كثيرا ما يعيش الأخ الأكبر مسؤوليات بعد وفاة والده أو بسبب كبر سنه، وبالمقابل يحظى بالاحترام والتقدير من إخوته، وتطلب منه هذه المسؤولية الكثير من الجهد والتعب والمعاناة، وفي الوقت نفسه تصبح تلك المكانة وذلك الاحترام والتقدير مطمعا لصغار إخوانه ومحط غيرتهم، وبالرغم من يقينهم بصغر أعمارهم وأحيانا أحجامهم إلا أن قصر الاستيعاب يجعلهم يرون ذلك ممكنا إما بالوصول إلى الأخ الأكبر أو بهدمه والتقليل منه وبالتالي النزول إليهم.
يختلف الإخوان في تعاملهم مع الأخ الأكبر، فبعضهم يحتفظ له بمكانته وتقديره المستحق، والبعض ناقم ويملأ قلبه الحقد والحسد ونفسه تكتظ بالشر ويكيد له المكايد كلما سنحت الفرصة لذلك، فذلك الأخ الذي سعى أخوه الأكبر في ابتعاثه لاستكمال دراسته وتعليمه وتطوره نجده يعود ليزاحمه في عمله محاولا سرقة دخله، وآخر يرى في موارد الأخ الأكبر حق له ينادي بقية إخوانه بضرورة مقاسمته ما رزقه الله في كل مناسبة، وأخ آخر يجمع في بيته الأغراب والأعداء ليرشدهم عن ما يعرفه من مداخل منزل أخيه الأكبر ويساعدهم في العبور، وآخر يترك عائلته وأبناءه وما قد يحتاجون إليه ليراقب أبناء أخيه الأكبر متصيداً أخطاءهم ومتحفزاً لإذاعتها لينتقد تقصير أخيه الأكبر، متجاهلاً أن أبناءه يعتريهم أضعاف الخلل والنقص، ونجد كثيرا ما يحاول الأشقاء المقاربين للأخ الأكبر عمريا ومكانة يواسونه بأسى وألم لما وصلت له العائلة ومتسائلين كيف استطاعت أيادٍ خارجية من تأجيج ذلك الخلاف.
دائما ما يستشعر الأخ الأكبر نعمة الخالق فيما رزقه من موارد وأبناء ويحاول التغاضي والتجاهل عن تلك الإساءات بوضع رؤية لحياته يسعى لتحقيقها من خلال أبنائه والاستثمار في منزله، فهو على يقين بأن ذلك ثروته وقوته الحقيقية، ويحاول قدر الإمكان عدم الالتفات لتلك الإساءات وذلك التمادي حتى لو اضطر إلى منع بعضهم من دخول منزله ليكتفي شرهم، ومحتفظا بمحبته لأبناء إخوته والذي يرى بأنه أمر فطري ولا ذنب لهم بما اقترفه آباؤهم، وبالمقابل يحاول هؤلاء الإخوة غرس الكراهية والحقد لعمهم الأكبر في قلوب أبنائهم.
يمتلك ذلك الأخ الأكبر الحزم الكافي الذي يجعله يتدخل وبشدة لحماية منزله من كل من يحاول الاقتراب وقطع الطريق عليه، وللأسف قد يحدث ذلك أحيانا بمعاونة بعض إخوته، والمفاجئ للكثير بأن ذلك الأخ الأكبر إذا سمع مصاباً حل بأحد إخوته يتناسى كل تلك الأحداث ويضعها جانباً قليلا ويهب للمساعدة، فنجده أول من يصل المكان، وأول من يقدم الدعم، وأول من يواسي ويستنكر ما حدث ليقوم بدوره وأكثر، وكل ذلك بسبب ما يحمله من شعور بالمسؤولية وقيم زرعت في نفسه وفي أرضه، ولا يلتفت لنداءات بعض أبنائه وهم يذكرونه بما فعلوا وبأنهم لا يستحقون ذلك، ولكنه يرى بأن تقديم ذلك ليس من باب الاستحقاق ولكنها أخوة وإنسانية قد تستوجب الحذر وقت الرخاء ولكن لا يستطيع التخلي عنها وقت الشدائد.
