-A +A
عبدالله الحمدان
يقول فلوريان «الاحتراس حسن في ذاته ولكن التمادي فيه سراب».

منذ قرابه العام أي في سنة ٢٠١٩ كانت زوجتي «سارة» في منتصف شهور حملها بابني «حمد» وكنا آنذاك قد اعتدنا على السفر إلى الخارج بمعدل شهرين تقريباً وأحياناً أقل ومع مرور الشهر تلو الآخر أصبح السفر بالنسبة لها غير آمن لما فيه من مشقة وخطورة ولكن كنا نمني النفس برحلة استجمامية سريعة.


ولكن حرصاً على سلامتها أولاً ثم الطفل قمنا بتأجيل الرحلات لحين ولادتها، ووضعنا خططاً للسفر في العام الذي يليه أي ٢٠٢٠ الذي كانت حسنته الوحيدة الجميل «حمد» قطعة القلب..

حضر حمد في بداية فبراير ٢٠٢٠.. ومع نهاية الشهر تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن سكان الصين يأكلون الخفافيش، حتى أصابهم مرضٌ يطلقون عليه «كورونا» وفي رواية أخرى كوفيد ١٩.

وفي أيام معدودة.. بدأ الناس يتساقطون في شوارع يوهان ثم انتقل منها إلى طهران ومنه إلى بيروت وباقي لبنان ثم إيطاليا واليونان حتى وصل إلى ابن الجيران..

هنا.. توقفت الرحلات وأغلقت المطارات ولبس نصف العالم الكمامات وأُغلقت الدوامات وفُرض منع التجول الجزئي على كل الطرقات ثم أصبح منع التجول على مدار اليوم بكل الساعات.

دق ناقوس الخطر، انتفضت الحكومات وامتلأت غرف المستشفيات وانهار الاقتصاد في معظم القارات وأفلست المحلات وانتعشت تجارة أصحاب التموينات والصيدليات وامتلأت البيوت بروائح المعقمات وأصبح الجميع يتاجر في الكمامات حتى أن البعض بدأ يصنعها من فردتي الشرابات..

وعلى ذكر الشرابات التي تحولت إلى كمامات، يقول نيلسون مانديلا «نجد أن فرص النجاح تختبئ في طيّات المشاكل».

المهم «ما علينا».. كورونا وما أدراك ما كورونا.. الخوف أمر طبيعي وشعور متأصل داخل كل منا، لكن هناك قاعدة معروفة تقول «إذا زاد الشيء على حده انقلب إلى ضده»، فعندما يزداد الشعور قد نجد أنفسنا مرضى نفسيين نعاني من خوف غير طبيعي، يسيطر علينا ويشكل خطراً على حياتنا وحياة من يحيطون بنا..

الخلاصة «كورونا» سيبقى سواءً كانت معلوماته دقيقة أو مبالغاً فيها.. لذلك كل ما علينا «التوكل على الله أولاً وأخيراً» ثم اتباع التعليمات الصحية وأخذ الاحتياطات بدون مبالغة حتى لا نصل حد الوسوسة..

خاتمة «وغداً تسافر والأماني حولنا.. حيرى تذوب والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا».

كاتب سعودي

abdul85_@