في ظل الصعود المرعب والمتصاعد لأعداد الإصابات والوفيات بسبب جائحة كوفيد 19 مجددا في دول القارة الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، والهند ودول الشرق الأوسط، بات الحديث عن حدوث الموجة الثانية من الجائحة مسألة مؤكدة تماما كما توقعها بعض علماء الفايروسات في بداية حدوث الأزمة الصحية، وأكدوا أن هناك موجة ثانية ستأتي في فصل الخريف، من المرجح أن تستمر من شهر نوفمبر إلى نهاية شهر فبراير من بداية العام القادم. وعلى الصعيد المحلي، بدأ الحديث المقلق عن إمكانية العودة إلى إجراءات الحظر للتعامل مع «استهتار الناس» بالإجراءات الصحية الاحترازية، وبعدهم عن لبس الكمامة وتطبيق التباعد الاجتماعي. ويجيء هذا القلق مع الإجراءات الشديدة التي عادت للتطبيق في دول عربية وأوروبية، والسعودية لن تكون بعيدة هي الأخرى عن إجراءات مماثلة، خصوصا بعد التحذير الأخير، الذي جاء على لسان وزير الصحة، يحذر فيه بصريح العبارة، أنه من الممكن اتخاذ إجراءات صارمة مجددا نظرا لاستهتار الناس بالإجراءات الاحترازية المطلوب اتباعها بصرامة. وهذا يفتح الباب على الأثر الذي تركته الأرقام المتدنية لأعداد الإصابات بالجائحة، والتي تصدر يوميا بشكل رسمي من قبل وزارة الصحة على الناس، وقد تكون هذه الأرقام بمثابة «مخدر كلي»، جعل الناس تكسر حاجز الخوف، وتعود للعيش بأسلوب حياتها الطبيعي. وطبعا هذا أدى إلى تساؤل في منهجية الأرقام «الجديدة» التي تصدر من الوزارة، وإذا كانت الوزارة اتبعت أسلوبا جديدا ومختلفا في تحديد تعريف المصاب بالفايروس وبالتالي الإعلان عنه. الأيام القادمة مهمة وحاسمة في معرفة اتجاه التعامل مع الجائحة، في ظل الأرقام المتصاعدة عالميا. لا تزال المسؤولية تقع على الأفراد بشكل أساسي، ولكن الخوف يبقى أن زيادة الإهمال الفردي في الإجراءات المفروض اتباعها، ستحول الموضوع إلى إخفاق جماعي يتطلب تدخلا حازما، وهذا وضع كارثي على اقتصاد البلاد نحن في غنى عنه. كل الأمل أن يكون هناك وعي جماعي لخطورة ما يحصل اليوم وفداحة ما قد يحصل في حالة الحظر.
hashobokshi@gmail.com
كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com
كاتب سعودي