أربعون يوماً على الانتخابات الأمريكية القادمة. حتى الثالث من نوفمبر القادم، سيعيش العالمُ، وليس الأمريكيون فقط، إثارةً غير مسبوقة، تغلبُ عليها حالةٌ من الترقب، لدرجةِ التوجس. الولايات المتحدة دولة عظمى، إن لم تكن الدولة الوحيدة الأعظم، في عالم اليوم، بالتالي: ما يحدث فيها، لا يهم فقط شعبها، بل العالم بأسره.
مكمن الإثارة، هنا: ليس في شخص من يختاره الشعب الأمريكي رئيساً له، سواء الرئيس الحالي (دونالد ترمب)، أم مرشح الديمقراطي، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق (جون بايدن). دستورياً: المرشح الذي يحصل على ٢٧٠ صوتاً انتخابياً من أصوات الكلية الانتخابية (٥٣٨) في تلك الانتخابات، يكونُ الفائزُ، بالإقامةِ بالبيتِ الأبيض، للأربع سنوات القادمة. لكن الدستور والتاريخ والتجربة شيء، وما قد يحدث شيٌء آخر، تماماً.
الفترة الأولى من ولاية الرئيس كانت عاصفة وغير مسبوقة، لدرجة عدم استقرارها، وفقاً للمعايير التقليدية. ذلك راجعٌ لشخصية الرئيس ترمب، نفسه، الذي أتى من خارج النخبة السياسية التقليدية، واعداً بثورةٍ على النخبةِ السياسيةِ في واشنطن.. وعلى مؤسساتِ الدولة السياسية، بما فيها الدستور!
الرئيسُ ترمب هو أول رئيسٍ أمريكيٍ يجري عزله من مجلس النواب، في فترته الأولى، وفي نفس الوقت، يجري اختيار حزبه له لفترة رئاسية ثانية. وهو أولُ رئيسٍ أمريكيٍ، يُظْهِرُ طموحَه لفترة رئاسية ثانية، من أول يوم بدأ فيه رئاسته الأولى. وهو أولُ مرشحٍ للرئاسةِ، يعلنُ صراحةً عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات، إذا ما هُزم فيها. كرر ذلك في حملته الانتخابية الحالية، بأنه يسعى لفترة رئاسية ثانية، وربما ثالثة!
الرئيس ترمب، يدير حملته الانتخابية، مثل ما كان في الماضي يشارك وينظمُ لحفلات المصارعة. يعتمد إستراتيجيةَ إخافةِ الخصم، ليوهمه بالهزيمة، قبل أن يدخل حلبة المصارعة، مستغلاً لأبعدِ حدٍ، حماسَ الجمهور، لدرجة الإثارة المخيفة! في هذه الحالة: الرئيس ترمب هو المصارع والحلبة هي البيت الأبيض والجمهور المتحمس لإعادة انتخابه، هو الجمهور، الذي يعمل على تحريضه، لعدم قبول النتيجة، إذا ما جاءت في غير صالحه، ليبقى في البيت الأبيض، مهما كان الثمن.
هل ينجح الرئيسُ ترمب في إستراتيجيته «المشاكسة» هذه، لإعادة انتخابه. أحداثٌ كثيرةٌ يمكن أن تتطور، من هنا ليوم الانتخابات. هنا يكمن عنصر الترقب. لا يمكن الركون لاستطلاعات الرأي، التي تظهر فارقاً كبيراً لصالح المستر بايدن. لعلَ تجربة الانتخابات الرئاسية ٢٠١٦، تحذرنا من مغبةِ الركونِ لاستطلاعاتِ الرأي، لاستشرافِ سلوكَ الناخبِ الأمريكي.
هناك احتمالان، لا ثالثَ لهما. إما يقلب الرئيس ترمب الطاولة على الجميع، ليفوز بالانتخابات، وهذا احتمالٌ قائمٌ ولا يمكن استبعاده. أو ستكون عملية انتقال السلطة للمستر بايدن، في حالة فوزه، غير سلسة ولا مرنة، كما هي العادة.. أو يشوبها عنفٌ، يهددُ استقرارَ الولايات المتحدة، بصورةٍ خطيرةٍ جداً.
متابعةُ سير الحملة الانتخابية، حتى يوم الانتخابات، تحملُ الكثيرَ من الإثارةِ والترقب... خاصةً: إذا عرفنا أنه بسببِ وباءِ كرونا لن تُعرف النتيجةُ، كما هي العادة، عند غلقِ صناديق الاقتراع، مساءً. ربما تأخذُ العمليةُ أسبوعاً، بسبب التصويت البريدي. هذا التأخير ستسيطر عليه «استعراضاتُ» الرئيسِ ترمب المثيرةُ والمخيفةُ، في آن.
كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com
مكمن الإثارة، هنا: ليس في شخص من يختاره الشعب الأمريكي رئيساً له، سواء الرئيس الحالي (دونالد ترمب)، أم مرشح الديمقراطي، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق (جون بايدن). دستورياً: المرشح الذي يحصل على ٢٧٠ صوتاً انتخابياً من أصوات الكلية الانتخابية (٥٣٨) في تلك الانتخابات، يكونُ الفائزُ، بالإقامةِ بالبيتِ الأبيض، للأربع سنوات القادمة. لكن الدستور والتاريخ والتجربة شيء، وما قد يحدث شيٌء آخر، تماماً.
الفترة الأولى من ولاية الرئيس كانت عاصفة وغير مسبوقة، لدرجة عدم استقرارها، وفقاً للمعايير التقليدية. ذلك راجعٌ لشخصية الرئيس ترمب، نفسه، الذي أتى من خارج النخبة السياسية التقليدية، واعداً بثورةٍ على النخبةِ السياسيةِ في واشنطن.. وعلى مؤسساتِ الدولة السياسية، بما فيها الدستور!
الرئيسُ ترمب هو أول رئيسٍ أمريكيٍ يجري عزله من مجلس النواب، في فترته الأولى، وفي نفس الوقت، يجري اختيار حزبه له لفترة رئاسية ثانية. وهو أولُ رئيسٍ أمريكيٍ، يُظْهِرُ طموحَه لفترة رئاسية ثانية، من أول يوم بدأ فيه رئاسته الأولى. وهو أولُ مرشحٍ للرئاسةِ، يعلنُ صراحةً عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات، إذا ما هُزم فيها. كرر ذلك في حملته الانتخابية الحالية، بأنه يسعى لفترة رئاسية ثانية، وربما ثالثة!
الرئيس ترمب، يدير حملته الانتخابية، مثل ما كان في الماضي يشارك وينظمُ لحفلات المصارعة. يعتمد إستراتيجيةَ إخافةِ الخصم، ليوهمه بالهزيمة، قبل أن يدخل حلبة المصارعة، مستغلاً لأبعدِ حدٍ، حماسَ الجمهور، لدرجة الإثارة المخيفة! في هذه الحالة: الرئيس ترمب هو المصارع والحلبة هي البيت الأبيض والجمهور المتحمس لإعادة انتخابه، هو الجمهور، الذي يعمل على تحريضه، لعدم قبول النتيجة، إذا ما جاءت في غير صالحه، ليبقى في البيت الأبيض، مهما كان الثمن.
هل ينجح الرئيسُ ترمب في إستراتيجيته «المشاكسة» هذه، لإعادة انتخابه. أحداثٌ كثيرةٌ يمكن أن تتطور، من هنا ليوم الانتخابات. هنا يكمن عنصر الترقب. لا يمكن الركون لاستطلاعات الرأي، التي تظهر فارقاً كبيراً لصالح المستر بايدن. لعلَ تجربة الانتخابات الرئاسية ٢٠١٦، تحذرنا من مغبةِ الركونِ لاستطلاعاتِ الرأي، لاستشرافِ سلوكَ الناخبِ الأمريكي.
هناك احتمالان، لا ثالثَ لهما. إما يقلب الرئيس ترمب الطاولة على الجميع، ليفوز بالانتخابات، وهذا احتمالٌ قائمٌ ولا يمكن استبعاده. أو ستكون عملية انتقال السلطة للمستر بايدن، في حالة فوزه، غير سلسة ولا مرنة، كما هي العادة.. أو يشوبها عنفٌ، يهددُ استقرارَ الولايات المتحدة، بصورةٍ خطيرةٍ جداً.
متابعةُ سير الحملة الانتخابية، حتى يوم الانتخابات، تحملُ الكثيرَ من الإثارةِ والترقب... خاصةً: إذا عرفنا أنه بسببِ وباءِ كرونا لن تُعرف النتيجةُ، كما هي العادة، عند غلقِ صناديق الاقتراع، مساءً. ربما تأخذُ العمليةُ أسبوعاً، بسبب التصويت البريدي. هذا التأخير ستسيطر عليه «استعراضاتُ» الرئيسِ ترمب المثيرةُ والمخيفةُ، في آن.
كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com