كلما حاولنا أن نبسط مساحة من حسن الظن بجماعات الإسلام السياسي، وبخاصة الإخوان المسلمين والصفويين، خرج علينا منهم «خارج» ينسف حسن ظننا، ويعيدنا إلى قناعتنا الراسخة أننا أمام جماعة تمتطي ظهر الدين زورًا، وتنتهج الميكافيلية في أسوأ تجلياتها لتحقيق غاياتها، وتصنع لها لسانًا يتألّى على الله في أحكامه، وتصاريف أقداره لتجعل منها مزايا لصالح مشاريعها، ومعينات لوجستية في طريق غاياتها، ونفحات من كرامات وخوارق تعضد مسيرتها.. إن نسيت الذواكر «الخرافات» التي أزعجتنا بها «حلاقيم» أنصار الإخوان في ميادين مصر والكرامات الكاذبة التي حطت على رئيسهم ومرشدهم وبقية العصابة، فأتوا بالملائكة والأنبياء في رابعة والنهضة تقود تظاهراتهم ويتقدم مرسي ليؤم الأنبياء في صلواتهم ولا ننسى كذلك ما يسمى بظاهرة الصحوة الخاطئة الكاذبة وما أتى به سدنتها من أراجيف وأكاذيب في ما سمّي «الجهاد» آنذاك، وما أسبغوا عليه من كرامات، لم يبلغها المجاهدون الأوائل في نشرهم دعوة الإسلام.
واليوم نفاجأ بالمدعو محمود الزهار رجل التناقضات في شركة حماس، والذي أطلق عليه وصف الموتور، يعيدنا إلى ذات المربّع القديم، والرؤية البائسة، والتألّي على الله في أحكامه وقضائه وقدره، فهذا الزهّار «المتحمّس فكرًا وتوجّهًا» لم يرَ في جائحة كورونا التي ضربت العالم، كله، مصيبة تقضُّ مضاجع الإنسانية، وتحرّك مشاعر التضامن والتآزر من أجل القضاء عليها، بل يراها بوقاحة الإخوانجية غضبًا مرسلاً لمن يناصرون الكيان الصهيوني، ومن يتحالفون معه، في سياق بائس استمعت إليه في مقطع مصوّر، فأدركت حينها أننا أمام مجموعة من الناس تلوي عنق الحقيقة لتنتصر إلى أفكارها، و«تستحمر» الناس بلسان مشطور بالنفاق وسوء الأخلاق..
انظروا إلى هذا «الزهّار»، وهو يقول بالنصّ في مقطعه الكئيب هذا: (الذي يجري الآن بالإرادة الربانية التي أحدثها هذا الوباء الكورونا، لو تأمّلت الدول التي تقف مع الكيان الإسرائيلي هي التي تضررت ضررًا إلى درجة كبيرة، وأخص بالذكر أمريكا المتضرر رقم واحد في هذه العملية، وهي رقم واحد في مساعدة الاحتلال الإسرائيلي، المتضرر أيضًا هي دول الخليج التي ذهبت في خيانتها إلى الكيان الإسرائيلي، تضرروا في كل مواسمهم، وفي بترولهم، وحروبهم، وتضرروا في واقعهم، وفي سمعتهم في الشرق وفي الغرب، والكيان الإسرائيلي الآن يعاني من الكورونا، ويعاني من التفسّخ، وحكومته ليست لديها أي قدرة على الوحدة).
(وكل ما هو ومن هو في صف الكيان الإسرائيلي اليوم تضرر بهذا الوباء، وعلينا أن ننظر نظرة فقط بسيطة إلى قطاع غزة، قطاع غزة الوحيد الذي مقاومته تتصاعد يومًا بعد يوم ليست فيه حالة كورونا واحدة، ولا شك أن المقاومة ستبدأ من قطاع غزة، لأن على غزة أن تحرر فلسطين؛ كل فلسطين) وكعادة الحمقى من الإخوان تناسى أن حماس وقادتها في غزة وصمة عار في جبين القضية الفلسطينية والمتاجرة بها لمن يدفع أكثر، إن هذا «الهراء» الذي دحرجه «الزهّار» على أسماعنا يضعنا أمام حقيقة لا أجد مفرّا من الجهر بها، وهي أن «القضية الفلسطينية قضيتهم هم ولكن يقودها أقزام» تريد أن تعيش حياة مرفهة والبقية هي من تدفع وتحارب لتحرير وطنهم المحتل.
