في مثل هذه الذكرى الخالدة، تستمر انطلاقة الوطن نحو آفاق شاسعة من التألق والسمو نحو عنان السماء، وتجسد مثالاً واضحاً من التماسك والقوة والأمن والاستقرار في عالم تتقاذفه الأمواج شرقاً وغرباً، ترتكز عوامل التماسك والاستقرار والأمن هذه على عناصر متعددة ومترابطة منها الريادة الإسلامية والقيم والمعايير الثابتة، والعمل على تحقيق وظائف الدولة الأساسية -الدفاع والأمن والعدالة- حماية للوطن والمجتمع.
تنتهج المملكة سياسة ذات خطوط إستراتيجية واضحة المعالم داخلياً وخارجياً تستند على العقيدة الإسلامية السمحة ومبادئ الاحترام المتبادل للدول، وعدم التدخل في شؤون الغير، وتلتزم بها، ومنها الريادة الإسلامية إذ تهوي أفئدة المسلمين صوب الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة التي تقوم المملكة بخدمتها والعناية بها وصيانتها وبناء أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ، ورعاية وخدمة ضيوف الرحمن، وخادم الحرمين الشريفين يعتز بهذه الخدمة الجليلة، وتتبنى المملكة في سياستها قضايا المسلمين العادلة ومنها القضية الفلسطينية التي وقفت منها ومعها المملكة موقفاً واضحاً، كما تنادي المملكة بالوسطية والاعتدال والتوازن وتنتهجها في العلاقات الفردية والجماعية، وهو مطلب للمجتمع الدولي اليوم، والحوار مع أتباع الديانات والثقافات الأخرى، وبذل الجهود للذود عن الإسلام، وتفنيد ودحض كل الشبهات والاتهامات التي يثيرها المغرضون عن الدين الحنيف وشجبها واستنكارها والوقوف ضدها مهما كان مصدرها كل ذلك جعل للمملكة زمام الريادة الإسلامية دون منازع، وتنعكس هذه الصور السلوكية والقيم على تعاملات المملكة وسياستها وفاءً بالعقود وتسامحاً وتعاوناً وحسن جوار، وهي سجايا محمودة ومعايير وقيم ثابتة يقر بها المجتمع الدولي لهذا الوطن.
ودأبت قيادة الوطن الرشيدة على التمسك بها. وبناءً على هذه العناصر والقيم منذ توحيد المملكة عام 1351 هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- نشأت دولة عصرية تزداد مكانتها رقياً، وما ذاك إلا أن كل قيادة تتولى حكم هذا الوطن تسير على نهج واضح وحلم وحكمة وحنكة قل أن نجد لها نظيراً، وتعمل دون كلل أو ملل في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.
في هذا اليوم تحتفل المملكة بمرور 90 عاماً على توحيدها باسم المملكة العربية السعودية، وتقام خلاله فعاليات متنوعة تشمل المهرجانات الوطنية والندوات واللقاءات والملتقيات والعروض العالمية والألعاب النارية، ويصاحب ذلك إبراز الرموز الوطنية (العلم والنشيد الوطني وصور القيادات والعملة وخريطة الوطن، وتتكرر خلاله الأناشيد والأغاني الوطنية)، وتُبرز المكتسبات الوطنية، كل ذلك في سبيل تعزيز الولاء والانتماء للقيادة والوطن بيعة بعد أخرى عبر أدوات تنشئة سياسية سليمة تغرس في نفوس الأجيال المواطنة الحقة وحب الوطن، وفي هذا العهد الزاهر يتوالى التخطيط والرؤى الإستراتيجية الثاقبة لتوظيف موقع المملكة الجغرافي (الجيوبولتيكا) ومكانتها المعنوية لتحقيق أعلى قدر من النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والتنمية المستدامة محلياً واقليمياً ودولياً، وتحديد المخاطر في كافة المجالات للحد من وقوعها وتجنب آثارها والقضاء عليها كل ما كان ذلك ممكناً.
أنجزت المملكة مكتسبات هائلة في مجالات عدة ففي المجال السياسي ونتيجة لسياسات مدروسة أصبحت المملكة من أقوى الفاعلين على الساحة الدولية وعضواً فاعلاً في المنظمات الدولية ومنها مجموعة العشرين، واستضافة المملكة عدداً من هذه المنظمات الدولية أو فروع ومكاتب لها ليس إلا دليلاً على ذلك، وتتمتع بعلاقات ثنائية متميزة مع أغلب دول العالم، وتحتل مكانة اقتصادية مرموقة، وتتبنى المملكة العديد من المبادرات التاريخية كالتضامن الإسلامي والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، خدمة الإسلام والمسلمين، وحوار الأديان. ودعم سياسة المملكة الخارجية.
