بيروت هبة الميناء، لأن دور الميناء في ازدهار ونمو مدينة بيروت كان كبيراً على مر التأريخ. ففي العهد الأموي، أصبح مرفأ بيروت مركز الأسطول العربي الأول، وفي عصر الصليبيين، كان لمرفأ بيروت دور مهم في التجارة البحرية بين الشرق الأوسط والغرب، وفي العهد المملوكي أصبح ميناء بيروت يلعب دوراً هاماً حيث تم تحويله إلى مركز تجاري يعبر منه حجاج الأراضي المقدسة، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، تم تأسيس مرفأ بيروت الحالي.
الغرب يعلم أهمية مرفأ بيروت بالنسبة إلى لبنان والمنطقة ودوره الهام والحيوي، وإن تفجير المرفأ لا يستبعد أن يكون أمراً خطط له منذ أمد بعيد، قصد منه القضاء على لبنان وجعل ميناء اللاذقية الذي تحت النفوذ الإيراني بديلاً عن مرفأ بيروت. أو جعل أحد الموانئ الأخرى بديلة عنه، مثل ميناء إسكندرون التركي. يجب عدم استبعاد جميع السيناريوهات. لا شك أن هناك باعثاً وأهدافاً من وراء جريمة قتل بيروت.
مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزيارته لبيروت مدعاة للشك، فالحكومة الفرنسية ما زالت على علاقة طيبة بـ«حزب الله»، ولم تصنفه حزباً إرهابياً حتى تأريخه، بل صرح الرئيس الفرنسي أن فرنسا لن تضع أي حزب لبناني ممثل في الحكومة على قوائم الإرهاب، مشيراً إلى أن باريس تعتبر الجناح العسكري لـ«حزب الله» تنظيماً إرهابياً، لكنها تتحاور مع الجناح السياسي الممثل في البرلمان.
ازدواجية غريبة عجيبة تجعل من العاقل حيران، فهناك خلط كبير للأوراق، حتى التأريخ لم يسلم من الخلط والتزوير. فقد أرجعت قناة الجزيرة الفضل لنجاة بيروت لصوامع القمح التي ادعت بأنها من أفضال الاستعمار العثماني. في حين أنه قد بدأ بناء الإهراءات (الصوامع) عام ١٩٦٥م بمنحة كويتية، مما يدل على أن هذه الصوامع لا علاقة لها بالدولة الإنكشارية التركية.
تحركات قوية في المنطقة تهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة وخلق شرق أوسط كبير. وكما قلت في السابق إن الوقت يداهمنا والأعداء متربصون والطابور الخامس جاهز للانقضاض من الداخل، والصحف الغربية تعمل على تهيئة الأجواء.
هناك تحركات من كل جانب مما يستوجب الالتفات إلى الجبهة الداخلية والتركيز عليها وأهمية التحالفات الإقليمية بين السعودية ومصر والإمارات والأردن.
قاتل بيروت يسعى لأمر جلل، فهو يعلم بأن لبنان سينشغل بالإطاحة بالحكومة ومجلس النواب ورئيس الجمهورية. وفي ظل هذه المشاكل سينجو القاتل من العقاب، وسيظل السؤال قائماً من قتل بيروت؟
كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com
الغرب يعلم أهمية مرفأ بيروت بالنسبة إلى لبنان والمنطقة ودوره الهام والحيوي، وإن تفجير المرفأ لا يستبعد أن يكون أمراً خطط له منذ أمد بعيد، قصد منه القضاء على لبنان وجعل ميناء اللاذقية الذي تحت النفوذ الإيراني بديلاً عن مرفأ بيروت. أو جعل أحد الموانئ الأخرى بديلة عنه، مثل ميناء إسكندرون التركي. يجب عدم استبعاد جميع السيناريوهات. لا شك أن هناك باعثاً وأهدافاً من وراء جريمة قتل بيروت.
مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزيارته لبيروت مدعاة للشك، فالحكومة الفرنسية ما زالت على علاقة طيبة بـ«حزب الله»، ولم تصنفه حزباً إرهابياً حتى تأريخه، بل صرح الرئيس الفرنسي أن فرنسا لن تضع أي حزب لبناني ممثل في الحكومة على قوائم الإرهاب، مشيراً إلى أن باريس تعتبر الجناح العسكري لـ«حزب الله» تنظيماً إرهابياً، لكنها تتحاور مع الجناح السياسي الممثل في البرلمان.
ازدواجية غريبة عجيبة تجعل من العاقل حيران، فهناك خلط كبير للأوراق، حتى التأريخ لم يسلم من الخلط والتزوير. فقد أرجعت قناة الجزيرة الفضل لنجاة بيروت لصوامع القمح التي ادعت بأنها من أفضال الاستعمار العثماني. في حين أنه قد بدأ بناء الإهراءات (الصوامع) عام ١٩٦٥م بمنحة كويتية، مما يدل على أن هذه الصوامع لا علاقة لها بالدولة الإنكشارية التركية.
تحركات قوية في المنطقة تهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة وخلق شرق أوسط كبير. وكما قلت في السابق إن الوقت يداهمنا والأعداء متربصون والطابور الخامس جاهز للانقضاض من الداخل، والصحف الغربية تعمل على تهيئة الأجواء.
هناك تحركات من كل جانب مما يستوجب الالتفات إلى الجبهة الداخلية والتركيز عليها وأهمية التحالفات الإقليمية بين السعودية ومصر والإمارات والأردن.
قاتل بيروت يسعى لأمر جلل، فهو يعلم بأن لبنان سينشغل بالإطاحة بالحكومة ومجلس النواب ورئيس الجمهورية. وفي ظل هذه المشاكل سينجو القاتل من العقاب، وسيظل السؤال قائماً من قتل بيروت؟
كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com