-A +A
عبداللطيف الضويحي
تشهد أجواء المملكة هذه الأيام هطول أمطار على عدد من مناطق المملكة، وهو ما يعيد إلى الواجهة طرح تساؤل يردده الرأي العام المهتم مع كل موسم أمطار ما هو مردود تلك الأمطار على مخزون الأرض من الماء؟ وهل زيادة كمية الأمطار في موسم من المواسم تعني بالضرورة زيادة المخزون من المياه؟ وهل لذلك دلالة أو مؤشر على ارتفاع مخزون المياه للمملكة أو لبعض مناطق المملكة الأكثر عرضة للأمطار، مقابل سنوات من استنزاف المياه العميقة وهدرها؟

الحقيقة أن وزارة البيئة والمياه والزراعة مشكورةً ما فتئت تنشر دوريا على حسابها في تويتر ما سجلته وتسجله محطات الوزارة للرصد الهيدرولوجي حول كميات هطول الأمطار في مناطق المملكة من حين لآخر وحسب مواسم هطول الأمطار، وهو ما خلق لدي فضولا وتساؤلات حول دلالات هذه الأرقام في لغة المياه فوق الأرض وتحت الأرض السطحية منها والجوفية على حدٍ سواء.


حمَلَني فضولي وتوجَّهتُ بتساؤلاتي إلى سعادة وكيل الوزارة للمياه الدكتور عبدالعزيز الشيباني الذي أماط اللثام مشكورا عن كثير من الأرقام والإحصاءات في هذا الصدد. حيث يقول إن للسدود أربع وظائف: درء الخطر وحماية السكان والممتلكات من الأمطار والسيول، والوظيفة الثانية أن السدود تستخدم لري الزراعة والمزروعات في أوقات معينة، والوظيفة الثالثة استخدامها للشرب، أما الوظيفة الرابعة أن السدود تستخدم للاستعاضة أو لتعويض الفاقد من المياه تحت الأرض.

يقول الدكتور الشيباني إن متوسط المطر السنوي على كافة مناطق المملكة خلال الـ50 سنة يصل إلى حوالي 103 مم/‏السنة، بينما حجم الهاطل المطري السنوي على كافة مناطق المملكة حوالي 166 مليار م٣/‏ سنويا، وإن متوسط حجم الجريان السطحي (السيول) في المملكة حوالي (8 مليارات) م3/‏سنة. وأن ما يمكن الاستفادة من السيول هو في حدود (5 مليارات م3/‏سنة) والباقي يهطل على الربع الخالي وعلى أودية الرف الرسوبي، بينما ما يتم حصاده حالياً هو (2.335 مليار) م3 من خلال (532) سداً سطحياً وجوفياً قائماً، ستتم زيادتها إلى (2.598 مليار) م3 من خلال (31) سداً يجري تنفيذها.

أما عن الفرص المستقبلية، فهناك فرصة لحصد ما يقارب (1.55 مليار) م3/‏سنة إضافية، وذلك من خلال إنشاء الـ1000 سد ليصبح ما سيتم حصاده (4.148 مليار) م3/‏سنة، حسب الدكتور الشيباني، ناهيك عن أن الوزارة تعمل على برنامج للحقن وإعادة التغذية للطبقات الجوفية من مياه السدود للتقليل من البخر وإيجاد رصيد مائي في أحواض الأودية.

الحقيقة رغم وضوح لغة الأرقام ومباشرتها في كل ما تحدث به سعادة وكيل الوزارة للمياه، إلا أنني لست متأكدا من مدى الطمأنينة التي يمكن أن تسهم بها هذه الأرقام في نفوس الناس، بجانب عدد من الإجراءات التي عملت وتعمل عليها الوزارة من خلال برامج الرؤية، سواء من حصاد مياه الأمطار أو من خلال تحلية المياه المالحة، أو من خلال معالجة مياه الصرف، إضافة إلى ترشيد استهلاك المياه وزيادة المساحة الخضراء.. أم أننا بحاجة إلى إطلاق مؤشر للمياه نتتبع من خلاله ما نستهلكه مقابل ما ندخره من المياه بشكل دوري؟

كاتب سعودي

Dwaihi@agfund.org