احتفلنا كسعوديين قبل أيام باليوم الوطني وفاء وحباً لهذا الوطن العظيم الشامخ، وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي أكبر تظاهرات الفرح والاحتفال مكتسية بالأخضر، وأنتجت عشرات الأعمال الفنية التي تجسد هذه الأفراح، للدرجة التي دفعت الإخوة العرب في كثير من الدول الأخرى للاحتفال بفرحة السعوديين بوطنهم.
هذه المشاعر الفياضة التي عبر عنها السعوديون ليست مستغربة أو حديثة، فهي متجذرة في نفوس أبناء هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، القائد الألمعي الذي أسس أكبر وحدة عربية في العصر الحديث مستعيناً بالله وبسواعد الأوفياء من أبناء هذه الأرض الطيبة.
كانت هذه السنة صعبة على جميع سكان العالم بسبب جائحة «كورونا» التي ضربت كل شيء وعصفت بكل شيء لتصيب أكثر من 32 مليون إنسان وتحصد أرواح مئات الآلاف في شرق العالم وغربه، وفي مقدمتهم مواطنون سعوديون أبكانا رحيلهم وما زالت غصة فراقهم تلازمنا.
واجهت السعودية هذه الجائحة بأعلى درجات المسؤولية حاملة شعار «الإنسان أولاً» وسبقت معظم دول العالم في اتخاذ إجراءات احترازية صارمة لحماية أرواح مواطنيها، ولم تتأخر عن صرف المليارات على العلاج والتوعية، وعندما تحسن الوضع قليلاً خففت من القيود وطالبت الناس بالعودة إلى أعمالهم بحذر وباتباع الإجراءات الاحترازية، وما زالت حتى اليوم تسجل مئات الإصابات، أي أن «كوفيد 19» ما زال يتجول في شوارعنا ولم يتبخر، أو يختف، كما أن العالم حتى اليوم لم يجد علاجاً أو لقاحاً يقي من هذا الفايروس القاتل، وكل ما هنالك أخبار عن لقاحات تؤتي نتائج جيدة لم يتم تعميمها للاستخدام الدولي حتى الآن، أي أن البشرية ما زالت في قلب الخطر، بل إن كثيراً من الدول تشهد موجة ثانية من الجائحة هذه الأيام، ومع ذلك شاهدنا في بلادنا مولات ومجمعات تجارية ضربت بالإجراءات الوقائية المفروضة عليها عرض الحائط، مستغلة أفراح اليوم الوطني لتسويق نفسها عبر فتح أبوابها للمئات من المراهقين والغوغاء وغير المكترثين بصحتهم وصحة أحبابهم، وصنعت تجمعات لتصدير الوباء داخلها بشكل غير معقول أو مقبول.
من يشاهد مقاطع الفيديو المنتشرة في شبكات التواصل والمصورة داخل بعض المولات والمجمعات التجارية خلال اليوم الوطني سيصاب بالصدمة وخيبة الأمل، وربما ردد العبارة الشهيرة لمذيع قناة الإخبارية «ماذا أنتم فاعلون بنا؟».
إن استغلال حب الوطن والاحتفال به من قبل تلك المولات لتسويق نفسها، وإن كلف الأمر صناعة بؤر جديدة للموت وإفساد جهود الدولة في محاصرة الوباء مسألة لا يمكن تجاهلها أو التعامي عنها، بل ينبغي إيقاع أقسى العقوبات الممكنة عليها بما في ذلك الغرامات الضخمة والإغلاق لفترات طويلة أو إلى الأبد.
حب الوطن لا يتسق أبداً مع تصدير الموت من جديد لأبنائه ومن يصنع بؤر الوباء للمواطنين مستغلاً الاحتفال بالوطن هو عدو مبين أدرك ذلك أو لم يدرك ولا ينبغي أن يفلت من العقاب.
كاتب سعودي
Hani_DH@
هذه المشاعر الفياضة التي عبر عنها السعوديون ليست مستغربة أو حديثة، فهي متجذرة في نفوس أبناء هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، القائد الألمعي الذي أسس أكبر وحدة عربية في العصر الحديث مستعيناً بالله وبسواعد الأوفياء من أبناء هذه الأرض الطيبة.
كانت هذه السنة صعبة على جميع سكان العالم بسبب جائحة «كورونا» التي ضربت كل شيء وعصفت بكل شيء لتصيب أكثر من 32 مليون إنسان وتحصد أرواح مئات الآلاف في شرق العالم وغربه، وفي مقدمتهم مواطنون سعوديون أبكانا رحيلهم وما زالت غصة فراقهم تلازمنا.
واجهت السعودية هذه الجائحة بأعلى درجات المسؤولية حاملة شعار «الإنسان أولاً» وسبقت معظم دول العالم في اتخاذ إجراءات احترازية صارمة لحماية أرواح مواطنيها، ولم تتأخر عن صرف المليارات على العلاج والتوعية، وعندما تحسن الوضع قليلاً خففت من القيود وطالبت الناس بالعودة إلى أعمالهم بحذر وباتباع الإجراءات الاحترازية، وما زالت حتى اليوم تسجل مئات الإصابات، أي أن «كوفيد 19» ما زال يتجول في شوارعنا ولم يتبخر، أو يختف، كما أن العالم حتى اليوم لم يجد علاجاً أو لقاحاً يقي من هذا الفايروس القاتل، وكل ما هنالك أخبار عن لقاحات تؤتي نتائج جيدة لم يتم تعميمها للاستخدام الدولي حتى الآن، أي أن البشرية ما زالت في قلب الخطر، بل إن كثيراً من الدول تشهد موجة ثانية من الجائحة هذه الأيام، ومع ذلك شاهدنا في بلادنا مولات ومجمعات تجارية ضربت بالإجراءات الوقائية المفروضة عليها عرض الحائط، مستغلة أفراح اليوم الوطني لتسويق نفسها عبر فتح أبوابها للمئات من المراهقين والغوغاء وغير المكترثين بصحتهم وصحة أحبابهم، وصنعت تجمعات لتصدير الوباء داخلها بشكل غير معقول أو مقبول.
من يشاهد مقاطع الفيديو المنتشرة في شبكات التواصل والمصورة داخل بعض المولات والمجمعات التجارية خلال اليوم الوطني سيصاب بالصدمة وخيبة الأمل، وربما ردد العبارة الشهيرة لمذيع قناة الإخبارية «ماذا أنتم فاعلون بنا؟».
إن استغلال حب الوطن والاحتفال به من قبل تلك المولات لتسويق نفسها، وإن كلف الأمر صناعة بؤر جديدة للموت وإفساد جهود الدولة في محاصرة الوباء مسألة لا يمكن تجاهلها أو التعامي عنها، بل ينبغي إيقاع أقسى العقوبات الممكنة عليها بما في ذلك الغرامات الضخمة والإغلاق لفترات طويلة أو إلى الأبد.
حب الوطن لا يتسق أبداً مع تصدير الموت من جديد لأبنائه ومن يصنع بؤر الوباء للمواطنين مستغلاً الاحتفال بالوطن هو عدو مبين أدرك ذلك أو لم يدرك ولا ينبغي أن يفلت من العقاب.
كاتب سعودي
Hani_DH@