جاء في كتاب الدكتور طه حسين الوعد الحق «إنما هو غلام أجنبي حليف، يعيش كأمثاله من هذه الأخلاط التي تعيش في مكة ساعية إلى رزقها أيسر السعي... وكان التاريخ في ذلك الوقت، كما كان في أكثر الأوقات أرستقراطياً لا يحفل إلا بالسادة».
إن نظام الإقامة نظام موجود بقواعد وأعراف تختلف من مكان لآخر؛ فقد كان على الأجنبي الذي يرغب في الإقامة بمكة أن يجد له حليفاً يوفر له الأمن والأمان لكي يتفرغ لكسب رزقه.
وكما يقول الدكتور وائل حلاق في كتابه نشأة الفقه الإسلامي: «كان المجتمع المكي بسبب هذا الامتزاج فريداً في الجزيرة العربية، إذ يضم بين صفوفه عناصر غير قبلية... فقد كان التجار الأجانب والعبيد الأفارقة والجواري المغنيات وعابرو السبيل والمستضعفون يجدون مكاناً لهم في هذه المدينة».
ومن هؤلاء تاجر بيزنطي اسمه أنساطاسيوس (عُرب بنسطاس) مولى لصفوان بن أمية، وكذلك صهيب الرومي مولى لعبدالله بن جدعان بن كلب. كما استقبلت مكة أقباطا ومصريين وفرسا وأحباشا.
أما عن تأشيرات السفر فقد جاء في الإصحاح الثاني من العهد القديم (التوراة)، الذي يعود تاريخه إلى 450 عاماً قبل الميلاد، «أرسل الملك أرتكسركس الفارسي إذن سفر ورسالة إلى ولاة خارج النهر مع نحميا، طالباً منهم السماح له بالمرور الآمن في أثناء سفره عبر أراضيهم لإعمار القدس».
إن الإيلاف الذي أشار إليه القرآن عن رحلة الشتاء والصيف هو نوع من الإذن بالسفر الآمن، الأمر الذي مكن قريش من السفر عبر مناطق خارج حدودها بأمن وأمان.
وقد سنَّ البرلمان البريطاني عام 1414م قانوناً يعطي للملك هنري الخامس صلاحية إصدار وثيقة «سلوك آمن» لأي شخص سواء كان إنكليزياً أم لا.
كان السفر في الماضي لا يتطلب الحصول على جواز سفر وقد حُددت معايير جوازات السفر في مؤتمرين نظمتهما عصبة الأمم، أحدهما بباريس في عام 1920، والآخر بجنيف في عام 1926.
أن نظرة المجتمع للآخر باحترام دليل على تقدم الأمة وتطورها، لهذا جعل الدستور الأمريكي لكل إنسان يقيم على أرض الولايات المتحدة الأمريكية حقوقاً متساوية. وجاء في التعديل الرابع عشر: «... كما لا يجوز لأية ولاية أن تحرم أي شخص من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون مراعاة الإجراءات القانونية الأصولية. ولا أن تَحرم أي شخص خاضع لسلطانها من المساواة في حماية القوانين».
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».
لا يستطيع شعب من الشعوب الإنسانية المتحضرة أن يكون في معزل عن الآخر؛ فالتواصل من خلال السفر والإقامة الآمنة نعمة من الله بها على عباده، وهي دليل على الانفتاح والتطور والنماء والازدهار.
كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com
إن نظام الإقامة نظام موجود بقواعد وأعراف تختلف من مكان لآخر؛ فقد كان على الأجنبي الذي يرغب في الإقامة بمكة أن يجد له حليفاً يوفر له الأمن والأمان لكي يتفرغ لكسب رزقه.
وكما يقول الدكتور وائل حلاق في كتابه نشأة الفقه الإسلامي: «كان المجتمع المكي بسبب هذا الامتزاج فريداً في الجزيرة العربية، إذ يضم بين صفوفه عناصر غير قبلية... فقد كان التجار الأجانب والعبيد الأفارقة والجواري المغنيات وعابرو السبيل والمستضعفون يجدون مكاناً لهم في هذه المدينة».
ومن هؤلاء تاجر بيزنطي اسمه أنساطاسيوس (عُرب بنسطاس) مولى لصفوان بن أمية، وكذلك صهيب الرومي مولى لعبدالله بن جدعان بن كلب. كما استقبلت مكة أقباطا ومصريين وفرسا وأحباشا.
أما عن تأشيرات السفر فقد جاء في الإصحاح الثاني من العهد القديم (التوراة)، الذي يعود تاريخه إلى 450 عاماً قبل الميلاد، «أرسل الملك أرتكسركس الفارسي إذن سفر ورسالة إلى ولاة خارج النهر مع نحميا، طالباً منهم السماح له بالمرور الآمن في أثناء سفره عبر أراضيهم لإعمار القدس».
إن الإيلاف الذي أشار إليه القرآن عن رحلة الشتاء والصيف هو نوع من الإذن بالسفر الآمن، الأمر الذي مكن قريش من السفر عبر مناطق خارج حدودها بأمن وأمان.
وقد سنَّ البرلمان البريطاني عام 1414م قانوناً يعطي للملك هنري الخامس صلاحية إصدار وثيقة «سلوك آمن» لأي شخص سواء كان إنكليزياً أم لا.
كان السفر في الماضي لا يتطلب الحصول على جواز سفر وقد حُددت معايير جوازات السفر في مؤتمرين نظمتهما عصبة الأمم، أحدهما بباريس في عام 1920، والآخر بجنيف في عام 1926.
أن نظرة المجتمع للآخر باحترام دليل على تقدم الأمة وتطورها، لهذا جعل الدستور الأمريكي لكل إنسان يقيم على أرض الولايات المتحدة الأمريكية حقوقاً متساوية. وجاء في التعديل الرابع عشر: «... كما لا يجوز لأية ولاية أن تحرم أي شخص من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون مراعاة الإجراءات القانونية الأصولية. ولا أن تَحرم أي شخص خاضع لسلطانها من المساواة في حماية القوانين».
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».
لا يستطيع شعب من الشعوب الإنسانية المتحضرة أن يكون في معزل عن الآخر؛ فالتواصل من خلال السفر والإقامة الآمنة نعمة من الله بها على عباده، وهي دليل على الانفتاح والتطور والنماء والازدهار.
كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com