وبحلول الذكرى (90) لتوحيد المملكة اتخذت القيادة قرارات إستراتيجية تاريخية ومهمة أبرزها رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني التي يشرف عليها بتوجيهات سامية كريمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رؤية المملكة 2030 تتمحور حول توظيف موقع المملكة الجغرافي الرابط بين ثلاث قارات (آسيا- افريقيا- أوروبا) التي يبلغ عدد سكانها حوالى 80% من سكان العالم.
ولا مندوحة من القول إن اليوم الوطني يتلازم عضوياً مع مفاهيم ومبادئ الأمن الوطني بشقيه الداخلي والخارجي، فعلى الصعيد الداخلي تحرص الدولة وقيادتها على استتباب الأمن ومكافحة الجريمة بكل صورها، وتحقيق الأمن السياسي والاقتصادي والفكري والاجتماعي والغذائي والمائي، وخارجياً تظل سياسة المملكة المتوازنة والثابتة عماد أمنها الخارجي، وحين يقترب العدوان أو يحل تنبري للدفاع عن أرضها وسيادتها وتسخر كافة عناصر قوتها وإمكانياتها ومصادرها الناعمة والصلبة دبلوماسياً وعسكرياً واستخباراتياً واقتصادياً وتقنياً وإعلامياً في سبيل الذود عن الوطن.
وختاماً فليس بدعاً من القول: أن تقوم المملكة بالاحتفال بذكرى التوحيد والتأسيس، وتطوير الخطط والرؤى الإستراتيجية المقرونة بقراءات استشرافية للمستقبل ووضع الحلول الناجعة لأي مهددات لاستقرارها على جميع الأصعدة -و لا غرو في ذلك فجميع دول العالم تتبنى سياسات مماثلة، وتدخل في تحالفات للحفاظ على أمنها الداخلي والخارجي وتحقيقاً لمصالحها الوطنية العليا، وهذا يدعونا إلى استذكار هذا اليوم والافتخار به وبما حققته القيادة الرشيدة في سبيل الوطن ومنجزاته التاريخية التي لم تكن لولا متابعة ولاة الأمر --حفظهم الله- وتفانيهم في سبيل تحقيق مصالح المواطنين والأمن والاستقرار والرفاهية لوطننا الحبيب. دام عزك يا وطن.
سفير سابق
تنتهج المملكة سياسة ذات خطوط إستراتيجية واضحة المعالم داخلياً وخارجياً تستند على العقيدة الإسلامية السمحة ومبادئ الاحترام المتبادل للدول، وعدم التدخل في شؤون الغير، وتلتزم بها، ومنها الريادة الإسلامية إذ تهوي أفئدة المسلمين صوب الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة التي تقوم المملكة بخدمتها والعناية بها وصيانتها وبناء أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ، ورعاية وخدمة ضيوف الرحمن، وخادم الحرمين الشريفين يعتز بهذه الخدمة الجليلة، وتتبنى المملكة في سياستها قضايا المسلمين العادلة ومنها القضية الفلسطينية التي وقفت منها ومعها المملكة موقفاً واضحاً، كما تنادي المملكة بالوسطية والاعتدال والتوازن وتنتهجها في العلاقات الفردية والجماعية، وهو مطلب للمجتمع الدولي اليوم، والحوار مع أتباع الديانات والثقافات الأخرى، وبذل الجهود للذود عن الإسلام، وتفنيد ودحض كل الشبهات والاتهامات التي يثيرها المغرضون عن الدين الحنيف وشجبها واستنكارها والوقوف ضدها مهما كان مصدرها كل ذلك جعل للمملكة زمام الريادة الإسلامية دون منازع، وتنعكس هذه الصور السلوكية والقيم على تعاملات المملكة وسياستها وفاءً بالعقود وتسامحاً وتعاوناً وحسن جوار، وهي سجايا محمودة ومعايير وقيم ثابتة يقر بها المجتمع الدولي لهذا الوطن.
ودأبت قيادة الوطن الرشيدة على التمسك بها. وبناءً على هذه العناصر والقيم منذ توحيد المملكة عام 1351 هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- نشأت دولة عصرية تزداد مكانتها رقياً، وما ذاك إلا أن كل قيادة تتولى حكم هذا الوطن تسير على نهج واضح وحلم وحكمة وحنكة قل أن نجد لها نظيراً، وتعمل دون كلل أو ملل في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.
