مهما حاولنا ارتداء رداء الفضيلة والاختباء خلف شعارات المثالية والكمال والقناعة وقلنا وكذبنا على أنفسنا بأن «المال لا يشتري السعادة»، فهذا الكلام (خِرطّي) وليس هناك شيء يشتري السعادة أكثر من المال.
لذا علمونا منذ الصغر أن علينا أن نعمل ونجتهد من أجل الحصول على المال الحلال، رغم أن هُناك أشخاصاً يسعون للحصول عليه عبر طُرق غير مشروعة فيمتهنون السرقة ويجعلونها مصدراً يملؤون بها (كروشهم) ويأكلون منها مالاً حراماً بضمير مرتاح ثم يقولون: (هذا من فضل ربي) !
السرقة أمر مرفوض ومنبوذ في كل المجتمعات لما فيها من اعتداء على حقوق الغير، ولكن هناك قصصاً مضحكة عن لصوص سرقوا بطريقة غير متوقعة وذكية ولا تخطر على بال أحد، مما يجعل (إبليس) يقف في زاوية منبهراً بهم وهو يصفق لهم.
فهذا طبيب ولكنه لص مُحترف قد أقدم على سرقة (مُخ آينشتاين)، حيث استغل لحظة وفاته وفتح جمجمته وسرق دماغه دون أن يعلم أحد، ولا أدري ما كان ينوي الفعل به، ورُبما أراد أن يُبدله بدماغه المهوّي اعتقاداً منه أن عبقرية آينشتاين سوف تنتقل إليه.
وهذا لص آخر شرطي ذكي و(مخبول) كان يسرق البنوك ثم يعود للإشراف على التحقيق، فقد كان يتخفى ويخطط لسرقته ثم يعود بكل جرأة إلى مسرح الجريمة بصفته شرطياً يقوم بعمله، وصحيح «اللي اختشوا ماتوا».
وهذا لص قد يبدو لك غبياً ولكنه ليس كذلك، فقد سرق (مرحاضاً) من أحد القصور البريطانية، وعند معرفتك لسعره ستعرف الداعي من السرقة، فهذا المرحاض قطعة من الذهب يصل سعرها إلى 6 ملايين دولار، وهذه السرقات ولا بلاش.
وبما أن السرقة بالسرقة تُذكر، دعوني أعترف لكم باعتراف مُخجل حصل معي في ذروة أيام الكورونا، فقد كنت أزور مريضة في أحد المستشفيات الخاصة المعروفة، وقبل خروجي من السيارة انتبهت أن (مُعقمي) قد أوشك على الانتهاء، وجلست أفكر كيف سأعقم يديني بعدما أخرج من المستشفى.
ثم (وزّني) الشيطان ووسوس لي الملعون أن أملأ في قارورة ماء فارغة من المعقم الموجود في غرفة قريبتي بالمستشفى، وبالفعل ملأته حتى أصابته تُخمة وأخذته وتعقمت منه وضميري مرتاح.
وعندما وصلت إلى بيتي وضعته بالقرب من ثلاجة صغيرة خاصة بي، فاعتقدت العاملة المنزلية أنه ماء ووضعته لي (لا بارك الله فيها) في الثلاجة.
نمت ونسيت الأمر تماماً، ثم استيقظت وأنا أشعر بالعطش وفتحت باب الثلاجة وأخذت قارورة ماء وشربت منها قبل أن أسمي وإذا بي أشرب من (المعقم) !
نفضته من فمي ثم استغفرت الله عن ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وبناءً عليه قررت أن أعترف وأعتذر لصاحب المستشفى الدكتور المعروف (فُلان)، فلولا ستر الله لكنت سأعود إليهم في ليل أظلم منقولة بإسعاف اشتكي من شربي لمعقم، يا الله لا تعاقبنا.
وإبراءً للذمة؛ أرجو من الدكتور أن يُحللني ويبيحني، وإذا أراد ثمن المعقم فعليه أن يتواصل مع الشهم الكريم الجميل رئيس تحرير هذه الصحيفة الموقرة ليلزمهم أن يدفعوا عني قيمة المعقم المسروق فأنا ابنتهم و(أمون عليهم).
ربنا لا تؤاخذنا.
Twitter:@rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com