشالي عالج الجروح وداوى الأمراض ولبى الحاجات، عاش فقيرا للفقراء ومات فقيرا بين الفقراء، بينما كرمان تسببت في تعرض الأبرياء للقتل وإصابات الرصاص وكدمات الهراوات ودخول السجون والطرد من الوظائف والجامعات، وتعيش اليوم بين مدن أوربا وأمريكا عيشة السائح المرفه المحفول المكفول، فشتان بين شخص لا يتكلم إلا بعين دامعة كلما تحدث عن الفقراء، وشخص لا يذرف حتى دموع التماسيح على ضحايا تحريضه على العنف والقتل والدمار.


كم هو مؤلم أن نعقد مثل هذه المقارنة، فرغم أنها تبرز نبل هذا الطبيب وانحطاط تلك الإخوانية، إلا أنها تظهر أيضا اختلال ميزان العدالة في هذا العالم، وفشل بعض مؤسساته في التمييز بين الصواب والخطأ، وبين من يستحق أكاليل الغار ومن يستحق أطواق العار.

باختصار.. كان مشالي يبني مستقبلا، وكانت كرمان وما زالت تهدم حاضرا!