لا يمكن النظر لمفاوضات اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وبرعاية أمريكية، بأنه خبر عادي، بل هو قصة أكبر. عمليا يعتبر لبنان الآن ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل بعد الإمارات، والبحرين، لكن دون تطبيع.
إعلان نبيه بري زعيم حركة أمل، حليف حزب الله الإرهابي، وأبرز مدعي المقاومة والممانعة، عن اتفاق إطار مع إسرائيل «يرسم الطريق للمفاوض اللبناني الذي سيتولاه الجيش... وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية» وعبر مفاوضات غير مباشرة تخفيف غير صحيح، كون أن ما يتردد الآن أنها مفاوضات مباشرة في بلدة الناقورة يجلس المتفاوضون فيها تحت سقف واحد.
نقول قصة كبيرة لأننا أمام تفاوض إسرائيلي لبناني، وبرعاية أمريكية، مما يعني أن إسرائيل «ليست الكيان الغاصب» الآن بأعين المقاومة والممانعة، حيث لم نسمع رفضا إيرانيا، أو تبجحا إعلاميا قطريا، ولا صراخ أردوغان.
كما لم نسمع خطباً رنانة من القادة الفلسطينيين عن خيانة المقاومة والممانعة للقضية الفلسطينية، فاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تعني بالنهاية اعتراف لبناني بإسرائيل، وإلا كيف ترسم حدودك مع بلد لا تعترف به!
التفاوض مع إسرائيل يعني اعترافا بها، وبحدودها، وأين يحق لإسرائيل رفع علمها، وأين يمكن أن تنشر جيشها، وكل ذلك يعني أن لبنان، فعليا، ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل بعد الإمارات والبحرين، لكن دون تطبيع!
والأمر الآخر هنا لا يقف عند التفاوض اللبناني الإسرائيلي، بل إن الراعي للاتفاق هو الولايات المتحدة، ورغم ذلك لم نسمع صراخا من إعلام، وقيادات، المقاومة والممانعة الكذابة حول الدور الأمريكي، خصوصاً أن كل حليف، أو صديق، لأمريكا كان يوصم بالتبعية، والعمالة.
اليوم لا نسمع نقدا لبري، ولم يخرج حسن امونيا، زعيم حزب الله الإرهابي منتقدا الاتفاق، أو الرعاية الأمريكية، ولم تعترض طهران على وساطة واشنطن!
والأدهى أن الصمت الإيراني، وصمت حزب الله، على الوساطة الأمريكية لمفاوضات لبنان وإسرائيل يأتي في الوقت الذي تردد فيه إيران، ومثلها حزب الله، أنهم في طور القيام بعمل ما للانتقام من عملية اغتيال إدارة ترمب لقاسم سليماني الذي بكاه حسن امونيا.
وربما تؤجل إيران، ومعها الحزب، عملية الانتقام نظرا لانشغال الولايات المتحدة بالوساطة بين اللبنانيين والإسرائيليين، وذلك على أمل وجود الغاز، الذي كان مصدر انتقاد لنا بالأمس!
وعليه فنحن أمام مهزلة ونفاق صارخ يستحق التركيز الإعلامي لفضح مدعي المقاومة والممانعة كذبا، والذين يغررون بالرأي العام، ويستخدمون الصراع مع إسرائيل ذريعة لجرائمهم بحق منطقتنا، ودولنا، ثم يسعون لمفاوضات حدودية مع إسرائيل، وبرعاية أمريكية، على أمل اكتشاف الغاز.
tariq@al-homayed.com
إعلان نبيه بري زعيم حركة أمل، حليف حزب الله الإرهابي، وأبرز مدعي المقاومة والممانعة، عن اتفاق إطار مع إسرائيل «يرسم الطريق للمفاوض اللبناني الذي سيتولاه الجيش... وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية» وعبر مفاوضات غير مباشرة تخفيف غير صحيح، كون أن ما يتردد الآن أنها مفاوضات مباشرة في بلدة الناقورة يجلس المتفاوضون فيها تحت سقف واحد.
نقول قصة كبيرة لأننا أمام تفاوض إسرائيلي لبناني، وبرعاية أمريكية، مما يعني أن إسرائيل «ليست الكيان الغاصب» الآن بأعين المقاومة والممانعة، حيث لم نسمع رفضا إيرانيا، أو تبجحا إعلاميا قطريا، ولا صراخ أردوغان.
كما لم نسمع خطباً رنانة من القادة الفلسطينيين عن خيانة المقاومة والممانعة للقضية الفلسطينية، فاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تعني بالنهاية اعتراف لبناني بإسرائيل، وإلا كيف ترسم حدودك مع بلد لا تعترف به!
التفاوض مع إسرائيل يعني اعترافا بها، وبحدودها، وأين يحق لإسرائيل رفع علمها، وأين يمكن أن تنشر جيشها، وكل ذلك يعني أن لبنان، فعليا، ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل بعد الإمارات والبحرين، لكن دون تطبيع!
والأمر الآخر هنا لا يقف عند التفاوض اللبناني الإسرائيلي، بل إن الراعي للاتفاق هو الولايات المتحدة، ورغم ذلك لم نسمع صراخا من إعلام، وقيادات، المقاومة والممانعة الكذابة حول الدور الأمريكي، خصوصاً أن كل حليف، أو صديق، لأمريكا كان يوصم بالتبعية، والعمالة.
اليوم لا نسمع نقدا لبري، ولم يخرج حسن امونيا، زعيم حزب الله الإرهابي منتقدا الاتفاق، أو الرعاية الأمريكية، ولم تعترض طهران على وساطة واشنطن!
والأدهى أن الصمت الإيراني، وصمت حزب الله، على الوساطة الأمريكية لمفاوضات لبنان وإسرائيل يأتي في الوقت الذي تردد فيه إيران، ومثلها حزب الله، أنهم في طور القيام بعمل ما للانتقام من عملية اغتيال إدارة ترمب لقاسم سليماني الذي بكاه حسن امونيا.
وربما تؤجل إيران، ومعها الحزب، عملية الانتقام نظرا لانشغال الولايات المتحدة بالوساطة بين اللبنانيين والإسرائيليين، وذلك على أمل وجود الغاز، الذي كان مصدر انتقاد لنا بالأمس!
وعليه فنحن أمام مهزلة ونفاق صارخ يستحق التركيز الإعلامي لفضح مدعي المقاومة والممانعة كذبا، والذين يغررون بالرأي العام، ويستخدمون الصراع مع إسرائيل ذريعة لجرائمهم بحق منطقتنا، ودولنا، ثم يسعون لمفاوضات حدودية مع إسرائيل، وبرعاية أمريكية، على أمل اكتشاف الغاز.
tariq@al-homayed.com