-A +A
إياد عبدالحي
لكلٍ منّا «جاهلية»

أيام من تلك التي تُقرع فيها كأس (الحماسَة) بكأس (اللا مبالاة)..!


• آسف على التعميم

• لذا أعتقد أن عليّ إنهاء الجملة بقولي: «سلامة الطيبين»

• في تلك الأيام الخوالي تجدنا متعصبين لآرائنا.. ننظر بشزر نحو الآخر.. نتأبط العبارات اللاذعة.. نبحث بين طيّات ردودنا عن تعابير عاقدة الحاجبين.. متجهمة.. بل وعابسة.. حوارنا نافِر لا يبحث عن تلاق.. ونقاشنا بيزنطي آخره فراق.. نمارس التهكم، نسخَر إلى حد الإسفاف، ونتصادم صبح مساء.. الانتصار للرأي والويل والثبور لمن يعارضه.. فلا نكترث بالأضرار.. ونُكثر من قول: «طُـــز»..!

• بعد حين.. وهذا الحين زمن مترامي السنين.. يستعمر الشّيبُ فيه رؤوسَنا، وتستوطن أقليات من التجاعيد ملامحَنا، فننظر لمرآة نقدِنا للذات بتمعّن.. ونحاول هندمة أصواتنا بما يليق بوقار العُمر الذي بلغناه..

• ولكن...

• ما بال أقوامٍ قد بلغوا من العمر عتيّا ترى الواحد منهم وكأنه ما زال صبيّا..!

• متصابون رغم الشّيب.. لا تردعهم كلمة (عيب)..!

• في الأثر أن نبي الله إبراهيم، حين سأل ربَّه عن شعرةٍ بيضاء رآها في رأسه جاء له الجواب بأنها: «وقار»..

• والوقار رزانة ورصانة.. حِلم وأناة.. حكمة..!

• فهل هم صبغوا وقارهم بالسواد كما يُصبغ الشَعر به..؟

• فاستبدلوا الرزانة بالطيش.. والرصانة بالحُمق.. وزادوا عليهما قُبح لفظ وسوء غمزٍ ولمز.. ثم مرّغوا كل ذلك بالشتم والسُباب..!

• أما مِن رادعٍ (ذاتي) لجهالتهم..؟ أما مِن حُمرة خجلٍ في داخلهم..؟ أما مِن تأنيب وملامةٍ تعتريهم..؟

• إلى متى تستمر مراهقة أفكارهم..؟ إلى متى تظل سفاهة عقولهم وألسنتهم..؟ إلى متى كل هذا (التصابي) رغم التقدّم في العُمر..؟

نهاية:

‏- ما جديدك..؟

‏- أنا أتقدم

‏- رائع.. ولكن بماذا..؟

‏- بالعمر !

iyad_abdualhay@