انتقد أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الدكتورة الفاشنيستا ملاك الحسيني على مشاركتها الظهور الإعلامي لابنها المصاب بالتوحد، كان الانتقاد يركز على ظهوره كطفل للتوحد، ويوجهها كأم بعدم المشاركة، ويتهمها باستغلال حالته في سبيل الشهرة والحصول على المال.
وفي الواقع أرى أن هذا الظهور ضرورة من ناحيتين؛ الناحية الأولى المجتمع، والناحية الثانية تخص الطفل التوحدي نفسه.
بالنسبة للمجتمع فنحن ما زلنا نفتقد مراكز التوحد التي تستوعب احتياجات المصابين بالتوحد، وما زالت تفتقر أغلب المؤسسات المهتمة بهم إلى الدقة في تشخيص الحالات وطرق علاجها المتمكنة، إضافة إلى تواضع ما تقدمه الجمعيات المختصة لهذه الفئة من الاحتياجات الخاصة وما تقدمه أيضاً مراكز الأبحاث العلمية من دراسات داعمة في مجال التشخيص والتدخل والتدريب والتعليم؛ لذلك فإن مثل هذا الظهور الإعلامي للطفل التوحدي، واستعراض حياته اليومية ومشكلات التعامل معه وإرشادات المختصين، يسهم في نشر ثقافة التعامل مع الطفل التوحدي بين الأسر ودعم الجانب النفسي والمعنوي لديهم وشحن طاقتهم نحو الصبر والتصرف الإرشادي السليم وطرق معالجة الأخطاء السلوكية التي قد تقع في التعامل معهم.
وبالنسبة للجانب الآخر الذي ينشد الخصوصية في حياة الطفل التوحدي ويطالب بها الجمهور الفاشنيستا لا أرى هذا الأمر مجدياً لحياة الطفل التوحدي، فالطفل التوحدي في الأصل حياته تميل إلى العزلة ويعيش حياته مع نفسه؛ لذلك ظهوره واندماجه ومشاركة الآخرين قصة حياته أراها ضرورة تسهم في صناعة حياة أخرى له أوسع من نطاق أسرته يشارك فيها ولو بالنظر المهم أنه يخرج من دائرته الضيقة.
للأسف بعض الأسر التي يهبها الله طفلاً توحديّاً نراها تنعكف على الهم وتأسر طفلها داخل أسوار بيتها والبعض يخجل من الأمر، وبالتالي تفوتهم الطرق السليمة في التوجه الصحيح نحو التعامل مع الابن التوحدي.
وبالرغم من أن دولتنا المعطاءة تملك رؤية تنموية شاملة وواضحة في رؤية 2030 لأطفال التوحد من مبادرات وبرامج تهتم بهم هذا، لاسيما إلى الدعم المادي الذي تزودهم وتدعمهم به إلا أننا نجد الإعلام المختص بهم يكاد يكون مغيّباً تماماً عنهم؛ خصوصاً أننا نجد بعض الأسر لا تعرف ما إذا كان لديها طفل مصاب بالتوحد أو لا!، حيث إن الوعي يعد محدوداً على مستوى العالم أجمع والعربي تحديداً، والتثقيف الإعلامي هنا مطلب لزيادة الوعي واكتشاف الحالات المجهولة في البيوت؛ لذلك أشكر جميع الأمهات والآباء المهتمين بنقل قصص وحكايات أطفالهم المتوحدين وجهودهم في دمجهم ومشاركتهم المجتمعية، وكلي دعم إعلامي لهم.
كاتبة سعودية
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com
وفي الواقع أرى أن هذا الظهور ضرورة من ناحيتين؛ الناحية الأولى المجتمع، والناحية الثانية تخص الطفل التوحدي نفسه.
بالنسبة للمجتمع فنحن ما زلنا نفتقد مراكز التوحد التي تستوعب احتياجات المصابين بالتوحد، وما زالت تفتقر أغلب المؤسسات المهتمة بهم إلى الدقة في تشخيص الحالات وطرق علاجها المتمكنة، إضافة إلى تواضع ما تقدمه الجمعيات المختصة لهذه الفئة من الاحتياجات الخاصة وما تقدمه أيضاً مراكز الأبحاث العلمية من دراسات داعمة في مجال التشخيص والتدخل والتدريب والتعليم؛ لذلك فإن مثل هذا الظهور الإعلامي للطفل التوحدي، واستعراض حياته اليومية ومشكلات التعامل معه وإرشادات المختصين، يسهم في نشر ثقافة التعامل مع الطفل التوحدي بين الأسر ودعم الجانب النفسي والمعنوي لديهم وشحن طاقتهم نحو الصبر والتصرف الإرشادي السليم وطرق معالجة الأخطاء السلوكية التي قد تقع في التعامل معهم.
وبالنسبة للجانب الآخر الذي ينشد الخصوصية في حياة الطفل التوحدي ويطالب بها الجمهور الفاشنيستا لا أرى هذا الأمر مجدياً لحياة الطفل التوحدي، فالطفل التوحدي في الأصل حياته تميل إلى العزلة ويعيش حياته مع نفسه؛ لذلك ظهوره واندماجه ومشاركة الآخرين قصة حياته أراها ضرورة تسهم في صناعة حياة أخرى له أوسع من نطاق أسرته يشارك فيها ولو بالنظر المهم أنه يخرج من دائرته الضيقة.
للأسف بعض الأسر التي يهبها الله طفلاً توحديّاً نراها تنعكف على الهم وتأسر طفلها داخل أسوار بيتها والبعض يخجل من الأمر، وبالتالي تفوتهم الطرق السليمة في التوجه الصحيح نحو التعامل مع الابن التوحدي.
وبالرغم من أن دولتنا المعطاءة تملك رؤية تنموية شاملة وواضحة في رؤية 2030 لأطفال التوحد من مبادرات وبرامج تهتم بهم هذا، لاسيما إلى الدعم المادي الذي تزودهم وتدعمهم به إلا أننا نجد الإعلام المختص بهم يكاد يكون مغيّباً تماماً عنهم؛ خصوصاً أننا نجد بعض الأسر لا تعرف ما إذا كان لديها طفل مصاب بالتوحد أو لا!، حيث إن الوعي يعد محدوداً على مستوى العالم أجمع والعربي تحديداً، والتثقيف الإعلامي هنا مطلب لزيادة الوعي واكتشاف الحالات المجهولة في البيوت؛ لذلك أشكر جميع الأمهات والآباء المهتمين بنقل قصص وحكايات أطفالهم المتوحدين وجهودهم في دمجهم ومشاركتهم المجتمعية، وكلي دعم إعلامي لهم.
كاتبة سعودية
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com