وقد يكون الأخ الأكبر على شكل دولة لها هيبتها وتاريخها ومكانتها العالمية ولها روابط دين ولغة وتاريخ كرابطة الأشقاء، وأسأل الله أن يصلح أحوال إخواننا وأن يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية من كل شر وأن يديم عليها نعمه الكثيرة ويرد كل ذي كيد في نحره، وأحمد الله دائما وأبدا بأني أحد أبنائها.
كاتب سعودي
alaqeelme@
يختلف الإخوان في تعاملهم مع الأخ الأكبر، فبعضهم يحتفظ له بمكانته وتقديره المستحق، والبعض ناقم ويملأ قلبه الحقد والحسد ونفسه تكتظ بالشر ويكيد له المكايد كلما سنحت الفرصة لذلك، فذلك الأخ الذي سعى أخوه الأكبر في ابتعاثه لاستكمال دراسته وتعليمه وتطوره نجده يعود ليزاحمه في عمله محاولا سرقة دخله، وآخر يرى في موارد الأخ الأكبر حق له ينادي بقية إخوانه بضرورة مقاسمته ما رزقه الله في كل مناسبة، وأخ آخر يجمع في بيته الأغراب والأعداء ليرشدهم عن ما يعرفه من مداخل منزل أخيه الأكبر ويساعدهم في العبور، وآخر يترك عائلته وأبناءه وما قد يحتاجون إليه ليراقب أبناء أخيه الأكبر متصيداً أخطاءهم ومتحفزاً لإذاعتها لينتقد تقصير أخيه الأكبر، متجاهلاً أن أبناءه يعتريهم أضعاف الخلل والنقص، ونجد كثيرا ما يحاول الأشقاء المقاربين للأخ الأكبر عمريا ومكانة يواسونه بأسى وألم لما وصلت له العائلة ومتسائلين كيف استطاعت أيادٍ خارجية من تأجيج ذلك الخلاف.
دائما ما يستشعر الأخ الأكبر نعمة الخالق فيما رزقه من موارد وأبناء ويحاول التغاضي والتجاهل عن تلك الإساءات بوضع رؤية لحياته يسعى لتحقيقها من خلال أبنائه والاستثمار في منزله، فهو على يقين بأن ذلك ثروته وقوته الحقيقية، ويحاول قدر الإمكان عدم الالتفات لتلك الإساءات وذلك التمادي حتى لو اضطر إلى منع بعضهم من دخول منزله ليكتفي شرهم، ومحتفظا بمحبته لأبناء إخوته والذي يرى بأنه أمر فطري ولا ذنب لهم بما اقترفه آباؤهم، وبالمقابل يحاول هؤلاء الإخوة غرس الكراهية والحقد لعمهم الأكبر في قلوب أبنائهم.
يمتلك ذلك الأخ الأكبر الحزم الكافي الذي يجعله يتدخل وبشدة لحماية منزله من كل من يحاول الاقتراب وقطع الطريق عليه، وللأسف قد يحدث ذلك أحيانا بمعاونة بعض إخوته، والمفاجئ للكثير بأن ذلك الأخ الأكبر إذا سمع مصاباً حل بأحد إخوته يتناسى كل تلك الأحداث ويضعها جانباً قليلا ويهب للمساعدة، فنجده أول من يصل المكان، وأول من يقدم الدعم، وأول من يواسي ويستنكر ما حدث ليقوم بدوره وأكثر، وكل ذلك بسبب ما يحمله من شعور بالمسؤولية وقيم زرعت في نفسه وفي أرضه، ولا يلتفت لنداءات بعض أبنائه وهم يذكرونه بما فعلوا وبأنهم لا يستحقون ذلك، ولكنه يرى بأن تقديم ذلك ليس من باب الاستحقاق ولكنها أخوة وإنسانية قد تستوجب الحذر وقت الرخاء ولكن لا يستطيع التخلي عنها وقت الشدائد.
وقد يكون الأخ الأكبر على شكل دولة لها هيبتها وتاريخها ومكانتها العالمية ولها روابط دين ولغة وتاريخ كرابطة الأشقاء، وأسأل الله أن يصلح أحوال إخواننا وأن يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية من كل شر وأن يديم عليها نعمه الكثيرة ويرد كل ذي كيد في نحره، وأحمد الله دائما وأبدا بأني أحد أبنائها.
كاتب سعودي
alaqeelme@