-A +A
منى العتيبي
أسمع كثيراً هذه الأيام بين النساء -خصوصاً من صاحبات الرأي وبرامج تطوير الذات وما أدراك ما برامج تطوير الذات! وأيضاً ممن يتصدرن مشاهد الإعلام والثقافة- لغةً عجيبةً في خطابهن لمثيلاتهن من النساء بترديد دعوات الاكتفاء بالذات والابتعاد عن الصور التقليدية في مشاركة الحياة مع الآخر الرجل، وأن المرأة عليها أن ترتقي بنفسها، أو لنقل بإمكانها أن ترتقي بنفسها في عزلتها واعتزالها الزواج والارتباط برجل!

مقولات وعبارات تتردد كثيراً تحاول تأكيد أن المرأة ليست بحاجةٍ إلى الشريك والأسرة، وأنا أخشى أن تكبر مثل هذه العبارات لتأخذ طريقها إلى الشعارات ثم الحقيقة.


أخشى أن تصدق البنات أن الحياة لا تحتاج إلى الأسرة، وأنها تستطيع أن تكون بذاتها هي الأب والأخ والزوج!

الحقيقة الفطرية تقول إن عمارة الأرض والحياة لا تكتمل إلا بثنائية المرأة والرجل، فكلاهما نصفٌ لا يكتمل إلا بنصفه الآخر، ووجود الأسرة ضروري لعمارتها؛ لذلك نحن الآن في مرحلةٍ تستدعي منا حماية الكيان الأسري وتثقيفه وتطعيمه بالقيم التربوية وحماية مؤسسة الزواج ذلك الرباط المقدس والميثاق الغليظ، ومن باب أولى وعوضاً عن تعبئة بناتنا بالأفكار والشعارات الزائفة علينا توجيه الخطاب نحو الاختيار المناسب والموفق للطرف الآخر وتثقيفهن بحقيقة أن الطرف الآخر هو امتدادها للحياة من خلال تكوين الكيان الأسري، الذي بدايته تتكون من رابطة الزواج ومن ثم الأسرة وتلبية حاجتها الفطرية وضروراتها البشرية الموافقة لحياة الطبيعة الإنسانية.

أحترم جدّاً من يختار حياته بنفسه سواء ارتباطه بآخر أو استقلاله واكتفاءه بنفسه، ولكني أرفض أن يتحول اختياره إلى لغةٍ سائدةٍ يرددها وكأنها الحقيقة المطلقة التي تتطلب من المجتمع كله أن يصدقها ويطبقها.

أخيراً.. عزيزتي المرأة: الرجل ليس العدو الأول أو الأخير، وليس هو معركة حياتك، هو باختصار «فطرتك».

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com