لو طُلب مني أن أحدد أشرس معركة تخوضها السعودية اليوم على جميع الجبهات لأكدت بلا تردد أنها معركتها الداخلية ضد الفساد، فالبيانات التي تصدرها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» ما زالت مثيرة جداً، وتكشف عن قضايا صادمة للغاية، وفاسدين لم يكن أحد يجرؤ على مجرد الشك في نزاهتهم، بل إن بعضهم كان يُنظر إليهم كرموز لحماية العدالة والأمن الوطني و«مكافحة الفساد» أيضاً!
البيان الأخير لنزاهة الذي صرح به مصدر مسؤول أمس الأول، وأشار إلى مباشرتها 123 قضية جنائية مؤخرا كشف أن الفساد وصل لمحاولة اختراق هيئة مكافحة الفساد نفسها، واخترق للأسف أهم مؤسسات العدالة في البلاد (النيابة العامة، القضاء، الأجهزة الأمنية)، فأي معركة بالله عليكم أشرس من معركة بهذا الحجم؟!
هي معركة وجود تاريخية أطلقها عراب الرؤية السعودية الجديدة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه ودعم من خادم الحرمين الشريفين، ولولا الدعم المطلق من أعلى سلطة في البلاد لجهود نزاهة لما وصلت إلى هذا الحد من القوة والفاعلية والشفافية غير المسبوقة.
من القضايا الأخيرة التي كُشف عنها قضية فساد تورط فيها أحد منسوبي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نفسها»، إذ حاول حفظ قضية فساد وإنقاذ أطرافها من المحاكمة نتيجة رجاء وتوصية، و«الرجاء والتوصية» هنا تصنف «رشوة» حتى إن كان المرتشي لم يقبض مالاً أو يطلبه من الراشي، فمجرد محاولته حرف العدالة عن مسارها فساد يستحق بموجبه المحاكمة.
قضية أخرى تورط فيها «قاض وعضو شورى سابق» ووكيل إمارة منطقة سابق وضابط برتبة عميد؛ لعملهم على استخراج صكَّيْ استحكام بمساحة إجماليها (169.233.000م2) بإحدى المحافظات قبل سنوات، وهي مساحة تعادل مساحة 3 مدن تقريباً!
قضية فساد ثالثة تورط فيها اثنان من أعضاء «النيابة العامة» ومعهما موظف في وزارة التجارة و«وسطاء» لطلبهم مبلغ 5.300.000 ريال مقابل إنهاء قضية منظورة لدى النيابة العامة!
وهناك العديد من القضايا الصادمة التي أدعو من لم يطلع عليها لمراجعة بيان «نزاهة» الأخير ليعرف إلى أي مدى وصلت معركة هذا الوطن مع الفساد والفاسدين.
الأكيد أن هذه المعركة الشرسة لن تنتهي قريباً فالفساد باقٍ ما بقي البشر على هذا الكوكب، لكن هذه الجهود الجبارة والشجاعة والجرأة التي تتحرك بهما هيئة الرقابة ومكافحة الفساد أمور من شأنها أن تحاصر الفاسدين بنسبة كبيرة وتحمي المال العام بدرجة أكبر من اللصوص حتى إن ارتدوا زي العدالة أو توقعوا أن مناصبهم أو عملهم في الأجهزة الأمنية والعدلية قد تحميهم، والأهم من ذلك كله أن قضايا الفساد لا تسقط بالتقادم؛ فمن نجا منها بالأمس لن ينجو غداً، بل سيكون على موعد مع المحاسبة طال الزمن أو قصر.
كاتب سعودي
Hani_DH@
البيان الأخير لنزاهة الذي صرح به مصدر مسؤول أمس الأول، وأشار إلى مباشرتها 123 قضية جنائية مؤخرا كشف أن الفساد وصل لمحاولة اختراق هيئة مكافحة الفساد نفسها، واخترق للأسف أهم مؤسسات العدالة في البلاد (النيابة العامة، القضاء، الأجهزة الأمنية)، فأي معركة بالله عليكم أشرس من معركة بهذا الحجم؟!
هي معركة وجود تاريخية أطلقها عراب الرؤية السعودية الجديدة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه ودعم من خادم الحرمين الشريفين، ولولا الدعم المطلق من أعلى سلطة في البلاد لجهود نزاهة لما وصلت إلى هذا الحد من القوة والفاعلية والشفافية غير المسبوقة.
من القضايا الأخيرة التي كُشف عنها قضية فساد تورط فيها أحد منسوبي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نفسها»، إذ حاول حفظ قضية فساد وإنقاذ أطرافها من المحاكمة نتيجة رجاء وتوصية، و«الرجاء والتوصية» هنا تصنف «رشوة» حتى إن كان المرتشي لم يقبض مالاً أو يطلبه من الراشي، فمجرد محاولته حرف العدالة عن مسارها فساد يستحق بموجبه المحاكمة.
قضية أخرى تورط فيها «قاض وعضو شورى سابق» ووكيل إمارة منطقة سابق وضابط برتبة عميد؛ لعملهم على استخراج صكَّيْ استحكام بمساحة إجماليها (169.233.000م2) بإحدى المحافظات قبل سنوات، وهي مساحة تعادل مساحة 3 مدن تقريباً!
قضية فساد ثالثة تورط فيها اثنان من أعضاء «النيابة العامة» ومعهما موظف في وزارة التجارة و«وسطاء» لطلبهم مبلغ 5.300.000 ريال مقابل إنهاء قضية منظورة لدى النيابة العامة!
وهناك العديد من القضايا الصادمة التي أدعو من لم يطلع عليها لمراجعة بيان «نزاهة» الأخير ليعرف إلى أي مدى وصلت معركة هذا الوطن مع الفساد والفاسدين.
الأكيد أن هذه المعركة الشرسة لن تنتهي قريباً فالفساد باقٍ ما بقي البشر على هذا الكوكب، لكن هذه الجهود الجبارة والشجاعة والجرأة التي تتحرك بهما هيئة الرقابة ومكافحة الفساد أمور من شأنها أن تحاصر الفاسدين بنسبة كبيرة وتحمي المال العام بدرجة أكبر من اللصوص حتى إن ارتدوا زي العدالة أو توقعوا أن مناصبهم أو عملهم في الأجهزة الأمنية والعدلية قد تحميهم، والأهم من ذلك كله أن قضايا الفساد لا تسقط بالتقادم؛ فمن نجا منها بالأمس لن ينجو غداً، بل سيكون على موعد مع المحاسبة طال الزمن أو قصر.
كاتب سعودي
Hani_DH@