طالما أن هذا هو تفكير أحد أبرز قياداتها فتخريجه البائس هذا لمصيبة ضربت الإنسانية، وراح ضحيتها الآلاف، ولم ينجُ منها الملايين، وما زال خطرها يتهدد الإنسانية. فكارثة كورونا لا تتحرك بعقلية الأيدلوجيات فتصيب المتعاطف مع إسرائيل، وتتجافى المناصر لـ«حماس»، مثل هذه الأفكار الخبيثة تضع الشعب الفلسطيني أمام تحدٍّ أولي في اختيار العناصر الصالحة والعاقلة لقيادته والتي لم تفعل شيئاً حتى الآن سوى الردح والشتم وحياكة المؤامرات والتدخل في شؤون الآخرين وفرض قناعاتهم عليهم، وإلا فالكل خائن وعميل.
لن أفند كلام «الزهّار»، فما فيه من خواء وغباء، يجعل من فكرة الرد ملاهاة لا أكثر فقط أشير عليه أن يعود إلى السجلات الرسمية ويراجع عدد الإصابات بفايروس كورونا في قطاع غزّة، وفرض حالة العزل الاجتماعي فيها، وحالة البؤس والشقاء التي أوصلوا الفلسطينيين إليها، وهم ينعمون في فنادق الدوحة ومنتجعات تركيا وخلاوي قم.
كلام «الزهّار» لا يقل خطرًا عن كورونا، كونه يزيد من تغبيش الوعي، وقلب الحقائق، وتزييف المواقف، وتكريس ثقافة الظلام، وإن كان الزهار عاب على حكومة الكيان الإسرائيلي أنها لا تملك القدرة على الوحدة، فهذا داء ينخر في جسد الفصائل الفلسطينية، وشقاق عزّ على الراتق، ولم يفلح معهم كل المصالحات والعهود عند بيت الله الحرام، وعادوا سيرتهم الأولى في قتل بعضهم البعض وحياكة المؤامرات والبكاء على لبنهم المسكوب، والصراع على كراسي الحكم دأب الإخوان في كل مكان. لقد أعطينا فما استبقينا شيئاً من أجل القضية، وآن الأوان لمراجعة الحسابات.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
واليوم نفاجأ بالمدعو محمود الزهار رجل التناقضات في شركة حماس، والذي أطلق عليه وصف الموتور، يعيدنا إلى ذات المربّع القديم، والرؤية البائسة، والتألّي على الله في أحكامه وقضائه وقدره، فهذا الزهّار «المتحمّس فكرًا وتوجّهًا» لم يرَ في جائحة كورونا التي ضربت العالم، كله، مصيبة تقضُّ مضاجع الإنسانية، وتحرّك مشاعر التضامن والتآزر من أجل القضاء عليها، بل يراها بوقاحة الإخوانجية غضبًا مرسلاً لمن يناصرون الكيان الصهيوني، ومن يتحالفون معه، في سياق بائس استمعت إليه في مقطع مصوّر، فأدركت حينها أننا أمام مجموعة من الناس تلوي عنق الحقيقة لتنتصر إلى أفكارها، و«تستحمر» الناس بلسان مشطور بالنفاق وسوء الأخلاق..
