-A +A
حمود أبو طالب
وكأن العالم لم يكتفِ بمسلسل المفاجآت لعام 2020 كي تتصاعد الدراما وترتفع حدة الترقب لما سيحدث بعد أن أعلن البيت الأبيض قبل يومين إصابة سيده بفايروس كورونا، ذلك الذي قلب موازين العالم وأشعل فتيل التوتر بين أمريكا والصين، وجعل الرئيس ترمب يسميه بالفايروس الصيني، في تلميح إلى مسؤولية الصين عن الكارثة التي حلت بالبشرية.

قل ما تشاء عن الإدارة الأمريكية، والسياسة الخارجية الأمريكية، فمهما رأيناها سيئة بغض النظر عن طبيعة الانتماء الحزبي للرئيس وطاقمه، أو الكونجرس، أو طبيعة عمل المؤسسات الجبارة التي تدير من الظل المهام الكبرى، فرغم ذلك كله هناك دستور عظيم يلزم بالإفصاح والشفافية، وينظم إدارة البلاد في أسوأ الظروف المفاجئة.


لقد علم العالم على الفور نبأ إصابة الرئيس ترمب بالمرض، لا مجال للتعتيم ولا إمكانية للتكتم، وهذا لا يحدث في الأنظمة الشمولية حتى في الدول الكبرى لأن الرئيس فوق الدستور وفوق الشعب، صحته سر من الأسرار القومية الخطيرة. هذا لا يحدث في أمريكا، فمنذ صباح الجمعة ونحن نتابع كل الخطوات التي تم اتخاذها بشأن صحة الرئيس، كل التفاصيل عرفها العالم، وكل التدابير للتعامل مع الاحتمالات ليست موضع الاجتهاد، هي هناك بين سطور الدستور الذي يدير تلك البلاد العظيمة لأكثر من قرنين ونصف من الزمن.

كل شيء في العالم تأثر بمجرد إعلان إصابة الرئيس دونالد ترمب بالمرض، وذلك لسبب بديهي هو أنه رئيس أقوى دولة في العالم، ورغم أن مرضه يأتي في فترة حرجة قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر إلا أن الشعب الأمريكي لا يخالجه القلق لأنه يحتكم إلى دستور ودولة مؤسسات جاهزة لكل الفرضيات، وهذا أحد أهم أسباب القوة والعظمة.

habutalib@hotmail.com