-A +A
منى العتيبي
بينما كنت أتصفح موقع التواصل الاجتماعي «انستقرام» مرّتني صفحات يهتم أصحابها بالمهن والصناعات الحرفية ويعرضون إبداعهم للبيع، وبعضهم يستعرضون هوايتهم ويتبادلونها مع نظرائهم من أصحاب الموهبة، وكنت أتوقع بأن المهن الحرفية واحترافها كهواية تراجعت وتكاد تندثر أمام الثورة في الإنتاج الواسع، وأن الشباب قد عزفوا عن تعلم حرفة الآباء والأجداد وكل ذلك بفعل التطور، ولكن الذي اتضحت لي بعدما رأيته في الانستقرام أنه ما زالت هناك العديد من الصناعات والحرف قائمة ويتوارثها الأجيال؛ من بينها: صناعة الفخار والصناعات الخزفية وصناعة السجاد اليدوي وتطريز الملابس اليدوي والزخرفة وغيرها من الصناعات والمهن واحتراف الهوايات القديمة.

وكنت أتساءل مع هذا كله: هل سيبقى هؤلاء محصورين حول أنفسهم، يصنعون ويتاجرون بصناعتهم دون أن تكون لديهم جهة أو قائد يقود أعمالهم الحرفية والإبداعية؛ بحيث تكون تحت مظلة جهة حكومية تسهم في توسعة المجالات والصناعات الحرفية، خاصة أن من أسباب عزوف أغلب الشباب عن هذه المهن الحرفية، رغم امتلاكهم الموهبة والحرفة، بعدها عن المؤسسية والمظلة الحكومية الرسمية؛ لذلك نرى أكثرهم يذهبون إلى الوظائف الحكومية ويشكلون ضغطا عليها.


كذلك هذه المهن الحرفية ينبغي أن تُطور وتأخذ الطابع العصري الذي يتوافق مع روح شباب العصر وميولهم ومهاراتهم الإبداعية وفكرهم التقدمي، خاصة أن هناك أسراً سعودية توارثت وتميزت وعُرفت بمهن وحرف، ومن المحبط أن يعزف أبناؤهم عنها فقط لأنهم لم يجدوا لها ساحة تضمهم وتضمن لهم استمرارية أعمالهم!

إن الاهتمام بهذه المهن والصناعات الحرفية سيمتد أثره على اقتصاد الدولة ويخرجه من الاقتصاد الفردي، وبالتالي سنجد لدينا مصانع للسجاد المحلي والتطريز والزراعة وصناعة الديكور المنزلي وغيرها من المهن الشهيرة بها سعوديتنا، ومنها أيضا نكون قد حافظنا على هويتنا التراثية وبأيدي شبابنا، كما قال المثل الشعبي المغربي: تعلم حرفة بوك لا يغلبوك.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com