-A +A
خالد الجارالله
* سامي الجابر حالة فريدة في كرة القدم السعودية والآسيوية، ليس كمثله أحد بين الرياضيين السعوديين في التأثير والتطوير والقدرة على اختلاق النجاح من أبعد الفرص وأصغرها، بنباهة ومثابرة وطموحات لاحدود لها، فضلاً عن إنجازاته التي تسيد بها عرش نجوم القارة الصفراء في محافل المونديال والأرقام.

* حين أتحدث عن سامي، بصفته النموذج الذي يمكن أن تُبنى عليه مشاريع الرياضة الحديثة، أعني قدراته الهائلة في هذا المجال التي تُمكنه من تسنم هرم كرة القدم السعودية والقارية باقتدار، بفكره وثقافته وبراعته في امتصاص التحديات وتطويعها لتحقيق النجاح، فعلاوةً على شعبيته التي لاينازعه فيها بين الرياضيين السعوديين أحد على مستوى الخارجي، يحظى بفكر رياضي عميق ورؤى بعيدة وذكية، وكاريزما جاذبة يتأثر بها العقلاء المنصفون غير الموبوئين بالكراهية والحسد والتعصب، فلا يكاد يلتئم الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على طاولة الأساطير والخبراء في أي حدث عالمي، إلا وكان سامي بينهم فاعلاً ومُقدراً كيفما يليق بأسطورة سعودية تُدعى لا تُنتدب لتشارك وتؤثر لا لمجرد الحضور البروتوكولي.


* لا ينفك اسم سامي الجابر يتماهى في كل وقت على الألسن وعناوين وسائل الإعلام، إما بمديح محبيه وما أكثرهم، أو حنق مناوئيه الذين لم يكن يروقهم ما كان يفعله بأنديتهم لاعباً ومدرباً ورئيساً، وتلك أمور مألوفة في كل بقاع الأرض وهي ظاهرة تُحسب له لا عليه في سياق التأثير والفاعلية.

* المؤسف أن لا تستثمر هذه الطاقة الهائلة والخبرة الناجعة في تطوير رياضتنا، بذرائع واهية لا يمكن معها النهوض برياضتنا إن ارتهنت لها، تشرب سامي الرياضة لاعباً ومدرباً وإدارياً ورئيساً، ونجح في وضع بصمته في كل محطة ببراعة.

* لم يواجه أحد من الرياضيين هجوماً وتربصاً كالذي واجهه، لكن وعيه العميق وثقته بنفسه كانا أسلحته لكسح كل إحباط، وهي سمة فريدة تعزز شخصيته القيادية التي طوقته يالإنجازات في كل محطاته.

* تربع على عرش الأساطير الآسيويين لاعباً، وحقق الألقاب الكبيرة إدارياً ورئيساً، ونجح حتى في سجله التدريبي الذي حاولوا التقليل منه، إذ كان فارس السبق في الدوري الشهير حين حل فيه وصيفاً للنصر - وقد هزمه برباعية تاريخية وبعشرة لاعبين- لولا ظروف تحكيمية مثيرة أفقدته اللقب بفارق نقطة يتيمة، تخللها بطولة ودية هي بأي حال أقوى وأفضل من نصف بطولات فرق أخرى شاركت فيها بتقسيمة أ و ب، وتأهيلية على مستويات المناطق، علاوة على صناعته للفريق الذي بلغ النهائي القاري في 2014.

* من أوجه الإسراف، أن يبقى إسطورة الكرة الآسيوية ونجمها المونديالي الأشهر، بعيداً عن الأدوار المؤثرة والمباشرة في تطوير كرة القدم، ومن أوجه التفريط أن يبقى برؤاه وخبراته بعيداً عن المشهد الرياضي، فيما يمكن استثماره جيداً وكثيراً في التصدي للتحديات الكبيرة التي تواجهها رياضتنا ممثلةً في اتحاد القدم واللجنة الأولمبية.

* إن لم يكن سامي الاستثناء الذي عرفته رياضتنا لاعباً ومدرباً وإدارياً ورئيساً، فهو في مقدمة أولئك بنجاحه وأرقامه فيها جميعاً.