فور إعلان رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب انسحابه من مهمة تشكيل الحكومة بعد جهود استمرت قرابة شهر، ومبادرة فرنسية، وتدخل من الرئيس الفرنسي لتأمين توافق على تسمية أديب، اعتبرت باريس أن الأحزاب السياسية اللبنانية ارتكبت «خيانة جماعية»، بحسب رويترز.
وأضافت الوكالة، نقلا عن المصدر المقرب للرئيس إيمانويل ماكرون، قوله إن فرنسا لن تتخلى عن لبنان. وعليه، فهل ارتكبت الأحزاب السياسية اللبنانية «خيانة جماعية» بالفعل؟ وهل تقف فرنسا فعلا مع لبنان؟
وللإجابة لا بد من القول إن أول خطوة لأي علاج ناجح هو تسمية الأشياء بأسمائها، وأكتب ومن المفترض أن يكون الرئيس الفرنسي قد عقد مؤتمرا حول لبنان، ولا أعلم إذا كان سيسمي الأشياء بأسمائها، لكن مقولة «خيانة جماعية» هذه تظهر أن باريس تخطئ مجددا.
الجميع يعرف أن من أفشل المبادرة الفرنسية، وبالتالي حكومة أديب، هما المكونان الشيعيان حزب الله وحركة أمل اللتان أصرتا على ضرورة أن يكون وزير المالية بالحكومة العتيدة شيعيا، ورغم اقتراح سعد الحريري بقبول ذلك على أن يتولى أديب تسمية الوزير، إلا أنهما رفضا ذلك!
وبالتالي فإن هذا يعني أنه لا يمكن القول بأن الأحزاب السياسية قد ارتكبت «خيانة جماعية» بالمطلق، مع أن جميع الأحزاب تلام على ما وصل له حال لبنان اليوم، لكن من عطل وأفشل المبادرة الفرنسية هما المكونان الشيعيان حزب الله وأمل.
وهذا يعني أن القراءة الفرنسية الأولية للأزمة اللبنانية لم تكن دقيقة، أو قل عاطفية إثر انفجار مرفأ بيروت، حيث اعتقدت باريس أن فظاعة التفجير قد تحرك المكونات اللبنانية، ومنها حزب الله وحركة أمل، مما يجعلهما يغلبان المصلحة العامة، وهنا وقعت باريس في خطأ آخر.
والخطأ الفرنسي هنا هو عدم إقرار باريس بأن مشروع حزب الله، ومعه حركة أمل، ليس إصلاح لبنان، أو استقراره، بل همهم خدمة المشروع الإيراني، وحزب الله الأكثر وضوحا بذلك، ورغم كل هذا تصر باريس على الخطأ، وتواصل القول بأن لدى حزب الله جناحا سياسيا، وآخر عسكريا.
وعليه فلا يمكن اتهام كل الأحزاب اللبنانية بارتكاب «خيانة جماعية»، وإنما حزب الله، وحركة أمل فقط، كما لا يمكن القول إن المبادرة الفرنسية جادة طالما أنها غير قادرة على توصيف حزب الله بالتوصيف الصحيح، وهو حزب إرهابي، وذراع لإيران، وهذا ما يردده اللبنانيون، وحتى الشيعة منهم.
ولذا فقد كان متوقعا منذ البداية عدم نجاح المبادرة الفرنسية، ولأسباب عدة، فلا أحد مستعد لقبول لبنان يدار من جماعة إرهابية مثل حزب الله، كما لا يمكن لحزب إرهابي أن يفكر بمصلحة دولة.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
وأضافت الوكالة، نقلا عن المصدر المقرب للرئيس إيمانويل ماكرون، قوله إن فرنسا لن تتخلى عن لبنان. وعليه، فهل ارتكبت الأحزاب السياسية اللبنانية «خيانة جماعية» بالفعل؟ وهل تقف فرنسا فعلا مع لبنان؟
وللإجابة لا بد من القول إن أول خطوة لأي علاج ناجح هو تسمية الأشياء بأسمائها، وأكتب ومن المفترض أن يكون الرئيس الفرنسي قد عقد مؤتمرا حول لبنان، ولا أعلم إذا كان سيسمي الأشياء بأسمائها، لكن مقولة «خيانة جماعية» هذه تظهر أن باريس تخطئ مجددا.
الجميع يعرف أن من أفشل المبادرة الفرنسية، وبالتالي حكومة أديب، هما المكونان الشيعيان حزب الله وحركة أمل اللتان أصرتا على ضرورة أن يكون وزير المالية بالحكومة العتيدة شيعيا، ورغم اقتراح سعد الحريري بقبول ذلك على أن يتولى أديب تسمية الوزير، إلا أنهما رفضا ذلك!
وبالتالي فإن هذا يعني أنه لا يمكن القول بأن الأحزاب السياسية قد ارتكبت «خيانة جماعية» بالمطلق، مع أن جميع الأحزاب تلام على ما وصل له حال لبنان اليوم، لكن من عطل وأفشل المبادرة الفرنسية هما المكونان الشيعيان حزب الله وأمل.
وهذا يعني أن القراءة الفرنسية الأولية للأزمة اللبنانية لم تكن دقيقة، أو قل عاطفية إثر انفجار مرفأ بيروت، حيث اعتقدت باريس أن فظاعة التفجير قد تحرك المكونات اللبنانية، ومنها حزب الله وحركة أمل، مما يجعلهما يغلبان المصلحة العامة، وهنا وقعت باريس في خطأ آخر.
والخطأ الفرنسي هنا هو عدم إقرار باريس بأن مشروع حزب الله، ومعه حركة أمل، ليس إصلاح لبنان، أو استقراره، بل همهم خدمة المشروع الإيراني، وحزب الله الأكثر وضوحا بذلك، ورغم كل هذا تصر باريس على الخطأ، وتواصل القول بأن لدى حزب الله جناحا سياسيا، وآخر عسكريا.
وعليه فلا يمكن اتهام كل الأحزاب اللبنانية بارتكاب «خيانة جماعية»، وإنما حزب الله، وحركة أمل فقط، كما لا يمكن القول إن المبادرة الفرنسية جادة طالما أنها غير قادرة على توصيف حزب الله بالتوصيف الصحيح، وهو حزب إرهابي، وذراع لإيران، وهذا ما يردده اللبنانيون، وحتى الشيعة منهم.
ولذا فقد كان متوقعا منذ البداية عدم نجاح المبادرة الفرنسية، ولأسباب عدة، فلا أحد مستعد لقبول لبنان يدار من جماعة إرهابية مثل حزب الله، كما لا يمكن لحزب إرهابي أن يفكر بمصلحة دولة.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com