عندما نفتش عن بعض الإيجابيات بين ركام عاصفة جائحة كورونا التي لا تزال تجتاح كل أرجاء العالم دون استثناء، مما لا شك فيه أنّ واحدة من تلك الإيجابيات هي تغير الكثير من الأولويات في الخطط المستقبلية لكثير من الدول، فبعد أن كانت تلك الخطط تتذيل أسفل القائمة انتقلت إلى أعلاها، وتأتي في مقدمة تلك الأولويات اليوم الأمن الغذائي لدرجة أن الكثير من الخبراء يربطها بالأمن القومي.
يعدّ مالتوس الباحث السكاني والاقتصادي أول من تحدث عن مشكلة الغذاء والسكان، فقد لاحظ مالتوس تزايد السكان على شكل متوالية حسابية وتزايد الموارد الغذائية على شكل متتالية حسابية لا يتزايدان بنفس المعدل مع مرور الزمن، مما قد يجعل الموارد الغذائية لا تكفي لعدد السكان، لذلك سواء اتفقنا مع مالتوس أو اختلفنا تظل مشكلة الأمن الغذائي هاجساً يؤرق كثيراً من الدول.
كثير من الأبحاث التي تناولت قضايا الأمن الغذائي قد بينت على أنها قضايا ستزداد أهمية في المستقبل، ولكن جائحة كورونا عجلت بهذا المستقبل البعيد وجعلته واقعاً نعيشه اليوم، حيث عانت بعض الدول خذلاناً من بعض الأسواق العالمية لتلبية احتياجاتها الغذائية، مما أكد لتلك الدول الحقيقة المرة والتي مفادها أن الارتهان إلى دول أخرى لتلبية احتياجاتها الغذائية يضعها في خطر على المدى القصير والطويل معاً، وتأكد لها أيضاً أن النظام العالمي لتجارة الأغذية أضحى أقل مصداقية عن ذي قبل، لذلك أقول باختصار إن الأمن الغذئي هو التحدي القادم للدول.
على الرغم من أن المملكة حققت خلال هذه الجائحة نسب اكتفاء ذاتي متقدمة في العديد من المنتجات الزراعية، حيث تجاوزت نسبة الاكتفاء الذاتي من التمور 125%، ومن الخضار والدواجن نسبة 60%، إلا أن المشوار بهذا الخصوص يحتاج لكثير من الجهد والخطط الإستراتيجية وذلك من أجل تعظيم دور القطاع الزراعي في توفير الاحتياجات الغذائية، إضافة إلى الدور الحيوي الذى سيلعبه من حيث زيادة مستوى الناتج المحلي وزيادة فرص التوظيف في هذا القطاع المهم.
المملكة لا تنقصها الإمكانيات المادية والمناخية فهي تتمتع بكل المقومات المتكاملة لنجاح إستراتيجية الأمن الغذائي، لذلك يجب الاستفادة والتركيز على مفهوم الميزة النسبية لجميع مناطق المملكة وما تتمتع به من مقومات سواء من حيث المناخ أو الموارد المائية، ويأتي دعم المزارعين الصغار على رأس أولويات هذه الإستراتيجية.
الجدير بالذكر أن الاستفادة من الجانب التكنولوجي والهندسة الوراثية في العملية الزراعية أمر تراهن عليه كثير من الدول لما له من دور كبير في الحد من الاستنزاف المائي للمياه الجوفية وزيادة الإنتاج.
كاتب سعودي
Alhazmi_A@
يعدّ مالتوس الباحث السكاني والاقتصادي أول من تحدث عن مشكلة الغذاء والسكان، فقد لاحظ مالتوس تزايد السكان على شكل متوالية حسابية وتزايد الموارد الغذائية على شكل متتالية حسابية لا يتزايدان بنفس المعدل مع مرور الزمن، مما قد يجعل الموارد الغذائية لا تكفي لعدد السكان، لذلك سواء اتفقنا مع مالتوس أو اختلفنا تظل مشكلة الأمن الغذائي هاجساً يؤرق كثيراً من الدول.
كثير من الأبحاث التي تناولت قضايا الأمن الغذائي قد بينت على أنها قضايا ستزداد أهمية في المستقبل، ولكن جائحة كورونا عجلت بهذا المستقبل البعيد وجعلته واقعاً نعيشه اليوم، حيث عانت بعض الدول خذلاناً من بعض الأسواق العالمية لتلبية احتياجاتها الغذائية، مما أكد لتلك الدول الحقيقة المرة والتي مفادها أن الارتهان إلى دول أخرى لتلبية احتياجاتها الغذائية يضعها في خطر على المدى القصير والطويل معاً، وتأكد لها أيضاً أن النظام العالمي لتجارة الأغذية أضحى أقل مصداقية عن ذي قبل، لذلك أقول باختصار إن الأمن الغذئي هو التحدي القادم للدول.
على الرغم من أن المملكة حققت خلال هذه الجائحة نسب اكتفاء ذاتي متقدمة في العديد من المنتجات الزراعية، حيث تجاوزت نسبة الاكتفاء الذاتي من التمور 125%، ومن الخضار والدواجن نسبة 60%، إلا أن المشوار بهذا الخصوص يحتاج لكثير من الجهد والخطط الإستراتيجية وذلك من أجل تعظيم دور القطاع الزراعي في توفير الاحتياجات الغذائية، إضافة إلى الدور الحيوي الذى سيلعبه من حيث زيادة مستوى الناتج المحلي وزيادة فرص التوظيف في هذا القطاع المهم.
المملكة لا تنقصها الإمكانيات المادية والمناخية فهي تتمتع بكل المقومات المتكاملة لنجاح إستراتيجية الأمن الغذائي، لذلك يجب الاستفادة والتركيز على مفهوم الميزة النسبية لجميع مناطق المملكة وما تتمتع به من مقومات سواء من حيث المناخ أو الموارد المائية، ويأتي دعم المزارعين الصغار على رأس أولويات هذه الإستراتيجية.
الجدير بالذكر أن الاستفادة من الجانب التكنولوجي والهندسة الوراثية في العملية الزراعية أمر تراهن عليه كثير من الدول لما له من دور كبير في الحد من الاستنزاف المائي للمياه الجوفية وزيادة الإنتاج.
كاتب سعودي
Alhazmi_A@