احتضنت العاصمة الرياض في الأيام القليلة الماضية القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المعنية بالثورة الصناعية الرابعة تحت شعار «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية».
دائماً يرافق مثل هذه المؤتمرات سؤال يؤرق كثيراً من عامة الناس وهو: هل ستلغي الثورة الصناعية الرابعة الكثير من الوظائف وتفاقم أزمة البطالة عالمياً؟!
هذا السؤال مثار جدل كبير، فلا يُعقدُ مؤتمر أو منتدى اقتصادي إلا وهذا السؤال يكون أحد المحاور الرئيسة، حيث يزعم البعض أن نسبة كبيرة من الوظائف معرضة للخطر، بينما يجادل آخرون بأن أجهزة الكمبيوتر والروبوتات ستؤدي إلى خلق ابتكارات في المنتجات والخدمات بشكل جديد، مما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي الذي بدوره سيؤدي إلى تحسين رفاهية المجتمع وخلق وظائف جديدة بشكل أكبر.
تاريخياً الخوف من أن التكنولوجيا ستمحي الكثير من الوظائف رافق كل الثورات الصناعية السابقة وكان الناس قلقين باستمرار من أن التكنولوجيا ستسلب وظائفهم، ولكن ما حدث بدلاً من ذلك هو أن التكنولوجيا الجديدة قللت من الحاجة إلى مهارات مهن معينة فقط، في المقابل زادت الحاجة إلى مهارات أخرى تتناسب مع ذلك التطور التكنولوجي.
ولنأخذ على سبيل المثال اختراع جدول البيانات «Microsoft Excel» الذي قام بالكثير فيما يتعلق بحفظ السجلات وتحليل البيانات الرياضية مدعومة بالرسوم البيانية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، في تلك الحقبة تراجعت وظائف مسك الدفاتر لأن تلك البرامج حلت محل المهام اليدوية التي كانت مطلوبة من الأشخاص القيام بها سابقاً. في المقابل ارتفع الطلب على المحللين والمحاسبين حيث أصبحت الشركات الآن قادرة على تتبع المزيد من البيانات وتحتاج إلى المساعدة في تحليلها وتفسيرها. هنا، نرى كيف أن التكنولوجيا الجديدة تطلبت مهارات جديدة فقط ولم تقلل عدد الوظائف، في حين أن المهارات التي تم استبدالها شهدت انخفاضاً في قيمتها في سوق العمل.
في المملكة على وجه التحديد 70% من الأهداف الاستراتيجية والمشروعات العملاقة المتعلقة برؤية المملكة 2030 مرتبطة بشكل مباشر بالثورة الصناعية الرابعة على وجه العموم وبالذكاء الصناعي على وجه الخصوص، لذلك يجب على جامعاتنا العمل مع الشركات لدمج المهارات الجديدة التي يحتاجونها في المناهج الدراسية، إضافة إلى أن العمل على تدريب القوى العاملة وتأهيلها وصقل مهاراتها هي أفضل استراتيجية للبقاء في مواجهة الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل. فالمشهد العالمي يسير بوتيرة سريعة والمسافة الزمنية أصبحت قصيرة ما بين كل ثورة وثورة صناعية أخرى، لذلك فإنّ إعادة تشكيل مفهوم التوظيف والتعليم أصبح ضرورة تمليها علينا التغيرات الجذرية العالمية.
كاتب سعودي
Alhazmi_A@
دائماً يرافق مثل هذه المؤتمرات سؤال يؤرق كثيراً من عامة الناس وهو: هل ستلغي الثورة الصناعية الرابعة الكثير من الوظائف وتفاقم أزمة البطالة عالمياً؟!
هذا السؤال مثار جدل كبير، فلا يُعقدُ مؤتمر أو منتدى اقتصادي إلا وهذا السؤال يكون أحد المحاور الرئيسة، حيث يزعم البعض أن نسبة كبيرة من الوظائف معرضة للخطر، بينما يجادل آخرون بأن أجهزة الكمبيوتر والروبوتات ستؤدي إلى خلق ابتكارات في المنتجات والخدمات بشكل جديد، مما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي الذي بدوره سيؤدي إلى تحسين رفاهية المجتمع وخلق وظائف جديدة بشكل أكبر.
تاريخياً الخوف من أن التكنولوجيا ستمحي الكثير من الوظائف رافق كل الثورات الصناعية السابقة وكان الناس قلقين باستمرار من أن التكنولوجيا ستسلب وظائفهم، ولكن ما حدث بدلاً من ذلك هو أن التكنولوجيا الجديدة قللت من الحاجة إلى مهارات مهن معينة فقط، في المقابل زادت الحاجة إلى مهارات أخرى تتناسب مع ذلك التطور التكنولوجي.
ولنأخذ على سبيل المثال اختراع جدول البيانات «Microsoft Excel» الذي قام بالكثير فيما يتعلق بحفظ السجلات وتحليل البيانات الرياضية مدعومة بالرسوم البيانية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، في تلك الحقبة تراجعت وظائف مسك الدفاتر لأن تلك البرامج حلت محل المهام اليدوية التي كانت مطلوبة من الأشخاص القيام بها سابقاً. في المقابل ارتفع الطلب على المحللين والمحاسبين حيث أصبحت الشركات الآن قادرة على تتبع المزيد من البيانات وتحتاج إلى المساعدة في تحليلها وتفسيرها. هنا، نرى كيف أن التكنولوجيا الجديدة تطلبت مهارات جديدة فقط ولم تقلل عدد الوظائف، في حين أن المهارات التي تم استبدالها شهدت انخفاضاً في قيمتها في سوق العمل.
في المملكة على وجه التحديد 70% من الأهداف الاستراتيجية والمشروعات العملاقة المتعلقة برؤية المملكة 2030 مرتبطة بشكل مباشر بالثورة الصناعية الرابعة على وجه العموم وبالذكاء الصناعي على وجه الخصوص، لذلك يجب على جامعاتنا العمل مع الشركات لدمج المهارات الجديدة التي يحتاجونها في المناهج الدراسية، إضافة إلى أن العمل على تدريب القوى العاملة وتأهيلها وصقل مهاراتها هي أفضل استراتيجية للبقاء في مواجهة الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل. فالمشهد العالمي يسير بوتيرة سريعة والمسافة الزمنية أصبحت قصيرة ما بين كل ثورة وثورة صناعية أخرى، لذلك فإنّ إعادة تشكيل مفهوم التوظيف والتعليم أصبح ضرورة تمليها علينا التغيرات الجذرية العالمية.
كاتب سعودي
Alhazmi_A@