-A +A
حسين شبكشي
كنت أتسوق وعلى عجالة في بقالة الحي الصغيرة لشراء بعض الأغراض الطارئة، وعند استفساري من البائع عن إحدى السلع، أشار لي بيده إلى مكانها، ولكنه أضاف ضاحكا أنصحك بالشراء الآن، لأن الأسبوع القادم قد يتغير السعر. فنظرت إليه بدهشة، وسألته باستغراب وما الذي سيحصل الأسبوع القادم حتى يؤثر على السعر ويغيره. فأجاب بلغة واثقة وإن كان فيها شيء من السخرية بقوله: ولو؟ نتائج الانتخابات الأمريكية ستكون قد ظهرت. واستفسرت بدوري وأنا في حالة فضول لمعرفة نهاية هذا الحوار، وسألته وما علاقة الانتخابات الأمريكية بسعر السلعة التي سألت عنها؟ قال لي لو فاز ترمب تحرك الاقتصاد الأمريكي وتحسن الإنتاج وزاد الاستهلاك فترتفع الأسعار، والعكس تماما في حالة فوز المرشح بايدن. قلت له متأكد؟ قال لي السوق يحب الاتجاه اللي يخدمه. خرجت من البقالة مبتسماً ولسان حالي يقول، في داخل كل منا «محلل سياسي» صغير ينتهز الفرصة المناسبة للانطلاق، وإبداء رأيه ولكن الأهم أن صاحب بقالة في حي ما في مدينة ما تبعد عن أمريكا آلاف الأميال يدرك تماما الآثار المتوقعة لنتيجة الانتخابات الأمريكية على حياته واقتصاده. مقولة إن الدنيا صغيرة لم تعد تفي بالمعنى والغرض، فالدنيا باتت ضيقة، وما يحدث في كل مكان لا يبقى حادثا معزولا دون أثر ملموس في مكان ما. إنها نظرية البلدان المستطرقة بامتياز. نعيشها يوميا بشكل ملموس. أنتظر مشواري القادم لبقالة الحي بعد ظهور النتيجة لمعرفة رأي صاحبها، وقد أتحدث معه عن «موضوع الكورونا» لأني أعتقد أنه لم يبق غيره لم يدلِ بدلوه في هذا الشأن. قالوا قديما إن العالم قرية صغيرة، واليوم بات من الممكن القول إن العالم تحول إلى غرفة ضيقة.

كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com