-A +A
خالد السليمان
نشرت وسائل الإعلام أخبار استقبال المستشفيات عشرات حالات القطع وجروح النزف في الأيدي بسبب ذبح الأضاحي، بينما سجلت مقاطع فيديو متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي تعرض البعض لهجمات قرون الخراف والثيران والبقر في معارك بقاء مشهودة!

في السنوات الأخيرة بات أكثر ما يشغل الناس عند اقتراب عيد الأضحى هو الحصول على قصاب متمرس يذبح أضاحيهم، ورغم أن العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية باتت تنوب عن المضحين في استقبال قيمة الأضحية والحصول على توكيل التضحية عنهم وتوزيع الأضاحي على المحتاجين، إلا أن البعض ما زال يستشعر روح العيد بشراء الأضحية بنفسه وذبحها في منزله والتمتع بتذوق «حميستها» الطازجة وتوزيع لحومها، وهذا لعمري هو جوهر العيد.


لكن للأسف لم تعد المسألة بسهولة الماضي، فلا جلد انتقاء وشراء الأضاحي ولا توفر القصابين المتمرسين ولا العثور على مستحقي صدقاتها كما كان عليه الأمر قديما!

أمر آخر يلقي بظلاله مع كل عيد وهو عبء وصايا أضاحي المتوفين عن أنفسهم وعن أسلافهم -أعرف شخصا يحمل على عاتقه كل سنة مهمة التضحية بـ٢٠ خروفا عن وصايا أسلافه الراحلين- وهو عبء متراكم يتوارثه بعض الأبناء جيلا بعد جيل، ويثير جدلا متجددا عن حكم توصية الإنسان بالتضحية عن نفسه بعد وفاته، مع ما يسببه ذلك من إجهاد للذرية واستنزاف للثروة الحيوانية.