انظروا إلى هذا «الزهّار»، وهو يقول بالنصّ في مقطعه الكئيب هذا: (الذي يجري الآن بالإرادة الربانية التي أحدثها هذا الوباء الكورونا، لو تأمّلت الدول التي تقف مع الكيان الإسرائيلي هي التي تضررت ضررًا إلى درجة كبيرة، وأخص بالذكر أمريكا المتضرر رقم واحد في هذه العملية، وهي رقم واحد في مساعدة الاحتلال الإسرائيلي، المتضرر أيضًا هي دول الخليج التي ذهبت في خيانتها إلى الكيان الإسرائيلي، تضرروا في كل مواسمهم، وفي بترولهم، وحروبهم، وتضرروا في واقعهم، وفي سمعتهم في الشرق وفي الغرب، والكيان الإسرائيلي الآن يعاني من الكورونا، ويعاني من التفسّخ، وحكومته ليست لديها أي قدرة على الوحدة).
(وكل ما هو ومن هو في صف الكيان الإسرائيلي اليوم تضرر بهذا الوباء، وعلينا أن ننظر نظرة فقط بسيطة إلى قطاع غزة، قطاع غزة الوحيد الذي مقاومته تتصاعد يومًا بعد يوم ليست فيه حالة كورونا واحدة، ولا شك أن المقاومة ستبدأ من قطاع غزة، لأن على غزة أن تحرر فلسطين؛ كل فلسطين) وكعادة الحمقى من الإخوان تناسى أن حماس وقادتها في غزة وصمة عار في جبين القضية الفلسطينية والمتاجرة بها لمن يدفع أكثر، إن هذا «الهراء» الذي دحرجه «الزهّار» على أسماعنا يضعنا أمام حقيقة لا أجد مفرّا من الجهر بها، وهي أن «القضية الفلسطينية قضيتهم هم ولكن يقودها أقزام» تريد أن تعيش حياة مرفهة والبقية هي من تدفع وتحارب لتحرير وطنهم المحتل.
طالما أن هذا هو تفكير أحد أبرز قياداتها فتخريجه البائس هذا لمصيبة ضربت الإنسانية، وراح ضحيتها الآلاف، ولم ينجُ منها الملايين، وما زال خطرها يتهدد الإنسانية. فكارثة كورونا لا تتحرك بعقلية الأيدلوجيات فتصيب المتعاطف مع إسرائيل، وتتجافى المناصر لـ«حماس»، مثل هذه الأفكار الخبيثة تضع الشعب الفلسطيني أمام تحدٍّ أولي في اختيار العناصر الصالحة والعاقلة لقيادته والتي لم تفعل شيئاً حتى الآن سوى الردح والشتم وحياكة المؤامرات والتدخل في شؤون الآخرين وفرض قناعاتهم عليهم، وإلا فالكل خائن وعميل.
لن أفند كلام «الزهّار»، فما فيه من خواء وغباء، يجعل من فكرة الرد ملاهاة لا أكثر فقط أشير عليه أن يعود إلى السجلات الرسمية ويراجع عدد الإصابات بفايروس كورونا في قطاع غزّة، وفرض حالة العزل الاجتماعي فيها، وحالة البؤس والشقاء التي أوصلوا الفلسطينيين إليها، وهم ينعمون في فنادق الدوحة ومنتجعات تركيا وخلاوي قم.
كلام «الزهّار» لا يقل خطرًا عن كورونا، كونه يزيد من تغبيش الوعي، وقلب الحقائق، وتزييف المواقف، وتكريس ثقافة الظلام، وإن كان الزهار عاب على حكومة الكيان الإسرائيلي أنها لا تملك القدرة على الوحدة، فهذا داء ينخر في جسد الفصائل الفلسطينية، وشقاق عزّ على الراتق، ولم يفلح معهم كل المصالحات والعهود عند بيت الله الحرام، وعادوا سيرتهم الأولى في قتل بعضهم البعض وحياكة المؤامرات والبكاء على لبنهم المسكوب، والصراع على كراسي الحكم دأب الإخوان في كل مكان. لقد أعطينا فما استبقينا شيئاً من أجل القضية، وآن الأوان لمراجعة الحسابات.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com