-A +A
حسين شبكشي
في زمن الكورونا الصعب والعجيب اعتمدت وزارة الصحة نهجاً مهماً ولافتاً في التواصل مع الجمهور بمؤتمر صحفي وفرز معلوماتي تقدم فيه البيانات والإحصاءات، وهذا الأمر كان في غاية الأهمية من ناحية بناء جسور الثقة وبالتالي الطمأنينة بين الوزارة والجمهور بصورة عامة في مسألة تتعلق بمرض جاد وفتاك مصدره فايروس غامض يهدد الصحة العامة بشكل غير مسبوق. والآن على ما يبدو واضحا أن المرحلة المحورية القادمة ستكون مرحلة اللقاح. وهناك عدد مهم من اللقاحات الموعودة، ذات مصادر مختلفة. فهناك لقاح مصدره الصين، البلد الذي خرج منه المرض وانتقل بشكل جنوني وسريع إلى العالم، وهناك لقاح مصدره روسيا، أعلن عنه الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين شخصياً، إلا أن المنهجية العلمية التقليدية التي تم اتباعها تبقى مثاراً للجدل لأنها لم تكن كاملة كما يجب. وهناك لقاح منتظر من تعاون بين جامعة أكسفورد البريطانية العريقة وشركة الأدوية العملاقة استرازينيكا، وهو الآن في المرحلة الثالثة التي تعتمد على التجارب الفعلية على البشر، وهناك لقاح رابع متوقع من شركة موديرنا الأمريكية وهو أيضا في المرحلة الثالثة. ويفتح هذا الأمر سلسلة من التساؤلات المتوقعة والطلب مجددا من وزارة الصحة اتباع نفس نهج وروح التواصل والشفافية أي اللقاحات سيتم اعتماده؟ وهل تم اعتماد أي منها حتى الآن؟ وهل أساس الاختيار للقاح سيكون مبنيا على الأسرع توفرا أم الأكثر أمانا؟ وهل هناك «إجبار» على اللقاح المختار أم أن للمتلقي حق الاختيار بين اللقاحات أو الاختيار بعدم أخذه؟ أسئلة محيرة ومتوقعة تدور في الأذهان، وقد تكون فكرة مؤتمر صحفي تفاعلي تخصصي لمسألة موضوع اللقاح المنتظر وأخذ أسئلة تفاعلية عن الموضوع هي كفيلة بالطمأنة وضد الاشاعات الكثيرة. مرحلة اللقاح المنتظر مرحلة مهمة جدا وكل الأمل أن يتم اطلاع الناس بما تم أخذه من قرارات بشأنه لتكريس فكرة بناء الثقة والاطمئنان.

كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com