يضج الإعلام الأمريكي هذه الأيام بالتقارير والتحليلات والتساؤلات عما بعد الانتخابات الرئاسية وأهمها «كيف سيتم إخراج ترمب من البيت الأبيض مع اعتراضه على نتائج الانتخابات وإصراره على عدم الاعتراف بالرئيس المنتخب جو بايدن؟».
هذه الحالة رغم غرابتها ليست الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، ولكن ليس على المستوى الرئاسي، وإنما على مستوى حكام الولايات إذ نشرت بعض الصحف الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية قصة حاكم ولاية تكساس الذي خسر الانتخابات عام 1872م «إدموند جي ديفيس» واصفة إياه بالحاكم الذي التصق بالكرسي!
والحق أن قصة ديفيس مثيرة للجدل والضحك معاً وتصلح كعينة لدراسة نفسية مثيرة أيضاً، وهو للمصادفة جمهوري متطرف وله صولات وجولات في الميدان السياسي ببلاده في عصر الحرب الأهلية لكنه ختم سيرته السياسية بحادثة يضحك منها الأمريكيون حتى الآن.
حكم ديفيس ولاية تكساس لفترة واحدة كان فيها الصراع العنصري في أوجه، ثم ترشح للانتخابات لفترة ثانية تزامنت مع زيادة شعبية الديمقراطيين وتراجع شعبية المحافظين الجمهوريين، كان ذلك كما أسلفت عام 1872م واستطاع منافسه الديمقراطي ريتشارد كوك أن يسقطه في الانتخابات بفارق 2 إلى 1 وهو أمر تسبب لديفيس كما يبدو بصدمة نفسية جعلته يخرج على الملأ ويعلن أن الانتخابات باطلة وتعرضت للتزوير ويرفض الاعتراف بفوز منافسه.
ولم يتوقف ديفيس عند ذلك بل تشير المعلومات التي نشرتها الصحف الأمريكية إلى أنه رفض إخلاء مكتب الحاكم نهائياً وأرسل رسالة عاجلة إلى رئيس البلاد يطلب منه فيها أن يدعمه بقوة عسكرية فيدرالية لقمع الناس الذين يطالبونه بتسليم السلطة، ويعتصمون حول مبنى الحكومة لإخراجه منه.
بعد أيام من رسالته وصله الرد من الرئيس الأمريكي مطالباً إياه بضرورة الانصياع لرغبة الشعب وتسليم السلطة، ومع ذلك رفض أمر الرئيس وظل متشبثاً بالكرسي ومطالباً السكان الجمهوريين في تكساس بالدخول في حرب شوارع مع الديمقراطيين المتظاهرين ضده لعرقلة وصول خصمه إلى مبنى الحكومة.
بعد أسبوعين من تحصن ديفيس في مكتبه بالطابق الأول من مبنى الكابيتول في تكساس تمكن خصمه الفائز بالانتخابات وأنصاره من اقتحام المبنى والسيطرة على الطابق الثاني، وهناك أدى الحاكم الجديد اليمين الدستورية، ليصبح في الولاية حاكمان أحدهما في الطابق الأول ملتصق بكرسيه والثاني يمارس مهامه من الطابق الثاني!
بعد يومين من ذلك استسلم ديفيس لقوات الأمن وخرج من المكتب لكنه أغلقه وأخذ المفاتيح معه، وهو ما دفع أنصار الحاكم الجديد لكسر باب المكتب بفأس، منهين بذلك حكاية أول حاكم أمريكي جمهوري التصق بالكرسي!
والسؤال المتداول اليوم هو: هل سيشهد البيت الأبيض أحداثاً شبيهة بالأحداث التي شهدها مبنى حكومة تكساس أيام ديفيس؟!
هذا مستبعد بالطبع لكن من يعلم فالأيام حبلى بالمفاجآت.
كاتب سعودي
Hani_DH@
هذه الحالة رغم غرابتها ليست الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، ولكن ليس على المستوى الرئاسي، وإنما على مستوى حكام الولايات إذ نشرت بعض الصحف الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية قصة حاكم ولاية تكساس الذي خسر الانتخابات عام 1872م «إدموند جي ديفيس» واصفة إياه بالحاكم الذي التصق بالكرسي!
والحق أن قصة ديفيس مثيرة للجدل والضحك معاً وتصلح كعينة لدراسة نفسية مثيرة أيضاً، وهو للمصادفة جمهوري متطرف وله صولات وجولات في الميدان السياسي ببلاده في عصر الحرب الأهلية لكنه ختم سيرته السياسية بحادثة يضحك منها الأمريكيون حتى الآن.
حكم ديفيس ولاية تكساس لفترة واحدة كان فيها الصراع العنصري في أوجه، ثم ترشح للانتخابات لفترة ثانية تزامنت مع زيادة شعبية الديمقراطيين وتراجع شعبية المحافظين الجمهوريين، كان ذلك كما أسلفت عام 1872م واستطاع منافسه الديمقراطي ريتشارد كوك أن يسقطه في الانتخابات بفارق 2 إلى 1 وهو أمر تسبب لديفيس كما يبدو بصدمة نفسية جعلته يخرج على الملأ ويعلن أن الانتخابات باطلة وتعرضت للتزوير ويرفض الاعتراف بفوز منافسه.
ولم يتوقف ديفيس عند ذلك بل تشير المعلومات التي نشرتها الصحف الأمريكية إلى أنه رفض إخلاء مكتب الحاكم نهائياً وأرسل رسالة عاجلة إلى رئيس البلاد يطلب منه فيها أن يدعمه بقوة عسكرية فيدرالية لقمع الناس الذين يطالبونه بتسليم السلطة، ويعتصمون حول مبنى الحكومة لإخراجه منه.
بعد أيام من رسالته وصله الرد من الرئيس الأمريكي مطالباً إياه بضرورة الانصياع لرغبة الشعب وتسليم السلطة، ومع ذلك رفض أمر الرئيس وظل متشبثاً بالكرسي ومطالباً السكان الجمهوريين في تكساس بالدخول في حرب شوارع مع الديمقراطيين المتظاهرين ضده لعرقلة وصول خصمه إلى مبنى الحكومة.
بعد أسبوعين من تحصن ديفيس في مكتبه بالطابق الأول من مبنى الكابيتول في تكساس تمكن خصمه الفائز بالانتخابات وأنصاره من اقتحام المبنى والسيطرة على الطابق الثاني، وهناك أدى الحاكم الجديد اليمين الدستورية، ليصبح في الولاية حاكمان أحدهما في الطابق الأول ملتصق بكرسيه والثاني يمارس مهامه من الطابق الثاني!
بعد يومين من ذلك استسلم ديفيس لقوات الأمن وخرج من المكتب لكنه أغلقه وأخذ المفاتيح معه، وهو ما دفع أنصار الحاكم الجديد لكسر باب المكتب بفأس، منهين بذلك حكاية أول حاكم أمريكي جمهوري التصق بالكرسي!
والسؤال المتداول اليوم هو: هل سيشهد البيت الأبيض أحداثاً شبيهة بالأحداث التي شهدها مبنى حكومة تكساس أيام ديفيس؟!
هذا مستبعد بالطبع لكن من يعلم فالأيام حبلى بالمفاجآت.
كاتب سعودي
Hani_DH@