لا يمكن تفسير خطاب ماكرون إلا أنه المكيال بحسب المزاج الغربي الذي يرى في كل حديث أو تصرف أو موقف فيه دفاع عن الإسلام أنه ضد (حرية التعبير) بينما الإساءة إلى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم تندرج تحت حرية التعبير!! أي حرية عنها يتحدثون ونحن نرى رسولنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة يصور برسم كاريكاتوري بشكل مسيء ويظهر الأحمق ليعلن استمرار ذلك بل ويجعله تحت بند الحرية!
ليعلم هو ومن يرى رأيه الغبي جدا أن حرية الأديان مقدسة وعدم الإساءة للرموز الدينية أصل في ديننا الإسلامي، فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام نهى عن سب دين الآخر حتى لا يتجاوز الآخر بسب ديننا، هذه القيم الأخلاقية الإنسانية التي لا يعرفها وريث الثورة الفرنسية، التي كان من أهم بنودها احترام الحقوق والحريات وذهبت المواثيق الدولية لتؤكد على ذلك.
هذه الصورة الظاهرة والقشرة الخارجية تحكي قصة صراع عميق وأليم بين الغرب والشرق؛ صراع قديم يتجدد في كل مرة بنفس الآليات والأدوات وبذات الفكر الذي يتزعمه، فالخطاب الفرنسي مثلا يتمترس خلف الدفاع عن (العلمانية) التي يراها الغرب على مقاسهم فقط فهي من إنتاجهم وهذا صحيح ولكن هناك في المقابل (خطاب إسلامي) لابد أن يفهمه الغرب ويدرسونه جيداً لأن هذا الخطاب خلفه مليار مسلم!
وخلف هذين الخطابين تاريخ طويل من العداء وأنهار من الدماء رغم ما استفاده كل منهما من الآخر! إذن حتى نصل إلى فهم وتحليل لهذا (الخطاب) الذي أفرز لنا ثقافة الكراهية بينهما لابد من دراسته وتحديد ملامحه والفصل بين أنواع الخطابات حتى لا تحدث مثل هذه الأحداث المأساوية فيظهر أحمق آخر مثل ماكرون لا يعي حقيقة ما يحدث.
خطورة الموقف الغبي الذي تبناه ماكرون للأسف تتيح لخطابات متطرفة من الطرفين بظهور تلك الخطابات التي تعزف على وتر العاطفة المشتعلة في صدور العامة للفوز بالتعاطف المطلق وهو توجه خطير جدا لأنه يستخدم الإسلام كأداة فحول بذلك (القيمة) إلى (هدف) نفعي براجماتي صرف لتميل الكفة إلى صالحه! ولن ينقذنا من هذا المنعطف المفاهيمي الخطير إلى دراسة متأنية وعميقة للخطاب للخروج بنتائج موضوعية يكون الإعلام والتعليم هما المنقذان لهذه الأجيال التي رفضت الحوار مع الآخر واستبدلته بالقتل البديل الجاهز الحاضر عن الكلمة عن الحوار!
الخطاب نسق من العلامات الدالة الخاصة بالأفراد والمجموعات أو حتى الموضوعات، وكل نسق منها له سمات خلافية تميزه عن غيره، وهذه السمات هي التي يقوم بضبطها المختص في تحليل الخطاب، ومن هنا يمكن تصنيف الخطابات إلى الخطاب الغربي أو الخطاب العلماني أو الخطاب الفلسفي، ومن المفارقات العجيبة أن أول من ذهب إلى تحديد مصطلح للخطاب وتعتبر كتبه مرجعا مهما في دراسة الخطاب هو الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو!
مثل هذا المشروع الفكري وهو (دراسة الخطاب) لا يمكن أن تقوم به دراسات ماجستير ودكتوراه في الجامعات أو ندوات ومؤتمرات متناثرة هنا وهناك -مع جزيل الشكر لهذا العمل العظيم الذي تقدمه أقسام اللغات في الجامعات- ولكن مثل هذه الأعمال عندما تكون نواة لمشروع ثقافي تتبناه وزارات مثل الثقافة والتعليم يكون صداه أعمق وأثره أكبر لعل وعسى أن يكون بمقدورنا الخروج من مأزق صراع الخطابات.
