-A +A
عبده خال
يمثل تصريح الأمير محمد بن سلمان خارطة طريق للأعوام القادمة، بعد كشف ما حدث لبلادنا من عراقيل كان يمكن لها إحداث عثرات اقتصادية واجتماعية.

ولأننا نعيش في وحدة تلاحم، كان التصريح شاملا لعدة محاور تم إشباع كل محور بتفاصيل ما حدث، وما تم اتخاذه من إجراءات تجنب البلاد التأخر عن مثيلاتها من دول 20، وشملت الكلمة كشف تفاصيل عديدة، لم يكن قادرا على إيضاحها إيضاحا وافيا سوى ولي العهد.


وقد يكون أهم نقطة هي محافظة الدولة على رواتب المواطنين، ولولا اتخاذ الدولة عدة إجراءات لحماية الرواتب لكان هو الطريق الأقرب لسد الاحتياج، خصوصا أن جائحة كورونا جففت اقتصاديات كثير من دول العالم.

ولهذا كان البدء بالسعي لمضاعفة حجم الاقتصاد وتنوعه أهم المرتكزات للنجاة من غائلة كورونا وما يماثلها من كوارث تقوم على قرض اقتصاديات أي بلد.

الخطاب في مجمله يمثل البوصلة التي تشير إلى المستقبل، ويكون العمل طريقا في كل شؤون، وحقول التنمية.

ولأن التنمية بحاجة إلى النمو المستمر يكون تنوع مصادر الدخل وسيلة الأمان بدل الرضوخ للنفط وتقلباته.

ولأن البطالة إحدى الكبوات المنفضة لأي اقتصاد سلع لنموه المستمر، فقد تعهد سموه بأن يكون ملف البطالة ضمن الأولويات الذي سيشرف عليه، ضمن الاهتمام بالمواطن كأولوية بتحسين دخل المواطنين، وتضييق فترة انتظار تحقيق حلم منزل الأسرة، والحرص على صندوق الاستثمارات العامة الذي تكون عائداته وفيرة لتسهم في تنوع المصادر، كما أن ضخ الاستثمارات للداخل ستحقق فرص عمل كثيرة.

وأشار سموه إلى مواصلة محاربة الفساد بما يحقق صيانة المال العام وإيصال الموازنة إلى أهدافها من غير تلاعب أو تحايل.

ولأن الإرهاب والتشدد كان مصدره خطابا دينيا مسيسا فإن اليقظة من عودته إحدى الأولويات التي يجب تأكيدها بالقضاء على كل بؤرة تجمع الفكر المتشدد أو الإرهابي.

كان خطابا يتجه للمستقبل مباشرة.

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com