-A +A
منى العتيبي
تشرفت هذا الأسبوع ضمن كوكبة من كتاب الرأي لصحيفة «عكاظ» بتلبية الدعوة التي وجهتها إمارة منطقة عسير ممثلة في أميرها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، صاحب التجربة الإدارية المتفردة في التواصل مع كافة النخب المتنوعة داخل وخارج منطقة عسير.

في الحقيقة لن أتحدث عن الكرم وحفاوة الاستقبال التي وجدناها في المواطنين وأميرهم الشاب الطموح منذ أن وطئت أقدامنا مطار أبها؛ فهذا الأمر ارتبط بأصالة أهل المنطقة، وامتد لإرث تاريخي اعتادوا عليه مع كل ضيف وسائح ووافد لهذه البقعة الشامخة من بلادنا كجبالها.


إنما الذي شدني ولفت نظري الحراك الكبير والرغبة والطموح في تحقيق أهداف التنمية لدى أمير منطقة عسير سمو الأمير تركي بن طلال التي استطاع من خلالها تقديم نموذج متفرد من سياسة الباب المفتوح عبر لقاءات واجتماعات ومؤتمرات ومتابعة مشاريع كنت أتابعها أيام الاستضافة، فقد لفت انتباهي الأسلوب الإداري الذي يعمل به أمير المنطقة الذي يعتمد على «الإدارة المباشرة» لكل التفاصيل.. هذه الإدارة المباشرة لا تعتمد على المستشارين ولا على ما ينقلونه له ولا على التقارير الصماء ولا تتكئ على الخطط ثم تنسل منها ولا تعنيها النتائج، فالمتابع لأمير المنطقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي سيجده في كل موقع يباشر أعماله بنفسه ولا يقع أسيراً لمكتبه، تارة نراه يتابع مشروعاً تنموياً وتارة يجلس مع المواطنين البسطاء ويستمع إلى همومهم ورغباتهم ويوجه في حينه القرار المناسب.

وفي اعتقادي لو كل مسؤول مهما صغرت أو كبرت مسؤوليته وأيّاً كان موقعه تابع النموذج الإداري المتفرد لأمير منطقة عسير، وتخلى عن «الإدارة الصماء» التي تعتمد على ما ينقله له مساعدوه ومستشاروه الذين قد يعملون لمصالحهم الخاصة أو قد ينقلون الصورة ناقصة مضللة بعيدة عن الواقع بناءً على جهلهم وقلة وعيهم ومعرفتهم الإدارية وتخلى عما تنقله التقارير والحبر والورق؛ لاستطاع الوصول أو لنقل تمهيد الطريق إلى أهدافه التي يريد أن يحققها في إدارته؛ لأنه سيعرف حقيقة ما يواجهه من عقبات وصعوبات، ويتنبأ بما سيحدث لإدارته أمام سعيه وأهدافه.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com