جزء كبير من الخطاب الإعلامي المعاصر يدعو الإنسان لتقديس ذاته، بداية ببعض برامج (التوك شو) التي تستضيف الشخصيات الناجحة المشهورة وتروي كيف تحقق لهم ذلك بالاعتماد على الذات وتبهرك بخلفياتهم الاجتماعية والثقافية المتدنية/ وكيف فعلوا المستحيل ليصلوا للثراء والنجاح والشهرة، ومرورا ببرامج التنمية البشرية وعلم الطاقة وقانون الجذب الذي يجعلك لا تحتاج إلا التفكير بصفاء في الأمر كي تحققه في الواقع.. لكن قمة هذا التوجه الجديد تتلخص في كتاب عجيب لقي رواجا عالميا لمؤرخ إسرائيلي ملحد اسمه يوفال نوح حراري. عنوان كتابه: هومو ديوس (نبذة مُختصرة عن تاريخ المُستقبل).
يقول في الكتاب: «خلص العديد من المفكرين والأنبياء في الماضي إلى أن الحرب والطاعون والمجاعة هي جزء لا يتجزأ من خطة الله الكونية أو هي نتيجة عن طبيعتنا البشرية غير الكاملة، ولا شيء سيحررنا منها إلا نهاية العالم، لكننا في الحقيقة لسنا بحاجة للصلاة إلى أي إله أو قديس كي يخلصنا منها كما يزعمون».
فهو يرى أن ثورة الهندسة الوراثية والثورة الحاسوبية سينتج عنها ترقية الإنسانية من حالة البشرية إلى حالة الألوهية، وهو في كتابه يبشّر بنهاية الأديان ويربط بين نتائج التقدم العلمي وما تقدمه الأديان للبشرية ويعقد مقارنات عجيبة بطريقة تفتقر للمنهجية العلمية فيقول في الكتاب مثلا: «لو سألنا المهتمين عن الاختراع الإنساني الأكثر تأثيرا خلال القرن العشرين فسيكون السؤال محيرا بسبب القائمة الطويلة للاختراعات الإنسانية في القرن العشرين، وقد يكون الجواب مثلا هو اختراع المضادات الحيوية في المجال الطبي، وقد يقال النظرية النسوية في الإبداع الأيديولوجي أو اختراع الكمبيوتر مثلا. لكن سيكون السؤال الأشد حيرة عمّا قدمته الأديان في القرن العشرين، وهو سؤال صعب للغاية لأنها لم تقدم شيئا!».
لا أعرف حقيقة كيف يكون هذا الطرح المتناقض ربطا علميا منهجيا ولا على أي أساس كانت هذه الإجابات.
والكتاب أكثر ما يقال عنه إنه كتاب للتسلية وليس تأريخا للمستقبل. خاصة لمن سيقرأه عام ٢٠٢٠ وهو يعيش في ظل جائحة كورونا التي جعلت العلوم الإنسانية تقف مكتوفة الأيدي عاجزة أمام فايروس صغير يسبب الزكام لكنه قتل حتى الآن قرابة المليون ونصف المليون إنسان.
كاتبة سعودية
may_khaled@hotmail.com
mayk_0_0@
يقول في الكتاب: «خلص العديد من المفكرين والأنبياء في الماضي إلى أن الحرب والطاعون والمجاعة هي جزء لا يتجزأ من خطة الله الكونية أو هي نتيجة عن طبيعتنا البشرية غير الكاملة، ولا شيء سيحررنا منها إلا نهاية العالم، لكننا في الحقيقة لسنا بحاجة للصلاة إلى أي إله أو قديس كي يخلصنا منها كما يزعمون».
فهو يرى أن ثورة الهندسة الوراثية والثورة الحاسوبية سينتج عنها ترقية الإنسانية من حالة البشرية إلى حالة الألوهية، وهو في كتابه يبشّر بنهاية الأديان ويربط بين نتائج التقدم العلمي وما تقدمه الأديان للبشرية ويعقد مقارنات عجيبة بطريقة تفتقر للمنهجية العلمية فيقول في الكتاب مثلا: «لو سألنا المهتمين عن الاختراع الإنساني الأكثر تأثيرا خلال القرن العشرين فسيكون السؤال محيرا بسبب القائمة الطويلة للاختراعات الإنسانية في القرن العشرين، وقد يكون الجواب مثلا هو اختراع المضادات الحيوية في المجال الطبي، وقد يقال النظرية النسوية في الإبداع الأيديولوجي أو اختراع الكمبيوتر مثلا. لكن سيكون السؤال الأشد حيرة عمّا قدمته الأديان في القرن العشرين، وهو سؤال صعب للغاية لأنها لم تقدم شيئا!».
لا أعرف حقيقة كيف يكون هذا الطرح المتناقض ربطا علميا منهجيا ولا على أي أساس كانت هذه الإجابات.
والكتاب أكثر ما يقال عنه إنه كتاب للتسلية وليس تأريخا للمستقبل. خاصة لمن سيقرأه عام ٢٠٢٠ وهو يعيش في ظل جائحة كورونا التي جعلت العلوم الإنسانية تقف مكتوفة الأيدي عاجزة أمام فايروس صغير يسبب الزكام لكنه قتل حتى الآن قرابة المليون ونصف المليون إنسان.
كاتبة سعودية
may_khaled@hotmail.com
mayk_0_0@