صدر مؤخراً كتاب بعنوان: «ساحات المعارك.. القتال للدفاع عن العالم الحر» للجنرال هيربرت ريموند ماكماستر، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس ترامب، والمساهم في وضع أُسس برنامج مكافحة التمرّد للجنرال ديفيد بترايوس في العراق.
والجنرال ماكماستر هو جنرال من فئة ثلاثة نجوم، وحاصل على الدكتوراه في التاريخ. وفي كتابه الموزع على أجزاء، منها جزء خاص بالشرق الأوسط، يتحدث عن تجربته في العراق، ولقاءٍ له مع السيد حيدر العبادي عام 2017 بواشنطن، حين كان العبادي رئيساً لوزراء العراق.
ويصف الجنرال ماكماستر علاقته بالعبادي قائلاً: إنها بدأت منذ عام 2005، ومصوراً العبادي عضو حزب الدعوة الشيعي، وهو على غرار الإخوان المسلمين سنياً، بحسب الجنرال نفسه بالكتاب، وإنه الرجل الذي ينبذ الطائفية!
ويروي الجنرال ماكماستر في كتابه حوارات له مع العبادي ومنها أن بشار الأسد، وإيران، استغلا حزب الله، وحماس، وباقي الفصائل، و«القاعدة»، وغيرها، لاستهداف العراق طائفياً، وإرهابياً.
وبينما كنت أقرأ كتاب الجنرال كنت أتساءل بذهول عن أي عبادي يتحدث؟ الذي نعرفه، أم غيره؟
وهنا سأروي قصةً موثقةً للعبادي الذي أعرفه. كتبت يوم كنت رئيس تحرير الشرق الأوسط مقالاً انتقدت فيه عدم تمرير المادة 50 بالدستور العراقي، والمتعلقة بحماية الأقليات، وتحديداً المسيحيين. يومها غضب العبادي وأصدر بياناً هاجم فيه صحيفة الشرق الأوسط، وأسماها بالتكفيرية، وهاجمني.
وعلى إثر ذلك كان ردي بمقال قلت فيه: «في 14 فبراير 2007 زارني حيدر العبادي في مكتبي بلندن، ودار حديث بيننا، قلت فيه إنه من الصعب رؤية العراق كدولة ذات نظام إسلامي، على غرار إيران».
حينها «احتج العبادي، وكان سؤالي: بأي رؤية دينية ستحكم السنة والشيعة، والديانات الأخرى؟ أصر العبادي، فكان تعليقي: كيف يقول هذا الكلام حليف لأمريكا، فهل أسقطت واشنطن صدام لتأتي بحكومة إسلامية»؟
يومها، ولا أنساها ما حييت، أجابني السيد العبادي، ووسط ذهول الحاضرين قائلاً: «بعد 11 سبتمبر كانت أمريكا ثوراً هائجاً ركبناه لإسقاط صدام»! وعليه فإن السؤال للجنرال ماكماستر، وغيره من الأمريكيين، ساسة ومعلقين، وكذلك أحرار العراق هو: كيف أصبح العبادي رجلَ دولةٍ ينبذ التطرف؟
وكم خُدع الأمريكيون، والعراقيون، والمنطقة، بشخصيات تدعي الحرية، والإيمان بالديموقراطية، وكل همها خديعة «الثور الأمريكي الهائج»، بزمن جورج بوش الابن، أو الثور الهادئ بزمن باراك أوباما؟
خلاصة القول، هذه ليست قصة شخصية، بل قصة للعبرة والتأمل، كون أن الغرب مخدوع ويخدع بأشخاص يدعون الحرية، وحقوق الإنسان، والإيمان بالديموقراطية وهم أبعد الناس عن ذلك، والإشكالية كلها تكمن بأننا لا نتقن رواية قصتنا مقابل هؤلاء المدعين.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
والجنرال ماكماستر هو جنرال من فئة ثلاثة نجوم، وحاصل على الدكتوراه في التاريخ. وفي كتابه الموزع على أجزاء، منها جزء خاص بالشرق الأوسط، يتحدث عن تجربته في العراق، ولقاءٍ له مع السيد حيدر العبادي عام 2017 بواشنطن، حين كان العبادي رئيساً لوزراء العراق.
ويصف الجنرال ماكماستر علاقته بالعبادي قائلاً: إنها بدأت منذ عام 2005، ومصوراً العبادي عضو حزب الدعوة الشيعي، وهو على غرار الإخوان المسلمين سنياً، بحسب الجنرال نفسه بالكتاب، وإنه الرجل الذي ينبذ الطائفية!
ويروي الجنرال ماكماستر في كتابه حوارات له مع العبادي ومنها أن بشار الأسد، وإيران، استغلا حزب الله، وحماس، وباقي الفصائل، و«القاعدة»، وغيرها، لاستهداف العراق طائفياً، وإرهابياً.
وبينما كنت أقرأ كتاب الجنرال كنت أتساءل بذهول عن أي عبادي يتحدث؟ الذي نعرفه، أم غيره؟
وهنا سأروي قصةً موثقةً للعبادي الذي أعرفه. كتبت يوم كنت رئيس تحرير الشرق الأوسط مقالاً انتقدت فيه عدم تمرير المادة 50 بالدستور العراقي، والمتعلقة بحماية الأقليات، وتحديداً المسيحيين. يومها غضب العبادي وأصدر بياناً هاجم فيه صحيفة الشرق الأوسط، وأسماها بالتكفيرية، وهاجمني.
وعلى إثر ذلك كان ردي بمقال قلت فيه: «في 14 فبراير 2007 زارني حيدر العبادي في مكتبي بلندن، ودار حديث بيننا، قلت فيه إنه من الصعب رؤية العراق كدولة ذات نظام إسلامي، على غرار إيران».
حينها «احتج العبادي، وكان سؤالي: بأي رؤية دينية ستحكم السنة والشيعة، والديانات الأخرى؟ أصر العبادي، فكان تعليقي: كيف يقول هذا الكلام حليف لأمريكا، فهل أسقطت واشنطن صدام لتأتي بحكومة إسلامية»؟
يومها، ولا أنساها ما حييت، أجابني السيد العبادي، ووسط ذهول الحاضرين قائلاً: «بعد 11 سبتمبر كانت أمريكا ثوراً هائجاً ركبناه لإسقاط صدام»! وعليه فإن السؤال للجنرال ماكماستر، وغيره من الأمريكيين، ساسة ومعلقين، وكذلك أحرار العراق هو: كيف أصبح العبادي رجلَ دولةٍ ينبذ التطرف؟
وكم خُدع الأمريكيون، والعراقيون، والمنطقة، بشخصيات تدعي الحرية، والإيمان بالديموقراطية، وكل همها خديعة «الثور الأمريكي الهائج»، بزمن جورج بوش الابن، أو الثور الهادئ بزمن باراك أوباما؟
خلاصة القول، هذه ليست قصة شخصية، بل قصة للعبرة والتأمل، كون أن الغرب مخدوع ويخدع بأشخاص يدعون الحرية، وحقوق الإنسان، والإيمان بالديموقراطية وهم أبعد الناس عن ذلك، والإشكالية كلها تكمن بأننا لا نتقن رواية قصتنا مقابل هؤلاء المدعين.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com