-A +A
منى العتيبي
أكثر معوقات العمل الإداري وتخلفه عن ركب التنمية والتطوير هو الهدر في الجهد والوقت، كلاهما يعدان جوهر الإعاقة الإدارية، ويأتي هذا الهدر لأسباب متنوعة وعديدة بعضها ملحوظ وبعضها غير ملحوظ.

أول معوق لهذا الهدر هو «توضيح الواضحات» حيث يضيع الوقت والجهد حين نتخذ أكثر من إجراء إداري في أمر مفهوم يكفيه إجراء واحد، يكفيه تعميم أو خطاب إداري، ولكن قلة الوعي عند قائد المنظومة أو المؤسسة يأخذه إلى الانشغال وإنهاك نفسه واستهلاكها في «توضيح الواضحات» بحجة مستوى الوعي المنخفض عند موظفيه وانشغالهم أحياناً في أعمال أخرى.


هناك في أعمالنا الإدارية تأتي إجراءات واضحة يعرفها الجاهل قبل العارف، ولكن نجد بعض القادة يشتغلون عليها بسلسلة من الإجراءات التي تشمل اللقاءات والأعمال بحجة ضرورة التثقيف! وفي الحقيقة هذه الحالة الإدارية لا تعدو كونها قصة إن البقر تشابه علينا!

هذا الأسلوب من العمل الإداري في رأيي هو أسّ المشكلة في غياب القيادة المحنكة التي نعاني منها، فكيف نستطيع أن نصنع قادة ونحن كل مرة نوضح الواضح في سلسلة تستوجب عدداً من الإجراءات؟ كيف أستطيع أن أصنع من الموظفين مُديرين يتقنون فن الإدارة ويتميزون بالذكاء الإداري والحنكة الاستشرافية التي ستقودهم فيما بعد إلى مرحلة القيادة وأنا أتعامل مع غبائهم بغباء؟! حيث من المفترض على القائد أن يرفع الموظفين إلى مستواه وألا يهبط إلى مستواهم ولا ينزل لهم كي يصنعهم، ويدربهم بالابتعاد عن توضيح الواضحات عن هدر الوقت وتشتيت الجهود واستنزافها في توضيح الواضحات وإشغالهم بالأمور الروتينية.

الإدارة التقليدية بأسلوبها الروتيني وإجراءاتها المكرورة لا تتواكب مع متطلبات الوطن حاليّاً التي تستهدف السرعة في الإنجاز والسرعة في بلوغ الهدف، ومواكبة رؤية ولي العهد المباركة.

نحن بحاجة إلى صناعة قادة «لمّاحين» يقرأون آخر السطر قبل أوله.. يجتهدون.. يبحثون.. يصنعون الفرق، لأنه أخيراً هو كقائد لا يصنع أفراداً، بل يصنع وطناً.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com