على إثر حريق أصاب منزل الفنان الكبير سلفا دور دالي، ونقله إلى المستشفى، ومكوثه هناك، سأله الصحفيون:
ألم يزرك ملك إسبانيا؟
فكانت إجابته دالية فعلا:
لقد أكل الذباب الزمن، وانتهى كل شيء!
ولَم تمضِ 24 ساعة إلا وكان ملك إسبانيا في غرفة دالي لعيادته والاطمئنان عليه.
وبين الموقفين، كان كل منهما يعي القيمة الحقيقية لذاته عبر التاريخ.
وفِي إحدى كتابات فيلسوف ما -لا أتذكر اسمه الآن- قال: لا يهمني من يكتب الدساتير، ما دمت أنا الذي يكتب الأغاني!
ويظن البعض أن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لفيروز تكريماً لها، وهذا الظن سوف يتلاشى لو قمنا بتثمين الزيارة.
فالرئيس ماكرون حالة سياسية عابرة للتاريخ كجزئية وقتية، تحدث أفعالها لسبع سنوات ثم يغلق عليها الكتاب، وتستمر أمجاد فرنسا في شخصية الدولة، أما فيروز فهي تاريخ ذاتي خاص، أسس لذاته قاعدة حب تجمع ملايين الناس، يتألفون منجذبين لها كأداة تعبير عن ذواتهم الخالصة النقية من شوائب السياسة.
وزيارة الرئيس، زيارة سياسية - وإن قيل إنه إعجاب، فمن المعروف اجتماع اللبنانيين على حب السيدة فيروز، ومن الزيارة تنبثق رسالة بأن فرنسا تستهدف جمع اللبنانيين من غير فرقة.
ولكي تكون الرسالة واضحة، لم يعد في لبنان قيمة حقيقية قائمة -في الوقت الراهن- سوى فيروز.
وأجدني ميالاً لما كتبه الأستاذ غسان شربل في صحيفة الشرق الأوسط عندما قال: «جميل أن يدخل إيمانويل ماكرون لبنان في زيارته الجديدة من منزل فيروز. دخله قبل أسابيع من الأحياء المنكوبة وميناء العاصمة المدمر. ولعل الرئيس الفرنسي أراد تذكير اللبنانيين بالجسر الأخير الذي عاند العواصف وهو جسر فيروز. لم يبق الكثير مما يجمع بين اللبنانيين».
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
ألم يزرك ملك إسبانيا؟
فكانت إجابته دالية فعلا:
لقد أكل الذباب الزمن، وانتهى كل شيء!
ولَم تمضِ 24 ساعة إلا وكان ملك إسبانيا في غرفة دالي لعيادته والاطمئنان عليه.
وبين الموقفين، كان كل منهما يعي القيمة الحقيقية لذاته عبر التاريخ.
وفِي إحدى كتابات فيلسوف ما -لا أتذكر اسمه الآن- قال: لا يهمني من يكتب الدساتير، ما دمت أنا الذي يكتب الأغاني!
ويظن البعض أن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لفيروز تكريماً لها، وهذا الظن سوف يتلاشى لو قمنا بتثمين الزيارة.
فالرئيس ماكرون حالة سياسية عابرة للتاريخ كجزئية وقتية، تحدث أفعالها لسبع سنوات ثم يغلق عليها الكتاب، وتستمر أمجاد فرنسا في شخصية الدولة، أما فيروز فهي تاريخ ذاتي خاص، أسس لذاته قاعدة حب تجمع ملايين الناس، يتألفون منجذبين لها كأداة تعبير عن ذواتهم الخالصة النقية من شوائب السياسة.
وزيارة الرئيس، زيارة سياسية - وإن قيل إنه إعجاب، فمن المعروف اجتماع اللبنانيين على حب السيدة فيروز، ومن الزيارة تنبثق رسالة بأن فرنسا تستهدف جمع اللبنانيين من غير فرقة.
ولكي تكون الرسالة واضحة، لم يعد في لبنان قيمة حقيقية قائمة -في الوقت الراهن- سوى فيروز.
وأجدني ميالاً لما كتبه الأستاذ غسان شربل في صحيفة الشرق الأوسط عندما قال: «جميل أن يدخل إيمانويل ماكرون لبنان في زيارته الجديدة من منزل فيروز. دخله قبل أسابيع من الأحياء المنكوبة وميناء العاصمة المدمر. ولعل الرئيس الفرنسي أراد تذكير اللبنانيين بالجسر الأخير الذي عاند العواصف وهو جسر فيروز. لم يبق الكثير مما يجمع بين اللبنانيين».
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com