لسنوات طويلة كانت كثير من البرامج الدينية التي تقدمها الفضائيات العربية قاصرة عن خدمة الدين والإنسان بالشكل الصحيح، وغالباً لا تنقل الصورة الحقيقية لجمال الدين الإسلامي وسماحته وعقلانيته بقدر ما تخدم نجومية وأجندات مقدميها وضيوفها، فالدعاة والوعاظ الذين تقدمهم في الغالب من فئتين، أولاهما فئة شيوخ «التوك شو» الذين يجيدون التواصل مع الجماهير ودغدغة عواطفهم لكنهم لا يملكون العلم الغزير ولا يمكنهم التصدي للمسائل الكبرى واستنباط مقاصد الدين والتأسيس عليها، ولذلك لا يستفيد المشاهد منهم فعلياً أكثر مما يعرف عن دينه في الأساس.
أما الفئة الثانية فهي فئة أصحاب الأجندات الخاصة ودعاة الأحزاب السياسية المتدثرة بالإسلام، وهؤلاء كانوا يقدمون دعاية خفية لمناهجهم باسم خدمة الدين، بينما هم في الواقع يفسدون عقول وضمائر الناس من خلال تضليلهم عن مقاصد وسماحة دينهم.
الحدث الجيد أن هناك برنامجاً اليوم من شأنه أن يحدث تغييراً كبيراً في هذه الصورة النمطية التي تكونت لدى المتابعين طوال أعوام عن البرامج الدينية في الفضائيات العربية، وأقصد برنامج «في الآفاق» على قناة mbc، الذي يستضيف كل جمعة معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وهو للأمانة برنامج فكري عميق أكثر من كونه برنامجاً دينياً.
الدكتور العيسى لا يقدم وعظاً تقليدياً في هذا البرنامج بل يستفز العقول للتأمل والتدبر والانفتاح على الواقع، ويقدم صورة عقلانية إنسانية للدين انطلاقاً من مقاصده الكبرى، مركزاً على التسامح مع المختلف والرقي في التعامل بين البشر بكافة أديانهم ومذاهبهم، كما يتناول بمشرط الجراح الخبير قضايا الجاليات الإسلامية في مختلف دول العالم، وهذه مهمة في غاية الشجاعة والصعوبة أيضاً، لأنها تنطوي على تخليص المشاهد العامي من أدلجته المكتسبة وهز مفاهيمه بالمنطق والحكمة خصوصاً تلك المتعلقة بشؤونه الحياتية وتعاملاته مع المختلف.
والحق أن المفكر الإسلامي المقاصدي والعالم المجتهد مثل الدكتور العيسى عملة نادرة في وقتنا هذا الذي يعج بآلاف الوعاظ والدعاة والمشتغلين بالفقه.. دعاة ووعاظ يُقدَّمون في وسائل الإعلام وبين الناس على أنهم مفكرون، فيما هم في الواقع مجرد نقلة منفصلين عن الواقع والعقلانية، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل يكشف معظمهم في المواقف الكبرى أنهم متعصبون أيضاً لآراء بشرية أفسدت أكثر مما أصلحت من شؤون المسلمين.
يقول الدكتور العيسى في برنامج «في الآفاق»: «التعصب يرسّخ للانغلاق والتخلف»، و«التنوع ثراء وغنى وقوة.. التنوع يضيف ولا يُضعف»، و«المشتركات الإنسانية كفيلة بإحلال السلام والوئام في عالمنا».
إنني أدعو الجميع بكل الحب لمشاهدة هذا البرنامج كل جمعة على شاشة mbc أو مشاهدة حلقاته عبر المنصات الرقمية، فهو يمثل منبر الجمعة الذي يخاطب عقول المسلمين وإنسانيتهم قبل عواطفهم وانتماءاتهم، وهذا بالضبط ما يحتاجه المسلم اليوم.
كاتب سعودي
Hani_DH@
أما الفئة الثانية فهي فئة أصحاب الأجندات الخاصة ودعاة الأحزاب السياسية المتدثرة بالإسلام، وهؤلاء كانوا يقدمون دعاية خفية لمناهجهم باسم خدمة الدين، بينما هم في الواقع يفسدون عقول وضمائر الناس من خلال تضليلهم عن مقاصد وسماحة دينهم.
الحدث الجيد أن هناك برنامجاً اليوم من شأنه أن يحدث تغييراً كبيراً في هذه الصورة النمطية التي تكونت لدى المتابعين طوال أعوام عن البرامج الدينية في الفضائيات العربية، وأقصد برنامج «في الآفاق» على قناة mbc، الذي يستضيف كل جمعة معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وهو للأمانة برنامج فكري عميق أكثر من كونه برنامجاً دينياً.
الدكتور العيسى لا يقدم وعظاً تقليدياً في هذا البرنامج بل يستفز العقول للتأمل والتدبر والانفتاح على الواقع، ويقدم صورة عقلانية إنسانية للدين انطلاقاً من مقاصده الكبرى، مركزاً على التسامح مع المختلف والرقي في التعامل بين البشر بكافة أديانهم ومذاهبهم، كما يتناول بمشرط الجراح الخبير قضايا الجاليات الإسلامية في مختلف دول العالم، وهذه مهمة في غاية الشجاعة والصعوبة أيضاً، لأنها تنطوي على تخليص المشاهد العامي من أدلجته المكتسبة وهز مفاهيمه بالمنطق والحكمة خصوصاً تلك المتعلقة بشؤونه الحياتية وتعاملاته مع المختلف.
والحق أن المفكر الإسلامي المقاصدي والعالم المجتهد مثل الدكتور العيسى عملة نادرة في وقتنا هذا الذي يعج بآلاف الوعاظ والدعاة والمشتغلين بالفقه.. دعاة ووعاظ يُقدَّمون في وسائل الإعلام وبين الناس على أنهم مفكرون، فيما هم في الواقع مجرد نقلة منفصلين عن الواقع والعقلانية، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل يكشف معظمهم في المواقف الكبرى أنهم متعصبون أيضاً لآراء بشرية أفسدت أكثر مما أصلحت من شؤون المسلمين.
يقول الدكتور العيسى في برنامج «في الآفاق»: «التعصب يرسّخ للانغلاق والتخلف»، و«التنوع ثراء وغنى وقوة.. التنوع يضيف ولا يُضعف»، و«المشتركات الإنسانية كفيلة بإحلال السلام والوئام في عالمنا».
إنني أدعو الجميع بكل الحب لمشاهدة هذا البرنامج كل جمعة على شاشة mbc أو مشاهدة حلقاته عبر المنصات الرقمية، فهو يمثل منبر الجمعة الذي يخاطب عقول المسلمين وإنسانيتهم قبل عواطفهم وانتماءاتهم، وهذا بالضبط ما يحتاجه المسلم اليوم.
كاتب سعودي
Hani_DH@