في هذا اليوم تحتفل المملكة بمرور 90 عاماً على توحيدها باسم المملكة العربية السعودية، وتقام خلاله فعاليات متنوعة تشمل المهرجانات الوطنية والندوات واللقاءات والملتقيات والعروض العالمية والألعاب النارية، ويصاحب ذلك إبراز الرموز الوطنية (العلم والنشيد الوطني وصور القيادات والعملة وخريطة الوطن، وتتكرر خلاله الأناشيد والأغاني الوطنية)، وتُبرز المكتسبات الوطنية، كل ذلك في سبيل تعزيز الولاء والانتماء للقيادة والوطن بيعة بعد أخرى عبر أدوات تنشئة سياسية سليمة تغرس في نفوس الأجيال المواطنة الحقة وحب الوطن، وفي هذا العهد الزاهر يتوالى التخطيط والرؤى الإستراتيجية الثاقبة لتوظيف موقع المملكة الجغرافي (الجيوبولتيكا) ومكانتها المعنوية لتحقيق أعلى قدر من النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والتنمية المستدامة محلياً واقليمياً ودولياً، وتحديد المخاطر في كافة المجالات للحد من وقوعها وتجنب آثارها والقضاء عليها كل ما كان ذلك ممكناً.
أنجزت المملكة مكتسبات هائلة في مجالات عدة ففي المجال السياسي ونتيجة لسياسات مدروسة أصبحت المملكة من أقوى الفاعلين على الساحة الدولية وعضواً فاعلاً في المنظمات الدولية ومنها مجموعة العشرين، واستضافة المملكة عدداً من هذه المنظمات الدولية أو فروع ومكاتب لها ليس إلا دليلاً على ذلك، وتتمتع بعلاقات ثنائية متميزة مع أغلب دول العالم، وتحتل مكانة اقتصادية مرموقة، وتتبنى المملكة العديد من المبادرات التاريخية كالتضامن الإسلامي والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، خدمة الإسلام والمسلمين، وحوار الأديان. ودعم سياسة المملكة الخارجية.
وبحلول الذكرى (90) لتوحيد المملكة اتخذت القيادة قرارات إستراتيجية تاريخية ومهمة أبرزها رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني التي يشرف عليها بتوجيهات سامية كريمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رؤية المملكة 2030 تتمحور حول توظيف موقع المملكة الجغرافي الرابط بين ثلاث قارات (آسيا- افريقيا- أوروبا) التي يبلغ عدد سكانها حوالى 80% من سكان العالم.
ولا مندوحة من القول إن اليوم الوطني يتلازم عضوياً مع مفاهيم ومبادئ الأمن الوطني بشقيه الداخلي والخارجي، فعلى الصعيد الداخلي تحرص الدولة وقيادتها على استتباب الأمن ومكافحة الجريمة بكل صورها، وتحقيق الأمن السياسي والاقتصادي والفكري والاجتماعي والغذائي والمائي، وخارجياً تظل سياسة المملكة المتوازنة والثابتة عماد أمنها الخارجي، وحين يقترب العدوان أو يحل تنبري للدفاع عن أرضها وسيادتها وتسخر كافة عناصر قوتها وإمكانياتها ومصادرها الناعمة والصلبة دبلوماسياً وعسكرياً واستخباراتياً واقتصادياً وتقنياً وإعلامياً في سبيل الذود عن الوطن.
وختاماً فليس بدعاً من القول: أن تقوم المملكة بالاحتفال بذكرى التوحيد والتأسيس، وتطوير الخطط والرؤى الإستراتيجية المقرونة بقراءات استشرافية للمستقبل ووضع الحلول الناجعة لأي مهددات لاستقرارها على جميع الأصعدة -و لا غرو في ذلك فجميع دول العالم تتبنى سياسات مماثلة، وتدخل في تحالفات للحفاظ على أمنها الداخلي والخارجي وتحقيقاً لمصالحها الوطنية العليا، وهذا يدعونا إلى استذكار هذا اليوم والافتخار به وبما حققته القيادة الرشيدة في سبيل الوطن ومنجزاته التاريخية التي لم تكن لولا متابعة ولاة الأمر --حفظهم الله- وتفانيهم في سبيل تحقيق مصالح المواطنين والأمن والاستقرار والرفاهية لوطننا الحبيب. دام عزك يا وطن.
سفير سابق