كاتبة سعودية
monaalmaliki@
ليعلم هو ومن يرى رأيه الغبي جدا أن حرية الأديان مقدسة وعدم الإساءة للرموز الدينية أصل في ديننا الإسلامي، فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام نهى عن سب دين الآخر حتى لا يتجاوز الآخر بسب ديننا، هذه القيم الأخلاقية الإنسانية التي لا يعرفها وريث الثورة الفرنسية، التي كان من أهم بنودها احترام الحقوق والحريات وذهبت المواثيق الدولية لتؤكد على ذلك.
هذه الصورة الظاهرة والقشرة الخارجية تحكي قصة صراع عميق وأليم بين الغرب والشرق؛ صراع قديم يتجدد في كل مرة بنفس الآليات والأدوات وبذات الفكر الذي يتزعمه، فالخطاب الفرنسي مثلا يتمترس خلف الدفاع عن (العلمانية) التي يراها الغرب على مقاسهم فقط فهي من إنتاجهم وهذا صحيح ولكن هناك في المقابل (خطاب إسلامي) لابد أن يفهمه الغرب ويدرسونه جيداً لأن هذا الخطاب خلفه مليار مسلم!
وخلف هذين الخطابين تاريخ طويل من العداء وأنهار من الدماء رغم ما استفاده كل منهما من الآخر! إذن حتى نصل إلى فهم وتحليل لهذا (الخطاب) الذي أفرز لنا ثقافة الكراهية بينهما لابد من دراسته وتحديد ملامحه والفصل بين أنواع الخطابات حتى لا تحدث مثل هذه الأحداث المأساوية فيظهر أحمق آخر مثل ماكرون لا يعي حقيقة ما يحدث.
خطورة الموقف الغبي الذي تبناه ماكرون للأسف تتيح لخطابات متطرفة من الطرفين بظهور تلك الخطابات التي تعزف على وتر العاطفة المشتعلة في صدور العامة للفوز بالتعاطف المطلق وهو توجه خطير جدا لأنه يستخدم الإسلام كأداة فحول بذلك (القيمة) إلى (هدف) نفعي براجماتي صرف لتميل الكفة إلى صالحه! ولن ينقذنا من هذا المنعطف المفاهيمي الخطير إلى دراسة متأنية وعميقة للخطاب للخروج بنتائج موضوعية يكون الإعلام والتعليم هما المنقذان لهذه الأجيال التي رفضت الحوار مع الآخر واستبدلته بالقتل البديل الجاهز الحاضر عن الكلمة عن الحوار!
الخطاب نسق من العلامات الدالة الخاصة بالأفراد والمجموعات أو حتى الموضوعات، وكل نسق منها له سمات خلافية تميزه عن غيره، وهذه السمات هي التي يقوم بضبطها المختص في تحليل الخطاب، ومن هنا يمكن تصنيف الخطابات إلى الخطاب الغربي أو الخطاب العلماني أو الخطاب الفلسفي، ومن المفارقات العجيبة أن أول من ذهب إلى تحديد مصطلح للخطاب وتعتبر كتبه مرجعا مهما في دراسة الخطاب هو الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو!
مثل هذا المشروع الفكري وهو (دراسة الخطاب) لا يمكن أن تقوم به دراسات ماجستير ودكتوراه في الجامعات أو ندوات ومؤتمرات متناثرة هنا وهناك -مع جزيل الشكر لهذا العمل العظيم الذي تقدمه أقسام اللغات في الجامعات- ولكن مثل هذه الأعمال عندما تكون نواة لمشروع ثقافي تتبناه وزارات مثل الثقافة والتعليم يكون صداه أعمق وأثره أكبر لعل وعسى أن يكون بمقدورنا الخروج من مأزق صراع الخطابات.
كاتبة سعودية
monaalmaliki@