-A +A
أريج الجهني
مدير الإدارة يزور مدير فرع الإدارة، هذه ليست مزحة بل خبر صحفي! مسؤول في زيارة مسؤول، هل يستدعي هذا الأمر أن يكتب عنه؟ خاصة في حال أن يكون عملهما مرتبطاً في ذات المجال أو الجهة؟ قد نفهم تغطية زيارة أمراء المناطق أو الوزراء لمناطق معينة، بل هي ضرورة لمعرفة أنشطة الجهات الحكومية في خدمة المستفيدين، لكن نريد أن نسمع عن خبر مسؤول يستضيف دار أيتام، أو مسؤول في زيارة دار المسنين أو حتى لقاءات مع المستفيدين، الاتصال في عام ٢٠٢٠ مهنة وحرفة وليس مجرد لقطات كاميرا ومانشيت صحفي أو حتى هاشتاق!

بلا شك، التحول المفاهيمي في (الاتصال) يستجلب الحديث عن الممارسات الاتصالية خاصة في بداية العام، جميل حرص الكثير من الوزارات على لقاء صناع الرأي والتأثير، وسيكون أيضاً للاتصال تأثير أكبر في اعتماد كافة الجهات الحكومية مراكز استطلاعات للرأي، ليس بالضرورة أن تكون عبر قنوات الوسائط الاجتماعية بل يكفي أن تكون عبر رسائل الجوال أو الإيميلات، لمعرفة آراء الجمهور وليشعر الفرد أنه جزء من صناعة القرار.


من مسلمات وأساسيات الاتصال: مرسل، مستقبل، رسالة، وسيلة، تغذية راجعة، والأهم هو الهدف العام الذي تنشأ تحته هذه التفاعلات، فالمرسل يستشعر حاجة الجمهور وعليه يقع عبء الرصد والتحليل للعملية من الألف للياء، وهو من يحمل مسؤولية صناعة الرسالة وخلق محتواها وانتقاء الوسيلة ببراعة وأيضا اختيار المستقبل ببساطة تساءل (من هم جمهورك؟)، لماذا تطرقت لفكرة استطلاعات الرأي لأن التغذية الراجعة ومعرفة مدى وأبعاد الرسالة أخطر ما يمكن أن يحدث في الاتصال، فالكثير يبدع وينفق الملايين في رسالته لكن يغفل هذه الحلقة.

الفشل في الاتصال في عصر (التواصل) مخجل ولا عذر أو مبرر لمن يتجاهل تعليقات المستفيدين، التفاعل والإجابات المطمئئة والعبارات اللطيفة لن تكلفك الكثير، الشعور بالثقة أيضا يحتاجه كل فرد أو جماعة خدمية، فالشعور المرتفع بالتهديد من النقد لا يعكس سوى شخصيات هشة وعاطفية تطرب للثناء وتهلع من النقد، تعايش مع فكرة النقاش اكتسب مرونة الأخذ والرد، في نطاقك التفاعلي لا تتردد في أن تتعاطى مع الأصوات المختلفة، بل احرص أكثر على الأصوات الخافتة! وضع في أجندتك عنوان الحوار مع (القوة الصامتة).

كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com