راهنت إيران ووضعت كل بيضها في سلة رحيل الرئيس ترمب عن البيت الأبيض، وتجرعت في هذا السبيل أقسى الفترات الاقتصادية التي مرت بها، والتي أجبرتها على عدة إجراءات اقتصادية مؤلمة، منها رفع سعر البنزين لثلاثة أضعاف مما أخرج الآلاف في احتجاجات أجبرتها على استخدام العنف لإجهاضها.
وكان هذا الرهان إدراكا بأن الجلوس على طاولة مفاوضات مع ترمب، قد يكلف رحيل فكرة امتلاك سلاح نووي إلى الأبد، كما قد يعطل مشاريع التوسع في العالم العربي ومشاريع الصواريخ البالستية، كما كان هذا الرهان مرتبطا بتحليل الموقف الأوروبي الذي يبدو ميالا للتمسك بالاتفاق النووي ومحاباة إيران.
فالأوروبيون وعلى رأسهم الفرنسيون ميالون لموقف داعم لإيران لولا حزم موقف ترمب من الملف النووي، ونذكر زيارة الرئيس ماكرون ثم المستشارة ميركل قبيل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ولم تنجح الزيارتان في ثني الرئيس ترمب عن موقفه، ولعل الامتناع الأوروبي الأخير عن التصويت على قرار مد حظر الأسلحة لإيران خير دليل على ذلك.
اللافت في موقف الأوروبيين أيضا أنهم يملكون خطابا أشد قسوة على التمدد التركي، رغم أن التمددين التركي والإيراني بذات السوء، إلا أن ليبيا كانت تمثل كعكة للتنافس الإيطالي الفرنسي قبل التدخل التركي والروسي، بينما لم تكن اليمن أو سوريا بذات الأهمية للأوروبيين.
الرهان الإيراني على تغير الإدارة الأمريكية يأتي متزامنا مع غياب فكرة تأثير الداخل الإيراني، رغم ما تعرض له من ضربات اقتصادية، ورغم خروجه المتكرر في وجه السلطة، وتحرك الكتلة الفارسية والتي كانت دائما الأقل تحفزا للخروج ضد السلطة.
وفي المحيط العربي سمعة إيران في القاع، فقد كانت ذروة قوتها الناعمة في العالم العربي خلال حرب تموز 2006، قبل أن تنحدر في عام 2011 بعد التدخل الطائفي في سوريا، الذي استمر في الانحدار منذ ذلك الحين، مرورا بالخروج الشعبي في شوارع البصرة وبغداد وبيروت منذ عام 2015، وتجاوز المتظاهرين للخروج على الوكلاء، وشجب إيران مباشرة كسبب لويلات تلك البلدان.
رهانات التمدد ليست مرتبطه بالقوة العسكرية والقدرة المالية فقط، ولكن يجب أن يصحبها قبول شعبي لم يعد موجودا في العالم العربي، ولعل ما تشهده البصرة من رفض المكون الشيعي لإيران، واعتبارها أداة الموت وجالبة الفاسدين أكبر دليل على ذلك.
وبالتالي التحدي الإيراني أكبر من تغير الإدارة الأمريكية، وربما لو فشل الرهان وبقي ترمب في البيت الأبيض فخيار الموت السريري سيكون الأقرب للنظام الإيراني، فالفشل الحقيقي هو الاعتقاد أن عوامل خارجية هي أهم للبقاء من العوامل الداخلية، التي لا يمكن التحكم في كل مرة بحجم غضبها.
كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
وكان هذا الرهان إدراكا بأن الجلوس على طاولة مفاوضات مع ترمب، قد يكلف رحيل فكرة امتلاك سلاح نووي إلى الأبد، كما قد يعطل مشاريع التوسع في العالم العربي ومشاريع الصواريخ البالستية، كما كان هذا الرهان مرتبطا بتحليل الموقف الأوروبي الذي يبدو ميالا للتمسك بالاتفاق النووي ومحاباة إيران.
فالأوروبيون وعلى رأسهم الفرنسيون ميالون لموقف داعم لإيران لولا حزم موقف ترمب من الملف النووي، ونذكر زيارة الرئيس ماكرون ثم المستشارة ميركل قبيل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ولم تنجح الزيارتان في ثني الرئيس ترمب عن موقفه، ولعل الامتناع الأوروبي الأخير عن التصويت على قرار مد حظر الأسلحة لإيران خير دليل على ذلك.
اللافت في موقف الأوروبيين أيضا أنهم يملكون خطابا أشد قسوة على التمدد التركي، رغم أن التمددين التركي والإيراني بذات السوء، إلا أن ليبيا كانت تمثل كعكة للتنافس الإيطالي الفرنسي قبل التدخل التركي والروسي، بينما لم تكن اليمن أو سوريا بذات الأهمية للأوروبيين.
الرهان الإيراني على تغير الإدارة الأمريكية يأتي متزامنا مع غياب فكرة تأثير الداخل الإيراني، رغم ما تعرض له من ضربات اقتصادية، ورغم خروجه المتكرر في وجه السلطة، وتحرك الكتلة الفارسية والتي كانت دائما الأقل تحفزا للخروج ضد السلطة.
وفي المحيط العربي سمعة إيران في القاع، فقد كانت ذروة قوتها الناعمة في العالم العربي خلال حرب تموز 2006، قبل أن تنحدر في عام 2011 بعد التدخل الطائفي في سوريا، الذي استمر في الانحدار منذ ذلك الحين، مرورا بالخروج الشعبي في شوارع البصرة وبغداد وبيروت منذ عام 2015، وتجاوز المتظاهرين للخروج على الوكلاء، وشجب إيران مباشرة كسبب لويلات تلك البلدان.
رهانات التمدد ليست مرتبطه بالقوة العسكرية والقدرة المالية فقط، ولكن يجب أن يصحبها قبول شعبي لم يعد موجودا في العالم العربي، ولعل ما تشهده البصرة من رفض المكون الشيعي لإيران، واعتبارها أداة الموت وجالبة الفاسدين أكبر دليل على ذلك.
وبالتالي التحدي الإيراني أكبر من تغير الإدارة الأمريكية، وربما لو فشل الرهان وبقي ترمب في البيت الأبيض فخيار الموت السريري سيكون الأقرب للنظام الإيراني، فالفشل الحقيقي هو الاعتقاد أن عوامل خارجية هي أهم للبقاء من العوامل الداخلية، التي لا يمكن التحكم في كل مرة بحجم غضبها.
كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com