مع اقتراب المرشح الديموقراطي جو بايدن لسدة الرئاسة الأمريكية، وهذا الواضح حتى كتابة هذا المقال، بدأ ما يمكن ان نسميه بموسم التحريض السياسي، والتحليل الرغبوي.
الآن بدأت التساؤلات ببعض إعلام اليسار الأمريكي، والبعض حولنا، عن كيفية تعامل بايدن مع المنطقة، ودولها، وتحديدا دول الاعتدال العربي، وكل يحاول بث الطمأنينة بين أتباعه، سواء اليسار، أو الإسلام السياسي.
أولا، وقبل كل شيء، بايدن مرشح سياسي همه وهدفه الأساس الناخب الأمريكي، وليس المنطقة، خصوصا أن السياسة الخارجية لم تأخذ حيزا بالحملات الانتخابية الرئاسية الأخيرة.
ويأتي بايدن للحكم وهو ابن المؤسسة السياسية سبعة وأربعين عاما، ومحسوب على وسط الديموقراطيين، وبالتالي لن يشكل وجهة نظره في ليلة وضحاها، كما أنه يأتي على بلد منقسم بشكل حاد صوت فيه قرابة التسعة وستين مليون ناخب لترامب.
ويدخل بايدن البيت الأبيض، بحال أعلن رسميا، وليست لديه الأغلبية المطلقة بمجلس الشيوخ، والأهم من هذا وذاك أن علاقات أمريكا بحلفائها مرهونة بالمؤسسات، وليس البعد الشخصي بالعلاقة، وهناك تعاون أمني، وعسكري، واقتصادي، وقضايا لا يمكن تجاهلها بجرة قلم.
نعم هناك تحدي الملف النووي الإيراني، لكن بايدن يأتي إلى منطقة تتغير، وتغيرت بالفعل. وما يتناساه البعض، وهذا ما قلته في مداخلة تلفزيونية، وأشرحه بتوسع الآن، هو أن التغيير الحقيقي بمنطقتنا بدأ منذ الربيع العربي، وحين كان بايدن نائبا للرئيس أوباما، وليس فترة ترامب.
وهنا نقطة يتجاهلها البعض، فرغم كل ما قيل عن علاقة ترامب بدول الاعتدال العربي إلا أن ذلك لم يحُل دون القطيعة الخليجية- العربية مع قطر، التي حدثت في عهد ترامب، ولم تستطع إدارته اقناع الدول الخليجية ومصر بعودة العلاقات مع قطر التي لم تلتزم بتعهداتها السابقة.
والتعهدات التي طرحت على قطر لم تطرح فترة رئاسة ترامب، بل بفترة رئاسة أوباما، وحينها كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ملك السعودية، وجاء أمير قطر الشيخ تميم، وقام بالتوقيع دون أن تلتزم الدوحة، وباقي القصة معروف.
وعليه فنحن أمام تحليلات رغبوية، لا سياسية جادة، وأعتقد أن القصة الأكثر إلحاحا بالنسبة لمنطقتنا هي في كيفية تعامل بايدن مع إيران، هل يعود للملف النووي، وكيف؟
وهنا أيضا المنطقة تغيرت لأن بايدن سيجد موقفا إسرائيليا صلبا تجاه إيران، يساوي صلابة الموقف الخليجي، والذي طرأ عليه الآن عملية السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي، ولا ندري إذا ما كان معسكر السلام هذا سيتسع الآن، أو ربما مع قدوم ساكن البيت الأبيض الجديد.
ختاما، القول الفصل هو للغة المصالح، وهكذا هي السياسة، أما ما يطرح الآن فهو مماحكة، وموسم تحريض سينتهي سريعا.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
الآن بدأت التساؤلات ببعض إعلام اليسار الأمريكي، والبعض حولنا، عن كيفية تعامل بايدن مع المنطقة، ودولها، وتحديدا دول الاعتدال العربي، وكل يحاول بث الطمأنينة بين أتباعه، سواء اليسار، أو الإسلام السياسي.
أولا، وقبل كل شيء، بايدن مرشح سياسي همه وهدفه الأساس الناخب الأمريكي، وليس المنطقة، خصوصا أن السياسة الخارجية لم تأخذ حيزا بالحملات الانتخابية الرئاسية الأخيرة.
ويأتي بايدن للحكم وهو ابن المؤسسة السياسية سبعة وأربعين عاما، ومحسوب على وسط الديموقراطيين، وبالتالي لن يشكل وجهة نظره في ليلة وضحاها، كما أنه يأتي على بلد منقسم بشكل حاد صوت فيه قرابة التسعة وستين مليون ناخب لترامب.
ويدخل بايدن البيت الأبيض، بحال أعلن رسميا، وليست لديه الأغلبية المطلقة بمجلس الشيوخ، والأهم من هذا وذاك أن علاقات أمريكا بحلفائها مرهونة بالمؤسسات، وليس البعد الشخصي بالعلاقة، وهناك تعاون أمني، وعسكري، واقتصادي، وقضايا لا يمكن تجاهلها بجرة قلم.
نعم هناك تحدي الملف النووي الإيراني، لكن بايدن يأتي إلى منطقة تتغير، وتغيرت بالفعل. وما يتناساه البعض، وهذا ما قلته في مداخلة تلفزيونية، وأشرحه بتوسع الآن، هو أن التغيير الحقيقي بمنطقتنا بدأ منذ الربيع العربي، وحين كان بايدن نائبا للرئيس أوباما، وليس فترة ترامب.
وهنا نقطة يتجاهلها البعض، فرغم كل ما قيل عن علاقة ترامب بدول الاعتدال العربي إلا أن ذلك لم يحُل دون القطيعة الخليجية- العربية مع قطر، التي حدثت في عهد ترامب، ولم تستطع إدارته اقناع الدول الخليجية ومصر بعودة العلاقات مع قطر التي لم تلتزم بتعهداتها السابقة.
والتعهدات التي طرحت على قطر لم تطرح فترة رئاسة ترامب، بل بفترة رئاسة أوباما، وحينها كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ملك السعودية، وجاء أمير قطر الشيخ تميم، وقام بالتوقيع دون أن تلتزم الدوحة، وباقي القصة معروف.
وعليه فنحن أمام تحليلات رغبوية، لا سياسية جادة، وأعتقد أن القصة الأكثر إلحاحا بالنسبة لمنطقتنا هي في كيفية تعامل بايدن مع إيران، هل يعود للملف النووي، وكيف؟
وهنا أيضا المنطقة تغيرت لأن بايدن سيجد موقفا إسرائيليا صلبا تجاه إيران، يساوي صلابة الموقف الخليجي، والذي طرأ عليه الآن عملية السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي، ولا ندري إذا ما كان معسكر السلام هذا سيتسع الآن، أو ربما مع قدوم ساكن البيت الأبيض الجديد.
ختاما، القول الفصل هو للغة المصالح، وهكذا هي السياسة، أما ما يطرح الآن فهو مماحكة، وموسم تحريض سينتهي سريعا.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com