-A +A
مي خالد
يوافق اليوم الأربعاء الثاني من ديسمبر اليوم العالمي لإنهاء الرق والعبودية.

في القرن التاسع عشر أدرك صناع القرار العالمي أن تجارة الرقيق كانت تجارة غير إنسانية وقاسية وغير أخلاقية وقسرية.


وأقرَّ الفلاسفة والمشرعون بأن استعباد الناس يتعارض مع الطبيعة لأن كل الناس ولدوا متساوين.

فعبر التاريخ نقل العبيد كبضائع على متن السفن وتم إلقاؤهم أحياء عندما مرضوا. لذا وفي غضون ثلاثة عقود من الثورة الأمريكية، كان على كل من بريطانيا والولايات المتحدة إلغاء تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

جاء إلغاء تجارة الرقيق في أوائل القرن التاسع عشر بسبب التحول الكامل في أوروبا في الفهم المعياري للإنسانية. لقد أصبحت الإنسانية في أعرافهم إنسانية عالمية.

لكن وبعد هذه المقدمة قد يتساءل البعض: هل لدينا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين عبيد؟

الجواب: أن بيننا وعلى الكرة الأرضية يعيش 40 مليون إنسان في سخرة، ويقضون حياتهم كما يقضيها العبيد، جزء كبير من هذا العدد يساهمون في صنع طعامنا وجوالاتنا وملابسنا.

فلا يخفى علينا أن هؤلاء العمال في الشركات الرأسمالية الكبرى؛ رجالاً ونساءً وبعضهم ما زال طفلاً، لا يتقاضى 2 دولار في يومه بل أقل. هذا عدا من يموتون تحت المكائن وفي قوارب الهجرة وتحت الأسلاك الحدودية الشائكة.

ويعمل كثير من المهاجرين غير الشرعيين في مجال نقل الأغذية وفي المقاهي والمطاعم، وقد يجبر أحدهم على العمل 90 ساعة في الأسبوع، بينما يتقاضون أجوراً مقابل 40 ساعة أو أقل. وواجه آخرون عبودية الديون، حيث تم دفع ما يصل إلى 40 ألف دولار في بعض الدول بهدف التوظيف ثم يقتطع هذا المبلغ الكبير من رواتبهم الزهيدة.

بالإضافة إلى ذلك، يخضع أكثر من 150 مليون طفل لعمالة الأطفال، وهو ما يمثل ما يقرب من واحد من كل عشرة أطفال حول العالم.

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@